تحملت شدى عبدالحليم المسؤولية منذ الصغر، حيث عاشت مع والدها بعد انفصاله عن أمها، وكانت ترعاها زوجة والدها، لكنها تعرضت لصدمة قوية حينما فقدت والدها وهي في التاسعة من عمرها، وبعد أربعة أعوام توفيت والدتها، فتحملت المسؤولية وهي ابنة 13 ربيعا، لتنطلق في حياتها التي رسمتها بكل عزم وإصرار منذ الصغر، لتتخصص في علم النفس، وتبرع في فن الطبخ، قبل أن تمتلك مشروعها الخاص بالعناية بالرجل.
مسيرة شدى التي حققت لقب رائدة الأعمال في المنطقة الغربية والشمالية، وتنافس الآن 12 مرشحا ومرشحة للفوز بلقب جائزة الإصرار التي ينظمها صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”، لم تكن مفروشة بالورد، ولم يكن طريقها معبدا، وإنما كان مليئا بالعقبات والتحديات والعثرات، لكنها لم تستلم أبدا، وقررت أن تتجاوز كل ما يقف أمام أهدافها وطموحها، مستذكرة الدور الكبير الذي قامت به زوجة والدها في حياتها، حيث كان لها دور في دخولها للمدرسة، ودعمها لتحقق طموحاتها وأمنياتها، والتي أحست بعد وفاتها بمعنى كلمة “يتيمة” بحسب قولها.
تقول شدى عبدالحليم مالكة مراكز كايين للعناية الفائقة : “أشعر بالفخر والرضا، ووصولي إلى هذه المرحلة من الجائزة هو أكبر محفز لي بأن تكون هذه المنافسة بداية الطريق لنجاح جديد ولن تكون نهاية المطاف لي”، وتضيق قائلة: ” بعد أن تحملت المسؤولية في سن مبكرة، تزوجت بحثا عن حياة مستقلة بي، لكن زواجي لم يلبث أن انهار، فقررت صناعة حياة جديدة لي وبشخصية جديدة رغم كل الظروف والمعاناة التي عشتها بفراقي لأطفالي، لكني وفقني الله في زواجي الثاني، ورغم أن المسؤولية فيه كانت مضاعفة، كوني أرعى ابن زوجي، ووالديه لمرضهما، وابنز أخيه أيضا، إلا أنني سعيدة في حياتي، ولا زلت أثبت لنفسي يوما بعد يوم أنني على قدر تلك المسؤولية المناطة بي، بالإضافة إلى مسؤولياتي العملية.
ونصحت شدى الشبان والشابات بأن لا يجعلوا للفشل طريقا إلى طموحهم، لأنه يمثل أول طرق النجاح، وأن يطردون اليأس من دواخلهم، ويكرروا محاولاتهم مرة بعد مرة حتى يصلوا إلى ما يتمنون، مؤكدة أن الإصرار هو سر النجاح، وأن العمل حتى وإن كان بأجر متدني يعطي خبرة عملية تتحول فيما بعد لكنز ثمين، كما أن الأجر المتدني ليس عيبا، وإنما العيب يكمن في البقاء دون عمل وسؤال الناس وهو قادر على العمل، خاصة وأن لكل إنسان طاقة، والناجحون يعرفون جيدا كيف يستغلون طاقاتهم في كل ما هو مفيد لهم.
وأوضحت المرشحة للقب الأكثر إصرارا لعام 2015 أن عبارات التحفيز والتشجيع التي كانت تسمعها دائما ممن حولها أعطتها قوة لتتغلب على كل العقبات التي وجدتها في طريقها، مشيرة إلى أن الشباب يحتاجون لدعمهم معنويا بالثقة في قدرتهم على الإنجاز، ومساعدتهم ماديا لتحسين ثقافتهم عن العمل، وتشجيهم على العمل بشكل أكبر، مشيرة إلى أن أكبر معوق واجهها في مشروعها الحالي هو أنه يختص بالرجال فقط، لكنها بعد دراسة المشروع وقراءة الكثير عنه اقتنعت أنه مشروعها المناسب، مبدية تفاؤلها من تحقيق اللقب، لتصل رسالتها وقصة إصرارها لجميع الشبان والشابات، متمنية أن تكون في قصتها الإلهام الذي يزيد من قوتهم لتحقيق نجاحاتهم، وأن تكون عضوة فعالة في مجتمعها وواجهة مشرفة لوطنها.
وتشير شدى إلى أن التعاون الزوجي مطلوب في الحياة، وأن المرأة طالما أنها تطالب بالمساواة مع الرجل، فإنه من الأولى أن تسهم في نجاح أسرتها وتخفف بعض من أعباء زوجها.
يذكر أن شدى عبدالحليم هي واحدة من 12 مرشحا ومرشحة يتنافسون على لقب جائزة الإصرار في موسمها الثالث بقسميها (الأكثر إصرارا في البحث عن عمل، والأكثر إصرارا في ريادة الأعمال)، ويمكنكم مشاهدة الفيديو التعريفي عن شدى وقصة إصرارها عبر الرابط، http://israraward.com/candidate/noor_alahmadi ، ويمكن للجماهير التصويت لشدى من خلال الرابط http://israraward.com ، قبل 19 من فبراير الجاري، للفوز بلقب الأكثر إصرارا على مستوى المملكة.