استطاع شباب سعوديون أن يكون لهم دور في إنتاج مضخات المياه وتصديرها للولايات المتحدة الأمريكية في خطوة هي الأولى من نوعها , ونجح أحدهم خلال فترة تدريبه بإحدى الشركات بتقديم مقترح لإدارتها لزيادة الإنتاجية وتقليل عدد العمال,ونجحت الفكرة بعد تطبيقها ليحصل على عرض عمل منها قبل تخرجه, وعرض لدراسة الماجستير و العمل بإحدى الشركات الألمانية.
و تمكن مجموعة من المهندسين والفنيين من إدارة وتشغيل إحدى أكبر الشركات السعودية المتخصصة في صناعة وإنتاج الأنابيب والمضخات والصمامات ومعدات التحكم بالسوائل, والتي تصدر 60 بالمائة من منتجاتها للولايات المتحدة الأمريكية, و بالرغم من ندرة دخول السعوديين في المجال الصناعي والفني,إلا أن هناك العديد من خريجي برامج التدريب التقني والمهني اقتحموا هذا المجال مؤكدين بذلك كفاءة الكوادر الوطنية.
يقول المهندس إبراهيم الحجي مشرف الجودة بالشركة أنه قدّم خلال فترة التطبيق العملي بإحدى الشركات فكرة بسيطة حول كيفية تقليل عدد العمال وزيادة الإنتاجية، ولم يتوقع أن تطبق الفكرة ، لكنهم نفذوها فوراً وعلى إثرها قدمت الشركة عرض عمل له فوافق على الفور .
واعتبر أن خطواته نحو المستقبل تسير بشكل جيد حيث تخرج من الكلية التقنية بالرياض محققاً المركز الأول على دفعته ثم تدرب على أيدي مدربين ألمان يعتمدون أعلى المعايير الهندسية , خلال فترة دراسته بكلية إعداد المدربين التقنيين بالرياض ,فكان طاقم التدريب ألمانياً بالكامل، و نظام الدراسة يعتمد على الانضباطية والأداء فمجرد أي غياب أو رسوب في إحدى المواد يعرض المتدرب للتعثر في مساره الدراسي، حيث أن عدد الملتحقين بالبرنامج ( 36 )متدرباً، وتخرج منهم (4) فقط.
ويصف الحجي دراسته بالمعهد بالصعبة فكانت مركزة على الفيزياء، الرياضيات، واللغة الإنجليزية، و لا يمكن اختيار مشروع التخرج أو مشرف البحث فكل ذلك يتم عن طريق المدربين، وقال “كان بحثي عن تصميم حوض اصطناعي بواسطة الشمع، أنجزت 75% منه أثناء التخرج وهو الجانب الهندسي (تخصصي)، فيما سيكمل طالب آخر المشروع في الميكانيكا الطبية”.
ويختلف الحجي في نظرته للقطاع الخاص عن الكثير من الشباب السعودي, فيرى أنه يحقق الأمان الوظيفي للشاب المجد المثابر المتمكن من تخصصه، حتى أن الشركة عرضت عليه إكمال الماجستير في أي دولة يختارها، وأن يعود للعمل معهم براتب عالٍ وعقد لمدة ثماني سنوات، كما عُرض عليه الانتقال للعمل في إحدى الشركات الألمانية إذا ما رغب في ذلك.
ويروي الشاب دخيل فهد ( 23 (عاماً خريج الكلية التقنية بالرياض تخصص ميكانيكا إنتاج، المسؤول عن صيانة أحد المكائن الضخمة ,قصته قائلاً ” التحقت بالشركة منذ عام تقريباً ولدي خبرة عامين في شركة أخرى قبل ذلك, حيث تلقيت ثلاثة عروض عمل عندما تخرجت من الكلية التقنية و اخترت العمل بالشركة التي أعمل بها حالياً لأن عرضها كان الأفضل لي”
و يؤكد خليل المطيويع( 21 ) عاماً الذي يشّغل إحدى الآلات العملاقة بشكل يومي بأنه التحق بالشركة منذ سنة ونصف تقريباً، وعندما التحق بالكلية التقنية بالرياض كان يرغب بدراسة الكهرباء، لكن المدرب نصحه بالميكانيكا وبالفعل أحب هذا التخصص وواصل فيه حتى تخرج وحصل على فرصة عمل مناسبة.
واعتبر عبدالرؤوف الراشد( 34 ) عاماً خريج الكلية التقنية والذي يشرف على مجموعة من الشباب السعودي العاملين في المجال الفني في إحدى الشركات الصناعية أنهم متميزون في أداء عملهم بكفاءة واقتدار, مؤكداً أن خريجي برامج التدريب التقني مطلوبون بشكل كبير في مثل هذه الشركات الصناعية.
من جانبه يقول عبدالعزيز الحربي مدير الموارد البشرية في الشركة إن نجاح الشباب السعودي بالتصنيع و التصدير لأميركا و قدرة أحدهم على تقديم اقتراح ناجح للإدارة يؤكد أن الشباب يبدع بأي مجال حتى الصناعي إذا ما تم تأهيلهم و اتاحة الفرصة لهم ودعمهم .