تعددت صور “الهياط” في مجتمعنا الخليجي بشكل تصاعدي وبذخ مبالغ فيه في ولائم الطعام التي هي المستفز الأكبر لمشاعر السعوديين والخليجيين مما جعلهم يطالبون بالحد من الإسراف ومعاقبة المبالغين بالكرم والتكريم ، باعتبار “الهياط” ليس ظاهرة في المجتمع السعودي، بل هو سلوك أفراد دفعهم حب الشهرة لذلك، وساهمت التقنية في نقل ونشر مقاطع تفاخرهم على نطاق واسع في قنوات التواصل الاجتماعي .
وتعتبر هذه الظاهرة الحديثة تجسد ضريبة التقنية وهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، وفقدان الخصوصية الثقافية والقيمة في ظل زحف العولمة الجارف المصاحب للتقليد المقيت والتصرفات الفردية .
مشاهد مؤلمة تصل للمتلقي عبر المتصفح الكفي تعكس صور غير حضارية لمجتمعنا السعودي وتتنافى مع تعليم وقيم ديننا الإسلامي الحنيف من حيث أنواع “الهياط” بصورة وأشكاله من خلال: المحافل القبلية .. الرياضية ..مراسم عقد القران.. المواليد .. الديوانيات …الخ .
“أضواء الوطن” سلطت الضوء على هذه الظاهرة التي حلت بمجتمعنا تحت بند” التمشيخ والهياط” وتم رصد آراء عدد من شيوخ ووجهاء القبائل وأساتذة علم الاجتماع الذين أكدوا رفضهم تصرف بعض الأفراد ورجال الأعمال في المبالغة بالكرم والكفر بالنعم , مطالبين الجهات المعنية بوضع حد لهذه الظاهرة التي بدأت تتصاعد في معظم مجتمعاتنا الخليجية.
ممارسات دخيلة
يرى الشيخ / عبدالله بن صالح بن زاحم المالكي شيخ قبيلة شوقب بني مالك ان الإسراف والبذخ والتبذير من الأمور المستنكرة والمستهجنة وذلك لكونها أولا أنها من الأمور المحرمة في ديننا الإسلامي الحنيف والنصوص الشرعية التي تنهى. عن الإسراف والتبذير كثيرة ومنها قول الحق تبارك وتعالى ( والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) وقوله تعالى ( ولاتجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولاتبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) وقوله تعالى ( ولا تبذر تبذيرا ان المبذرين كانوا أخوان الشياطين) وقوله تعالى ( كلوا وشربوا ولا تسرفوا) وقال رسول لله صلى الله عليه وسلم ( كلوا وشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة). وثانيا ان للإسراف والتبذير عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع تجعلنا نستهجنها ونستهجن من يقومون بها وماطالعتنا به وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن بعض الممارسات الدخيلة مثل غسل أيدي الضيوف بدهن العود وغيرها من الممارسات المبالغ فيها تحت مظلة الكرم فهي في الواقع ليست من الكرم في شي ونماهي دليل على سفه وجهل من قاموا بها لان المال نعمة من نعم لله التي يجب المحافظة عليها وهذه الممارسات فيها امتهان لنعمة لله وإضاعة للمال الذي سنسأل عنه فيما انفقناه وأمام هذه الممارسات السلبية نحن بحاجة ماسة إلى التكاتف من اجل نبذ الإسراف والتبذير بجميع أشكاله وصوره ووضع برامج إعلامية وتربوية من خلال التعليم ووسائل الإعلام والاتصال المختلفة لتوعية الناس بالأضرار المترتبة على الفرد والمجتمع من هذه الممارسات التي تمتهن فيها نعم لله بصورة تدعو الإنسان للتشاؤم بان تحل بنا عقوبة من الله لانستطيع معها أن نطعم أنفسنا وأبنائنا ولو نشرنا أنظارنا إلى محيطنا الإقليمي على الأقل ناهيك عن العالم لأدركنا حجم الخير والنعمة التي نعيشها وتعيشها بلادنا ولله الحمد والمنة ولذلك يجب التصدي لكل الأسباب التي تؤدي إلى هذه الممارسات السلبية والتي منها الجهل بالدين والإعلام الشعبي والتفاخر القبلي لذلك فأنني أدعو إلى تقنين الإعلام الشعبي والحد من نشاطه الذي يساعد على تنامي هذه السلبيات كما إنني أدعو مشايخ واعيان ووجها القبائل إلى توعية أفراد قبائلهم ضد هذه الممارسات السلبية التي تؤدي إلى كفران النعم. والعياذ بالله وتقديم الانتماء للوطن على الانتماء للقبيلة ودعم ومساندة كل البرامج التوعوية التي تحارب هذه الممارسات وفي الختام اشكر صحيفة أضواء الوطن الالكترونية على مناقشة هذا الموضوع وإتاحة الفرصة لنا للمشاركة فيه .
أيدي السفهاء
من جهته يقول الشيخ سالم بن غازي بن هنيدي أن للكرم حدود وواجبات وقيم وما نطالعه في بعض القنوات والاحتفالات من كرم مبالغ فيه نتيجة تصرف أفراد بهدف الظهور والبروز يعد تصرفاً فردياً وسلوكاً مرفوضاً طغى عليه قلة من الوعي والحكمة ، فنحن لا زلنا نحبو ونتلمس طريقنا لنكون أمة تقود الأمم كما كان سلفنا الصالح ، ولن نكون كذلك إلا إذا سلكنا نفس الطريق الذي سلكوه ، ليأخذ العقلاء على أيدي السفهاء ، وإلا فالعقوبة إذا حلت ستأخذ الصالح والطالح وهؤلاء السفهاء الذين يرصدون بذخهم ومفاخرهم بنحر أبنائهم أمام الضيوف وتقديم دهن العود لغسل أيدي الضيوف العظماء كفروا بنعم الله وشكره واستغلوا أموالهم نفاقاً وكبرياء ومفاخرة لاتزيدهم إلا نقصاً .
وطالب بن هنيدي الجهات المعنية بتتبع هؤلاء وحجر أموالهم ومنع أهدافهم وإلحاقهم إجبارياً ببرامج توعوية لكي يعودوا إلى رشدهم ويسخروا أموالهم في ما يخدم مجتمعهم ووطنهم.
مجتمع الغفلة
ويرى الشيخ رشيد بن جمعان بن داموك معرف أهالي قرية الحماد بمنطقة حائل أن ماحل بمجتمعنا من مبالغة في حفلاتهم وأفراحهم ظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعنا فالكرم عبادة وسنة ورحمة حثنا عليه ديننا الحنيف وحذر من الإسراف به والتوازن فيما يرضي الله عز وجل .
وقال: لاشك أن فرصة الشهرة والصعود الاجتماعي الصاروخي هيأت لبعض الأفراد مادة خصبة للبروز على حساب البذخ والإسراف ووجدوا من يطبل لهم ويساند توجههم من السفهاء وتابع قائلاً التبذير جهل بمواقع الحقوق والإسراف جهل بمقادير الحقوق
قال الله تعالى: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً{الإسراء 26-27}
أن التبذير سبب من أسباب الهلاك ومحق البركات وزوال النعم؛ وذلك لأنه تفريق المال على وجه الإسراف، وهو أيضاً: أخذ المال من حقه ووضعه في غير حقه.
وناشد بن داموك أصحاب العقول الراشدة بتحكيم العقل والرجوع إلى الله ونبذ هذه الظاهرة الخطيرة وإنكارها وتوعية المجتمع بخطورتها وعواقبها والاعتدال في الكرم واحترام مشاعر المجتمع من خلال حجب تداول بث الحفلات المبالغ فيها .
نخشى العقاب بفعل هؤلاء
ويقول الشيخ فرحان بن منور الخزيم رئيس مركز الخفيج بمنطقة حائل :أليس لنا عبرة في من حولنا من الدول التي يعاني سكانها من ويلات الفقر والجوع والعطش والخوف الم يروا ما يحدث لإخواننا في الصومال وسوريا من جوع وعطش وخوف والذين يموتون يوميا بالعشرات هل تريدون يا من تقومون بهذه الأعمال المشينة من التبذير والإسراف أن يحل علينا غضب من الجبار المنتقم فيرفع عنا هذه النعمة حتى نتمناها فلا نجدها نعوذ بالله من ذلك .
وأردف قائلاً: والله أنني أخشى ذلك لان نعمة الله قد امتهنت من بعض السفهاء ألا ترون ما حل بنا من ارتفاع في جميع الأسعار انه نوع من العقوبة لمن يتفكر ويعقل
ثم إن المبالغ التي تصرف على هذه الولائم من قبل العريس وأهله هي من القروض التي تحملها ذلك المسكين على ظهره من البنوك وأقساط السيارات وغيرها ثم لماذا لا يكون الزواج زواج دون بذخ وإسراف ومباهاة كاذبة وإسراف لا يرضاه الله ولا رسوله.
وتابع: يجب أن نشكر لله سبحانه أن منّ علينا بقيادة حكيمة تعمل على استتباب الأمن والدفاع عن مقدساتنا وحماية أرواحنا وثرواتنا التي هيا مصدر رزقنا وسر رفاهيتنا بفضل ماتوليه القيادة من دعم للمواطن السعودي.
نسيء التخطيط والتصرف
ويشير الدكتور مساعد بن ناصر الزبون أن التصرف والجهل من أسباب تصاعد ظاهرة التبذير في الحفلات وقال :نحن في الواقع لا نستغني عن الحفلات، مهما تعددت الأسباب ، ولكنا نُسِيءُ التصرف تقليداً وتزايداً ثم نُسِيءُ التخطيط، فلا نحتفل بهذه المناسبات بالطريقة التي تنتظم مع الشرع، وإنما نحتفل بها كما العادات والتقاليد فنسرف، وإن مما أزال بعض الدول وَعَجَّل هلاكها أنْ بَطِرَ أهلُها معيشَتَهُم، وكثُرَ البذخ والإسراف فيهم، وقد يتحول بناء هذا العقاب بما فعل السفهاء منا بجهل وكبرياء وتتحول النعمة إلى نقمة .
وحذر د. الزبون من خطورة المبالغة في التبذير وغياب الرقابة والترشيد .
ظاهرها الوجاهة
ويرى الشيح إبراهيم بن محمد بن هديبان أن صرف الأموال على حسب المظاهر تصّرف عقيم واعتلال نفسي خطير إلى درجة أن بعض الناس يظهرون بمظاهر الثراء وهم أقرب إلى الفقر والبخل في حياتهم الخاصة، فكثير من عوائل هؤلاء المفاخرون بالوجاهة أحوج بالصرف والمأوى ووسائل النقل .
وقال بن هديبان : يجب أن نتدارك الأمر ونعمل على معالجة هذه الظاهرة بالنصح والإرشاد سواء في مجالسنا أو حفلاتنا أو مساجدنا ومدارسنا .
ظواهر سيئة
الشيخ مزيد بن غانم الرشيدي معرف أهالي فيضة المسعار تحدث قائلاً : استفحلت هذه الظاهرة وعظم خطبها مما يستوجب النظر بكل صرامة إلى الحد من هذه الظواهر السيئة على المجتمع التي يحصل فيها الإسراف في الطعام والمبالغة في الكرم والتزايد في حفلات التكريم سواء القبلية أو العائلية أو تكريم رموز العائلة أو القبيلة وماتحمله هذه الحفلات من تبعيات مرهقة للمنظمين وللجان العاملة والصرف في غير محلة ناهيك عن مايصاحبها من هياط وهدايا ومبالغة في المدح والتفاخر بالقبيلة وأمجادها وكأن الانتماء للقبيلة وليس للوطن وهذا التصرف مرفوض من العقلاء الذين يدركون أن التبذير من عمل الشيطان .
بلغ السيل الزبى
من جهته قال الشيخ عبدالله بن فايد بن براك : من لم يدرك فقرنا وفاقتنا فلينظر إلى من حولنا، فوالله لقد كنا في زمن مضى أشد منهم فقراً وأشد منهم حاجة .. فقد كانت بلادنا هذه صحراء قاحلة، وكان أهلها ينتظرون في الصفوف الطويلة طلباً للماء، والكساء، ويعانون من الحر، والفقر والعوز، يترقبون وصول أناس ممن نحتقرهم اليوم، ونسخر منهم، من الهند، وأندونيسيا، والعراق وسوريا .
وها نحن نطالع ونشاهد مقاطع مؤلمة من البذخ والتفاخر والكفر بالنعم فهناك من يذكي إبنه أكراماً للضيف وهناك من يقدم العود الملكي غسيلاً لأنامل الضيوف العظماء وآخرين يقدمون الإبل مفاطيح تقليداً وتزايداً بالفخر متناسين فضل الله ورزقه ورحمته فبالغوا بالمعصية بما يجلب سخط الله وغضبه، حتى بلغ السيل الزبى.
أسوأ العادات
وتحدث الشيخ عبدالعزيز بن حامد الرباحي المالكي فقال: إن مانراه هذه الأيام من الإسراف في المناسبات أمر يحز في النفس ويؤرث الآثار السلبية لدى المجتمع وقد قال الله تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) وهي القاعدة الربانية التي أمر بها الله تعالى جميع خلقه بها ومنع ، والإسراف من أسوأ العادات التي يمكن ان يتسم بها الفرد ، فالإسراف يعني مجاوزة الحد في القول و الفعل ، و الإسراف هو الزيادة فيما لا حاجة للإنسان به ، و هو صفة قبيحة ، و الإسراف له صور متعددة ، منها الإسراف في شراء الأطعمة مما يؤدي إلى فسادها وإلقاءها بالقمامة. والغذاء في اعتبار القران وسيلة لا غاية فهو وسيلة ضرورية لابد منها لحياة الإنسان دعا إليها القرآن كما قال تعالى (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيبا) وجعل الله في غريزة الإنسان ميلاً للطعام وقضت حكمته ان يرافق هذا الميل لذة لتمتع الإنسان بطعامه و لتنبيه العصارات الهاضمة و أفعال الهضم فليست اللذة و التمتع في الطعام و الشرب هي الغاية. وقد قال الله في محكم التنزيل عمن يسرف:(ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم ) و قال ابن القيم – رحمه الله -: “والنعيم المسؤول عنه نوعان: نوع أخذ من حله، وصرف في حقه، فيسأله عن شكره، ونوع أخذ بغير حله، وصرف في غير حقه، فيسأل عن مستخرجه ومصرفه ” والدعوة إلى الاعتدال في الأكل والشرب لها آثار إيجابية على مستوى الفرد والمجتمع فالإسراف يقود إلى تبديد الموارد وأتلافها. وإن أي نفقة بنية التباهي والفخر لابد وأن يكون من شأنها توسيع الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء في المجتمع المسلم الواحد. وحري بنا ان نقتدي برسولنا ونتمثل بتلك المعالم التربوية سلوكاً واقعياً وعملياً .
شكر النعمة أولاً
ويقول الشيخ عبدالمجيد بن الحسين بن غليون : يتوجب علينا ان نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم التي خصنا بها والمحافظة عليها لدوامها والحد والاستنكار مع النصح والإرشاد في عدم المبالغة والإسراف في إقامة الحفلات والمناسبات فالكثير منا يقع في هذا الخطأ الذي لا يرضي وجهه سبحانه وتعالى ولا يرضي خلقه وما نشاهده اليوم على مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي من تصرفات وأساليب خاطئة من أفراد لا يعلمون ويجهلون حقوق الضيف فهم لا يمثلون إلا أنفسهم ..
هناك عادات دخيلة على مجتمعنا يجب علينا ان نحد منها. المجتمع السعودي مجتمع واعي ومثقف ولا يمكن ان ينجرف وراء هذه الظاهرة السيئة الغير محمودة …
ولائنا وانتمائنا لقيادتنا؛؛
وحبنا وإخلاصنا لوطننا؛؛
ودعواتنا لجنودنا البواسل؛؛
أحذروا الجهل:
من جهته حذّر الشيخ نايف بن هني بن عريجة من الانسياق وراء المظاهر المذمومة من خلال إقامة الحفلات بشكل مبالغ فيه بهدق الظهور والبروز خلف الفلاشات البراقة والتفاخر بالعادات والتقاليد الدخيلة على مجتمعنا من خلال الحفلات والأمسيات والصرف الباذخ وهدر المال في أعمال ىيقرها العقل والدين بعد أن أضلهم الشيطان وتناسوا نعمة الله واسرفوا في التصرف السيء في انفاقها وصرفها على مناسبات الظهور والبروز على حساب المال والوجاهة .
تفاخر مرفوض
واعتبر الشيخ صالح بن دغيمان السبيل عضو المجلس البلدي لبلدية الحليفة ظاهرة التفاخر بالمحافل تصرف فردي وواقع اقتحم مجتمعنا تحت بند المجاملات الزائفة التي ىتمثل إلا أصحابها , مطالباً المجتمع بالرجوع إلى شكر النعم قبل زوالها فـ بالشكر تدوم النعم .
وحذّر السبيل الجميع من العواقب الوخيمة وعدم الإنجراف خلف العادات المقيتة التي هي من عمل الشيطان وطالب المجتمع بالتوازن والاعتدال في مناسباتهم وعدم المبالغة في المناسبات .
واجهوهم بقوة وحزم
ويقول الشيخ خضران بن سحاب بن رفادان لاشك أننا ابتلينا بقوم يريدون نزع هذه النعم منا، بعضهم بالسلاح والتهديد، وبعضهم بالترف والطغيان والتفاخر، وكلٌ خطرٌ علينا، وواجب أن نواجههم بكل قوة وحزم، وأن لا ندع لهم فرصة كي ينقضوا غزلنا ، ويقيضوا أمننا، ويفقروا أهلنا .
الحذر.. الحذر من زمرة الشيطان وأعوانه أنكروا أفعالهم وأحبطوا نواياهم المقيتة فهؤلاء سفهاء أهدروا أموالهم غروراً وكبرياء وكفراً بنعم الله .
مظاهر بدعة
ويقول الشيح حمّاد الخياري أمام وخطيب جامع البرقة , لقد أمرَنَا ديننا بالتوسط والاعتدال، وحثَّنَا على إنفاق أموالنا فيما يعود علينا بالنفع، وليس شيء ينفعنا أكثر من التفكر بآخرتنا، وإن أغلب المناسبات هذه التي يتكلف بسببها الناس بدعة، لم يأمر بها الإسلام ولم يستحسنها أغلب الفقهاء، فكان الأجدى بمن قَدَرَ اللهُ عليه رِزْقَه أن يتجاهلها، ويضرب عنها صفحًا، وإلا فإن العاقبة مخيفة: ((لا تزولُ قدَمَا عبد يوم القيامة حتى يُسألَ عن أربع…، وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟))، وأي شيء أعظمُ مِن ترك إنفاق المال في مرضاة الله وإنفاقه لإرضاء الناس مفاخرة وسمعة ورياء؟!
الفشخرة وبطر النعمة
وقال المستشار الإعلامي بصحيفة “أضواء الوطن” الزميل سماح بن سالم الرشيدي : نذر زوال النعم تظهر على هيئة سلوكيات للجهلاء وقد ظهرت أخيراً سلوكيات مقيتة تنذر بالشؤم بدأت تطل برأسها القبيح مثل غسل الأيدي بالعسل وأكياس الهيل قال تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) تلك سَنَن الله في الطغاة والجبابرة ومن بطر النعمة .
إن بطر قومنا امتداد لبطر قارون وقومه و كفرهم بأنعم الله حتى نسوا أن واهب هذه النعم قادر على سلبها قال تعالى( فخرج على قومه بزينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ماأوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ) نتيجة لغرور وبطر قارون وقومه وإعجابهم بزينته وأمواله يأتي عقاب الله ( فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه وماكان من المنتصرين ) فهل ننتبه لفعل السفهاء ونأخذ على أيديهم حتى لاتعمنا عقوبة فالخير خاص والشر عام.
نسأل الله السلامة والعافية
دكتور مغترب أحزنني
ووصف الأستاذ عابد بن عبدالرحمن العويمري المشرف التربوي بتعليم الحائط ظاهرة الهياط بالجهل الممقوت الذي بدأ يتصاعد في الآونة الأخيرة .
وألمح العويمري إلى موقفاً راءه في إحدى المناسبات فقال: في ليلة كنت في ضيافة أحد الأقارب وكان من ضمن المعزومين دكتور سوري عندما أحضر الطعام كانت السفرة مليئة بأصناف الطعام ولكن الموقف الذي أفرحني وأحزنني في نفس الوقت أن هذا الدكتور كلما سقط من حبات الرز منه على السفر يقوم بجمعها واكلها فهو منظر مفرح بالنسبة لي من حفظ النعمة ولكن المحزن أن أرى من أبناء مجتمعنا من يقوم بالإسراف في الموائد ووصل الأمر في ا لآونة الأخيرة من المجاهرة في كفر بالنعمة ومن ذلك تلك المقاطع التي يندى لها الجبين قام بها بعض الجهلاء اللذين أساءوا إلى النعمة ورغد العيش الذي نعيشه وكثير من أبناء البلدان من حولنا يتضورون جوعا وﻻيجدون مايسد جوعهم ربنا ﻻتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
للكرم حدود
ويرى كل من :
الشيح: عتيق بن مسفر بن شويلع
الشيخ برغش بن مطني الرشيدي
الشيخ محمد بن عبدالله بن داموك
الأستاذ أحمد بن دحيم بن حمّاد
الأستاذ عبدالعزيز بن مفلح الدويّخ
الشاعر محمد بن مزيد بن هرسان
الشاعر خلف بن عبيدالله العايضي
الشاعر خاتم بن حاضر المهيمزي
أن الإسراف والتبذير من أعمال الشيطان ومايقوم به بعض الأفراد من تصرفات خارجة عن العادات والتقاليد والواجبات تعتبر تصرفات فردية لاتمثل إلا أصحابها مؤكدين على أهمية تدخل الجهات المعنية في إلزام أصحاب القصور والاستراحات والقناوات الفضائية بالحد من المبالغة في إبراز تلك المظاهر السيئة والعمل على وضع آلية للمناسبات تكفل التوازن والاعتدال في مناشط الحفلات .
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
20/02/2016 في 1:06 ص[3] رابط التعليق
عمل مميز ينم عن وعي وإدراك لخطورة هذه الظاهرة الخطيرة التي بدأت في التفشي في مجتمعاتنا، نسأل الله السلامة والعافية .
(0)
(0)