تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم غدا الاثنين صوب مدينة زيوريخ السويسرية لمتابعة ليلة التتويج والختام الحقيقي لعام 2012 والبداية المثيرة لعام 2013 عندما يقيم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حفله السنوي لتوزيع الجوائز الأفضل في عالم كرة القدم لعام 2012 .
وللعام الثالث على التوالي ، فرضت كرة القدم الأسبانية وفريقا برشلونة حامل لقب كأس ملك أسبانيا وريال مدريد حامل لقب الدوري الأسباني سيطرتهما على حفل جوائز الفيفا حيث يدور الصراع على أبرز جوائز العام بين ثلاثة من نجوم الدوري الأسباني يبرز من بينهم نجمان ساهما بقدر وافر في مسيرة برشلونة الرائعة وقاد النجم الثالث (رونالدو) فريق الريال للقب الدوري الأسباني.
ورغم الأداء الرائع للبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم الريال وفوزه مع الفريق بلقب الدوري الأسباني في الموسم الماضي ، يبدو الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة هو الأوفر حظا في المنافسة على جائزة الكرة الذهبية هذه المرة في ظل الأرقام القياسية العديدة التي حطمها اللاعب مع برشلونة وعلى المستوى الشخصي في عام 2012 .
كما يدخل المنافسة مع القطبين ميسي ورونالدو على الجائزة هذا العام اللاعب الأسباني الفذ أندريس إنييستا الذي لعب دورا بارزا في فوز المنتخب الأسباني بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) حيث قاد الماتادور للدفاع عن لقبه الأوروبي وأصبح الفريق هو أول منتخب في التاريخ يجمع ثلاثة ألقاب متتالية في البطولتين الكبيرتين (كأس العالم وكأس أوروبا) .
وتبدو فرصة ميسي /25 عاما/ كبيرة للغاية في الفوز بالجائزة للموسم الرابع على التوالي بعدما احتكر الجائزة في الأعوام الثلاثة الماضية.
وإذا ذهبت الجائزة لميسي هذه المرة أيضا ، سيتفوق النجم الأرجنتيني الشاب على جميع النجوم الفائزين بالجائزة سابقا لأنه سيكون الأول الذي يحرز الجائزة أربع مرات.
وقبل 12 شهرا فقط ، عادل ميسي إنجاز الثلاثي الهولندي يوهان كرويف والفرنسي ميشيل بلاتيني والهولندي الآخر ماركو فان باستن الذين سبق لكل منهم الفوز بالجائزة ثلاث مرات حيث أحرز الجائزة للمرة الثالثة كما أصبح ثاني لاعب فقط بعد بلاتيني يفوز باللقب ثلاث مرات متتالية.
ولكن فوز ميسي بالجائزة مجددا خلال حفل الغد سيكون بصمة جديدة بارزة لهذا الشاب الساحر في سجلات كرة القدم وفي سجلات الأرقام القياسية.
ورغم تأكيدات ميسي على مدار الفترة الماضية بأن الأهم لديه هو قيادة برشلونة لمزيد من الإنجازات واستكمال مسيرته الناجحة مع المنتخب الأرجنتيني في تصفيات كأس العالم ، يراود الحلم الساحر الأرجنتيني الشاب في الفوز بالجائزة للعام الرابع على التوالي لكتابة تاريخ جديد للعبة.
وشهد عام 2012 العديد من الأرقام القياسية التي حققها أو حطمها ميسي وكان آخرها تحطيم رقم أسطورة كرة القدم الألماني جيرد مولر في عدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في عام ميلادي واحد حيث سجل ميسي 91 هدفا على مدار 2012 مقابل 85 هدفا لمولر في عام 1972 .
ويدخل المدرب المتألق جوسيب جوارديولا المدير الفني السابق لبرشلونة مع منافسه العنيد البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال والأسباني فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني في سباق محتدم على جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2012 .
ومن الصعب ترجيح كفة أي من المدربين الثلاثة أو التكهن بهوية الفائز في هذا الاستفتاء بعدما أعاد مورينيو لقب الدوري الأسباني إلى الريال بعد انتظار دام لسنوات كما حافظ دل بوسكي على اللقب الأوروبي لمنتخب بلاده وقاد جوارديولا فريق برشلونة لمزيد من العروض الرائعة وإلى لقب كأس ملك أسبانيا.
ويشترك الفيفا مع مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية الرياضية منذ عام 2010 في تقديم جائزة الكرة الذهبية بعدما ظلت جائزة الفيفا لسنوات عديدة منفصلة عن جائزة “الكرة الذهبية” التي تقدمها المجلة الفرنسية والتي ظهرت قبل استفتاء الفيفا بسنوات طويلة.
وكانت جائزة الكرة الذهبية المقدمة من المجلة الفرنسية قاصرة على أفضل لاعب في أوروبا ولكنها امتدت بشكل تلقائي وتدريجي في السنوات الأخيرة لتصبح لأفضل لاعب في العالم في ظل استحواذ الأندية الأوروبية على أفضل اللاعبين في كل أنحاء العالم ومن مختلف الجنسيات.
وفي ظل التضارب بين الجائزة التي يقدمها الفيفا لأفضل لاعب في العالم بعد استفتاء يشارك فيه مدربو وقادة جميع منتخبات العالم وجائزة “فرانس فوتبول” التي تأتي نتيجة استفتاء بين أبرز المحررين الرياضيين في أوروبا والعالم ، كان من الطبيعي أن تندمج الجائزتان خاصة بعدما كانتا تتفقان في كثير من الأحيان على لاعب واحد في كل عام.
وتستمر الشراكة بين الفيفا و”فرانس فوتبول” للعام الثالث على التوالي حيث قسمت عملية التصويت لاختيار الفائز بالكرة الذهبية بين ثلاث جهات بالتساوي حيث يشارك في عملية التصويت المديرون الفنيون لجميع منتخبات العالم وكذلك قادة كل من هذه المنتخبات إضافة إلى مجموعة الصحفيين والنقاد الرياضيين الذين تختارهم “فرانس فوتبول” وذلك بنسبة 33 بالمئة لكل من هذه العناصر الثلاثة (المدربون وقادة الفرق والصحفيون).
وبعدما اقتصرت قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2010 على ثلاثة لاعبين من برشلونة وهم تشافي هيرنانديز وإنييستا وميسي ، اقتصرت قائمة المرشحين للحصول على جائزة 2011 وكذلك 2012 على ثلاثة لاعبين من الدوري الأسباني أيضا وهم تشافي وميسي ورونالدو في 2011 وميسي ورونالدو وإنييستا في 2012 .
وبينما لعبت بطولة كأس العالم للسيدات 2011 دورا كبيرا في تحديد قائمة المرشحات على جائزة أفضل لاعبة في العالم لعام 2011 وتوجت بها اللاعبة اليابانية هوماري ساوا التي قادت منتخب بلادها لتفجير مفاجأة من العيار الثقيل والفوز بلقب مونديال السيدات للمرة الأولى تعود البرازيلية مارتا لتفرض نفسها بقوة على استفتاء هذا العام.
وتفوقت ساوا على الأمريكية آبي وامباتش والبرازيلية مارتا في استفتاء أفضل لاعبة لعام 2011 ولكنها لم تصل إلى القائمة النهائية للمرشحات الثلاث لهذه الجائزة في عام 2012 والتي ضمت إلى جوار مارتا ووامباتش اللاعبة الأمريكية الأخرى أليكس مورجان.
ومع فوز المنتخب الأسباني بلقب يورو 2012 ، يبدو مديره الفني الوطني فيسنتي دل بوسكي هو الأكثر ترشيحا للفوز بجائزة أفضل مدرب ولكن استعادة الريال للقب الدوري الأسباني وكسر الفريق لاحتكار برشلونة للألقاب الأسبانية في السنوات الماضية يجعل من مورينيو مرشحا بقوة لاستعادة الجائزة التي فاز بها في عام 2010 بينما خطفها جوسيب جوارديولا في العام الماضي.
وغادر جوارديولا منصب المدير الفني لبرشلونة في نهاية الموسم للحصول على بعض الراحة بعد أربعة مواسم حافلة بالإثارة والإنجازات التي اختتمها بإحراز لقب كأس ملك أسبانيا.
ولكن تفوق مورينيو عليه في الدوري الأسباني وقيادته الريال لحصد رقم قياسي من النقاط (100 نقطة) وتسجيل 121 هدفا (رقم قياسي) على مدار الموسم في مسابقة الدوري قد يجعل مورينيو ودل بوسكي هما الأقرب للجائزة هذه المرة.
كما يشهد الحفل غدا الإعلان عن الفائزة بجائزة أفضل مدرب أو مدربة في عالم كرة القدم النسائية لعام 2012 وتشهد منافسة بين المدربة السويدية بيا سوندهاج مدربة المنتخب الأمريكي سابقا والتي تركت الفريق مؤخرا وانتقلت لتدريب المنتخب السويدي ونوريو ساساكي المدير الفني للمنتخب الياباني بطل العالم والفرنسي برونو بيني المدير الفني للمنتخب الفرنسي.
وحصد ساساكي الجائزة في العام الماضي متفوقا على بيني وسوندهاج أيضا بفضل فوزه مع المنتخب الياباني بلقب مونديال السيدات عام 2011 .
كما يشهد الحفل توزيع جائزة اللعب النظيف وجائزة “بوشكاش” التي تقدم لصاحب أفضل هدف في عام 2012 والجائزة الرئاسية المقدمة من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا كما يعلن خلال الحفل تشكيل منتخب العالم لعام 2012 والمقدمة من الفيفا والاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) طبقا للتصويت الذي شارك فيه متصفحو موقع الفيفا على الانترنت والذي يستمر حتى الغد.
ويتنافس البرازيلي نيمار دا سيلفا والكولومبي راداميل فالكاو جارسيا والسلوفاكي ميروسلاف ستوتش على جائزة بوشكاش وذلك عن هدف دا سيلفا لفريق سانتوس في مرمى انترناسيونال خلال مباراة الفريقين في بطولة كأس ليبرتادوريس وهدف فالكاو لأتلتيكو مدريد الأسباني في مرمى أمريكا كالي الكولومبي في مباراة ودية بين الفريقين وهدف ستوتش لفريق فناربخشة في مرمى جنشلربيليجي في الدوري التركي.
وبخلاف سيطرة الكرة الأسبانية على جائزتي أفضل لاعب ومدرب ، يفرض لاعبو المنتخب الأسباني ونجوم الدوري الأسباني أسماءهم بقوة في الصراع الدائر على المراكز ال11 المختلفة في تشكيلة منتخب العالم لعام 2012 .