حذّر إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ “صالح بن عواد المغامسي” المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات والتربويين والتربويات ، من الكلمات التي تٌنبت في قلوب الأبناء والطلاب نبتة سوء أو نواة فاسدة يكون فيها هلاكهم ، حيث يأتي من يُكمل المشوار باستغلال هذه النبتة بإدخال الشبهات عليهم من خلالها ، كما حذر من الحديث بأسلوب الهمز واللمز في الحكام ومن الطعن في العلماء والابتعاد من الحديث عن الجماعات والفرق والطوائف .
جاء ذلك في تدشين ملتقى “حماية الفكر” والمعرض المصاحب ومشروع “بصمة وطن”، والذي رعاه مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة الأستاذ “ناصر بن عبدالله العبدالكريم” ، صباح اليوم الأربعاء : 8 / 5 / 1437 هـ ، بحضور إمام وخطيب مسجد قباء فضيلة الشيخ “صالح بن عواد المغامسي”، والذي تنفذ إدارة التوعية الإسلامية ضمن الخطة السنوية لبرامج التوعية الإسلامية الوارد فيها مبادرة وحدة التوعية الفكرية ، وهو برنامج موجه لتثقيف فئة المعلمين من مسؤولي التوعية الإسلامية والمرشدين الطلابيين ورواد النشاط واثراء خبراتهم وتزويدهم بالتأصيل الشرعي اللازم وصولاً إلى تحصين المجتمع المدرسي من الأفكار والسلوكيات المنحرفة وتعزيز الأمن الفكري للطلاب .
بدأ البرنامج بتدشين معرض حماية الفكر للطلاب والمتضمن جناح “بصمة وطن” كما قام المدير العام وفضيلة الشيخ “المغامسي” بتدشين حقيبة حماية الفكر للطلاب وتدشين انطلاقة الدورة التدريبية “المواطنة والمسؤولية الاجتماعية” .
بعد ذلك بدأ البرنامج الخطابي بالقرآن الكريم تلا ذلك كلمة للمدير العام رحب فيها بالشيخ “صالح المغامسي” وبالحضور مقدماً شكره للشيخ “المغامسي” على إجابة الدعوة بالمشاركة في تدشين هذا البرنامج المهم ، كما شكر مساعد المدير العام للشؤون التعليمية والزملاء القائمين على الملتقى من إدارات التوعية الإسلامية والتوجيه والإرشاد والنشاط وكافة الإدارات المشتركة في هذا البرنامج أو مشروع فطن ، مضيفاً بأن حماية الفكر ليست مشروعاً حماسي لوقت معين ثم ينسى ، بل هو مشروع دائم يقوم عليه الجميع بدأ من الأسرة والمدرسة وصولاً إلى المجتمع بأسره ، موضحاً الله أرسل الرسل والأنبياء وكانت رسالتهم ودعوته مناطها التوحيد ، وكانت الدعوات والرسالات حماية للفكر وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، وهذه الرسالة هي رسالة نبوية كريمة يقوم بها المعلمون المربون والدعاة ، مختتماً كلمته بأربعة رسائل يجب أن يعيها المعلمون والمربون في حقل التربية والتعليم أن شباب وشابات بلادنا مستهدفون فكرياً وعقائدياً وسلوكياً وهناك من المؤامرات التي يقوم بها الأعداء بشكل منظم ومدروس ، وأن هذا الاستهداف قد يكون هلامياً وليس ظاهرياً والانسان عبارة عن “عقل وعاطفة وعلم” وأن للمدرسة دور كبير والطالب يجلس في مدرسته أكثر مما يجلس في بيته فعلينا أن نتحلى بالحوار والمعاملة الحسنة مؤكداً في رسالته الأخيرة على القدوة ، بعد ذلك قدم الشيخ “صالح المغامسي” محاضرة بهذه المناسبة بعنوان “أهمية الأمن الفكري وحاجة الناس إليه”، بدأها متحدثاً عن السيرة العطرة لخير هذه الأمة النبي الأمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأذكى التسليم ، معرجاً على سيرة الخلفاء الراشدين ، معطياً لمحة تاريخية عن ظهور فرق الخوارج في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منذ عهد الخلفاء الراشدين مروراً بالعهد الأموي ثم العباسي إلى قيام الدولة العثمانية تحدث من خلال هذه الحقب الزمنية عن أساس فكر الخوارج والمبني على الغلو والاعتراض على السنة بالرأي وفسادهم وكيف وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم ، بأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وقتلهم للخليفتين “عثمان” و”علي” رضي الله عنهما وكيف كان الخليفة الأموي “معاوية” على حلمه كان شديداً على الخوارج ، وتحدث “المغامسي” عن الحالة التي كانت تعيشها الجزيرة العربية من جهل وصراعات قبل توحيدها على يد الملك “عبدالعزيز” ونصرته لدعوة المجدد الشيخ “محمد بن عبدالوهاب” ، ونجاة هذه البلاد من التقسيمات الغربية التي طالت أكثر البلاد العربية ولم يكن لأي هذه الدول الغربية سلطان عليها منذ نشأتها ، مثنياً على ما حباه الله تعالى لهذه البلد من أمن وأمان لم يمر عليها من قبل ، مؤكداً على أن مملكتنا هي بلاد التوحيد والسنة المطهرة وأنَّها بلاد تطبق الشريعة الإسلامية ؛ وهي معقل الإسلام ، ويجب على شبابنا أن يحافظوا عليه وأن لا يتخاذلوا عنه ، موجهاً شباب هذا البلد بأن يكون حذرين وأن يكون دين الله في القلب أعظم من كل شيء ، ولينظروا أين تقع مصلحة المسلمين الكبرى ، وذلك بفهم قاعدة جلب المصالح مقدم على درء المفاسد لأن الأصل في حياة الفرد الورع ، والأصل في حياة الدول جلب المصالح ودرء المفاسد ، وأن يأخذوا العلم من مصادره الصحيحة ومن العلماء المعتبرين لأن طلب العلم ليس بالقراءة فقط ، كما وجه “المغامسي” نصائحه إلى الآباء والمعلمين بالحذر من الكلمات التي تنبت في قلب الأبناء والطلاب نبتة أو نواة يكون فيها مهلكتهم حيث يأتي من يستكمل المشوار ويستغلها بالشبهات وشحنهم بشحنات إيمانية في سن قد يأتي من يستغلها ويوظفها فيما لا تحمد عقباه بالتكفير وبالتفجير فيقتل أباه وأخاه ورجال الأمن ، والحذر من الحديث والهمز واللمز في الحكام والعلماء والجماعات والفرق والطوائف ، مؤكداً لهم بأنهم مؤتمنون على عقول وفكر الأبناء ، فيجب دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، سائلاً المولى تعالى في ختام محاضرته بأن يوفق المعلمين والمعلمات فيما فيه صلاح أبناء هذه الأمة وأن يديم على بلادنا وبلاد المسمين نعمة الأمن والأمان ، بعد ذلك فتح باب النقاش والأسئلة والمداخلات.