تحت رعاية د. عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام ، انطلقت أعمال الملتقى الرابع لاختصاصي المكتبات العامة بالمملكة اليوم (الثلاثاء) بالمنطقة الشرقية بعنوان “المكتبات العامة ودورها تجاه المجتمع”، وذلك على مسرح أمانة المنطقة الشرقية ولمدة ثلاثة أيام وتقيمه وكالة الوزارة للشؤون الثقافية ممثلة في الإدارة العامة للمكتبات.
وحث د. خالد أبو هتلة مدير الإدارة العامة للمكتبات المكلف، مدراء المكتبات العامة على المشاركة وتفعيل مثل هذه اللقاءات والتي تثري محصولهم الثقافي في علم المكتبات والمعلومات ويتم من خلالها طرح الأفكار والرؤى التي تساعد على النهوض بالمكتبات العامة وتلبية متطلباتها، مبينا إعداد برنامج لهذا الملتقى شمل بعض ورش العمل والمحاضرات والتي يلقيها متخصصين في هذا الجانب من الجامعات السعودية، حيث يعتبر هذا اللقاء امتداداً للقاءات سابقة تسعى الإدارة إقامتها سنوياً.
وأشار د. أبو هتله والذي تحدث لأمناء المكتبات، بضعف مخرجات الجامعات في تخصص المكتبات مستشهداً بأن إدارته لا تملك سوى موظفة واحدة حاصلة على درجة “ممتاز” في تخصص بكالوريوس مكتبات ومعلومات، وسعت إدارة المكتبات على ابتعاث تلك الموظفة للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه خارج المملكة لتكون داعمة للمجال النسائي في المكتبات العامة، مشيراً أن إدارته تملك أيضاً 4 موظفين حاصلين على درجة “جيد جداً” تخصص مكتبات و 70% من الموظفين البالغ عددهم 1250 موظف وموظفة حاصلين على درجة جيد و 25% على درجة مقبول، مؤكداً أنهم يسعون في تبني برامج التدريب للموظفين لهذا العام ليتم تدريب ما نسبته 98% من الموظفين في دورات خاصة داخلية وفي معهد الإدارة وجامعة الإمام محمد بن سعود وغيرها.
ولفت أن مشاريع استثمار المكتبات مادياً تحتاج موافقات من نواحي قانونية ويسعون في حلحلة ذلك الملف بتعاون وزير الثقافة والإعلام ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المكلف سعود الحازمي.
وفي بدء أوراق العمل لليوم الأول بعنوان “تفعيل دور المكتبات العامة” لعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود د. زينب الخضيري، تحدثت عن التحديات التي تواجه المكتبات العامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مطالبة بوضع استراتيجية واضحة المعالم للمكتبات وتشجيع مكتبات الأحياء والمكتبات الفرعية من أجل إنشاء جيل قارئ.
وفندت د. زينب، مجمل التحديات التي تواجه المكتبات بعدم تأهيل موظفي المكتبات، وضعف التعاون بين المكتبات وباقي الوزارات، وافتقار المكتبات للتسويق الجيد، وضعف التمويل المالي، وقبول الطلاب أصحاب الدرجات المتدينة في تخصص المكتبات الذي يؤدي بدورة يؤدي الى مخرجات ضعيفة، اذا ما علمنا ان هناك معلومة جديدة كل ست دقائق فبتالي لابد ان يكون امين المكتبة على درجة عالية من الاعداد الجيد للحصول على هذه المعلومات، منبه د. زينب ان المكتبات العامة في وضعها الحالي لا تستوعب طلبات الباحثين الى جانب ضعف المحتوى الرقمي السعودي على شبكة الانترنت.
واوصت بالتواصل مع الجمهور المستهدف، وتوفير المصادر الورقية المتجددة، وتوفير مكتبات للوسائل الالكترونية، وتشجيع رجال الاعمال في تنمية مصادر المكتبة، وتنوع مصادر الكتب، وتبني حوارات مع الكتاب والمثقفين لتشجيع الحضور الى المكتبات، الى جانب تبني المسابقات الثقافية وتقديم جوائز جاذبة.
فيما اكدت د. منى البليهد الناشطة في مجال الكتابة الإبداعية، ان على المكتبات دور مهم ان تكون محضن للثقافة وان تكون مكان لتغير الأفكار حيث ان “ما يقرأه الانسان في الصغر يشكل قيم وأفكار في الكبر”، مستشهدة بمقولة كارولين كندي لأمناء المكتبات في أمريكا “انتم على الخطوط الامامية للمعركة التي ستشكل مستقبل بلدنا”، ولفتت من خلال دراسة على المكتبات الامريكية ان هناك 1.95 مليار قارئ امريكي 58% منهم بالغين، مطالبة بأنشاء جيل قارئ في ظل طغيان الكتب الرقمية التي تشكل ثقافية خارجية على الثقافة السعودية وهذا احدى المهددات المهمة التي يجب النظر لها من خلال قيمة المكتبات في عصر التكنولوجيا الرقمية، كما طرحت د. منى مقارنة بين المكتبات في مانشستر وروما لبيان طريقة العمل للرقي بالمجتمع المحلي.
وفي ورقته حول “دور المكتبات في نشر الوعي الثقافي للمجتمع” تحدث د. نضال الأحمد عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام، عن دور المكتبات العامة في نشر الوعي الثقافي من خلال إطلاق العديد من المبادرات التي من خلالها يمكن ترغيب واجتذاب المجتمع لهذه المكتبات منه مبادرة “كتابك صديقك” والكتاب كالماء” وانشاء مكتبات فرعية على الواجهات البحرية والمقاهي.