دعا فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي إمام الحرم المكي الشريف خلال محاضرته في “ملتقى وطني قبلة المسلمين” صباح اليوم الأربعاء 1 / 5 / 1437هــ إلى ضرورة إعمال الفكر الصحيح في كل نواحي الحياة وتناول ذلك وفق المنهج القرآني في التفكير ،وعد الغامدي أن إغفال المعرفة الصحيحة والسليمة سبب فوضى فكرية لدى كثير من الناس وقال إن أعظم نواحي إعجاز القرآن هي قدرته على تغيير العقل والروح والشخصية مستشهداً بالسلف الصالح وما لمسوه من تأثر وتأثير من القرآن الكريم وما غير فيهم وفي أفكارهم وتفكيرهم وما نتج عنه عن منهج صحيح كونهم تلقوا العلم والمعرفة عن طريقه دون غيره فأخذوا منه الهداية والتشريع ملفتاً أن مصادر المعلومة والتأثير في وقتنا الحاضرة متعددة وقد يحدث عنها انحراف في التفكير عن المنهج السوي عاداً ذلك بما يزاحم القرآن الكريم أو يشغل البعض عن قراءته وتدبر آياته والتأثر بها وأن التدبر والتفكر في الآيات والتأثر بها من أعظم وسائل التأثير فإذا أردنا فكراً سليماً فعلينا بالتفكير الصحيح .
وعرج فضيلته على كيفية نقل القرآن للعقل والفكر الإنساني داعياً أن يكون هناك دورات تأصيلية في الاعتناء بالتفكير السليم لدى طلاب المدارس وما يحقق لهم السلامة في الفكر والمعتقد .
وذكر الشيخ الغامدي أن القرآن قد دعا للتفكير في مجالات الحياة وحذر من التفكير في مجالات أخرى ففتح المجال للتفكير واستعمال العقل والتفكر وفتح المجال للعقل البشري أن يفكر من خلالها وهي :
– جوانب المعرفة والعلوم النافعة كالعلوم الشرعية؛ والفقه؛ والعقيدة) وأن يعمل الإنسان عقله فيها للوصول لنتائج السليمة
– جوانب العلوم التطبيقية وجوانب الكون وحضارة الانسان بما يفيده في حياته لاكتشاف عظيم خلق الله وسننه في كونه وما يقربه من ربه ومولاه .
– العلوم الإنسانية والاجتماعية حيث أشار القرآن لها بالدعوة للتفكير وإعمال العقل وقد وردت آيات كثيرة تدل على ذلك ” أفلا يتفكرون … أفلا يعقلون ….” الآيات.
– التفكر في الآفاق وملكوت السماوات والأرض والتفكير في ذلك يصل بالإنسان لخشية الله فقد كثر في القرآن الدعوة لذلك بما يلامس العقول ويخاطبها ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) الآية.
– التفكر والتدبر في الآيات القرآنية وبذلك تسمو الروح ويرتقي الفكر .
وأشار الشيخ الغامدي إلى أن هناك أمور نهت الشريعة عن التفكير والحديث عنها وهي ما يتعلق بالأمور الغيبية وكيفية الله سبحانه وتعالى وحكم بعض الأوامر والنواهي والتي قد تجرف بالبعض للحيرة والضلال وهو منهج خاطئ .
وأبان الغامدي أن هناك ضوابط للفكر على الإنسان أن يتقيد بها لضمان سلامة فكره وهي :
– التثبت في النقل في تلقي المعلومة .
– الحرص على الدليل لينطلق العقل من دليل سليم ينتج لنا فكراً سليماً
-الصدق والعدل وتحرير المصطلحات وأثره في تغيير الفكر داعيا لمعرفة المصطلح في الحوارات والتلقي والسماع وعند البحث فالإنسان في أمس الحاجة لإدراك ومعرفة المصطلح وما قد يؤدي إليه سوء فهمه من نتائج سلبية .
وعد الغامدي أن تلقي المعلومة من المصدر الصحيح هو طريق صحيح لضمان المعلومة الصحيحة والاستفادة من كل العلوم الإنسانية المفيدة والحرص على نقاط الاتفاق والبعد عن نقاط الاختلاف وعدم التأثر بالأفكار الشخصية والحرص على الأدوات والآليات السليمة في التفكير كل ذلك يسهم في ضمان ٍ فكري سليم مستشهدا بما كان يستخدمه الرسول بما يسمى بقاعدة السبر والتقسيم .
وأضاف بقوله أن استعمال القياس الصحيح وإلحاق النظير بالنظير والاستشارة من أصحاب العقل والفكر الصحيح والرؤية الصحيحة كل ذلك يساعد في عدم الانزلاق الفكري وضمان سلامته .
وتطرق الشيخ في محاضرته إلى العوائق التي تعوق الفكر عن التفكير عاداً أن التقليد والتبعية من أهم عوائق الفكر وأن التأثر بالعاطفة والجماهير يؤدي لنتائج سلبية وأن أسلوب الحدية والتطرف واتباع الهوى والتعصب والحزبية المرذولة والاستكبار عن قبول الحق وعدم الانصاف والعدل والجرأة في التفكير في كل شيء كل ذلك يصل بالإنسان للحيرة والضلال وهو منهج خاطئ .
واختتم الغامدي حديثه بأن اتباع الظن والتخرصات والجهل من الأمور التي من شأنها تعطل الفكر وتنحى به مناحي غير سليمة داعياً في الوقت ذاته لأهمية العلم وإعمال الفكر الصحيح وفق النهج القرآني السليم .