رعى وكيل إمارة منطقة حائل الدكتور سعد بن حمود البقمي نيابة عن نائب أمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، ورشة عمل “التفحيط.. السلوك والنتيجة” التي أقامتها جامعة حائل اليوم الاثنين 22 ربيع ثاني 1437هـ، في مركز المؤتمرات بالمدينة الجامعة.
وقد رحب معالي مدير جامعة حائل الأستاذ الدكتور خليل ابراهيم البراهيم, بسعادة وكيل إمارة حائل الدكتور سعد بن حمود البقمي, ومدراء الجهات الأمنية والإدارية والتربوية, مؤكدًا أن ظاهرة التفحيط أصبحت من قضايا المجتمع التي ارتبطت بالقضايا السلوكية والفكرية, والتي تحتاج حلًا علميًا, ويجب إجراء المزيد من الدراسات عليها لتحقيق أمن المجتمع واستقراره, وأشار معاليه إلى ان سن الشباب الممتهن لظاهرة التفحيط تتراوح بين 18-24 عاما, وهي السن التي يجب العمل من أجلها من قِبل الأفراد والمؤسسات التي لها علاقة مباشرة بهم كالأسرة والمؤسسات التربوية, فيما أشار معالي مدير جامعة حائل إلى أن هناك حزمة من البرامج التي قد تحد من ظاهرة التفحيط، وبعض السلوك لدى الشباب, وبالتعاون مع كرسي معالي الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد لدراسات منطقة حائل وكرسي محمد بن نايف للدراسات الأمنية بجامعة حائل.
وأكد معالي مدير الجامعة أن مجلس الشورى كان قد تطرق إلى “اللائحة التنظيمية لأندية السيارات في المملكة العربية السعودية ” إلا أن العمل بها قد توقف دون معرفة الأسباب, لافتًا إلى أن ورشة “التفحيط..السلوك والنتيجة” التي تقيمها الجامعة ستوصي بإعادة تلك اللائحة للحاجة المُلحة لها حاليا.
من جهته، قال مدير شرطة منطقة حائل اللواء إبراهيم الألمعي “إن ظاهرة التفحيط أصبحت مشكلة حالية وتطورت في الآونة الاخيرة إلى مقاومة رجال الأمن وإلحاق الأذى بخمسة من رجال الأمن خلال 90 يومًا، مشيرًا إلى أن هناك دراسة تجري حاليًا في وزارة الداخلية لمناقشة هذه الظاهرة وأمثالها.
من جانبه، بيّن أمين الكراسي العلمية بجامعة حائل الدكتور عثمان العامر إن الكراسي العلمية بجامعة حائل, تدرس حاليًا عدة ظواهر تمس المجتمع, وذلك من خلال اختصاص كل كرسي من الكراسي بالجامعة,وحول ظاهرة التفحيط أكد العامر أن المفحطين ليس شبابا عديم الإحساس بضرر تلك الممارسات, بل من الشباب الذي يعمل على ممارسة الظاهرة بكل ما يستطيع من خلال طرق ملتوية ولديهم أدواتهم, مشيرًا إلى أن للمفطحين تواصلهم الخفي مع الجهات المختلفة وخاصة الأمنية منها لتأمين ممارسة التفحيط بعيدًا عن انظار الجهات الأمنية.
وبدوره، قال وكيل إمارة حائل الدكتور سعد بن حمود البقمي خلال كلمته بالورشة إلى أن ظاهر التفحيط لا يمكن معالجتها من جهة واحدة دون تعاون الجهات المختصة , مع الأسرة وبالأخص ولي الامر, مؤكدًا على أهمية استغلال طاقة الشباب فيما يخدم أمن هذا الوطن.
ثم بعد ذلك استعرض عضو لجنة الدراسة الدكتور عبد الله بن محمد الفوزان ظاهرة “التفحيط في منطقة حائل.. دراسة اجتماعية للدوافع وآليات المواجهة” حيث بدأ بتعريف التفحيط في المملكة العربية السعودية, والذي بدأ منذ أكثر من ثلاثين عاما، بحركة “التخميس” أمام شباب الحارة قبيل عام 1400هـ، فيما استعرض “الفوزان” مسميات وأنواع واصطلاحات التفحيط كالتربيع والتجديع والعقدة والبل وعلامة الاستفهام، التفجير والسلسلة و التخميس.
وأطلع “الفوزان” الحضور على نسب نتائج الدراسة والتي أجريت على 200 شخص من الشباب من المرحلة الثانوية و400 من الجامعية و300 من خريجي الجامعات, فيما اختيرت عينات عشوائية من الشباب المفحطين ومجموعة من الأسر و الخبراء والمسؤولين حيث خلصت الدراسة إلى أن: 48% من عينة الدراسة لا يحملون رخصة قيادة، معظمهم من طلاب المرحلة الثانوية والجامعية, نصف العينة تقريبا بنسبة 48.8% لا يكترثون بالإشارة الحمراء، وأن نصف العينة تقريبا بنسبة 48.4% لا يلتزمون إطلاقا بالسرعات المحددة, و27.1% من عينة الدراسة عرفوا التفحيط ومارسوه بالمرحلة المتوسطة, وأن 50.0% من طلاب المرحلة الثانوية ينظرون إلى التفحيط بوصفه رياضة ومتعة شخصية و43.7% مارسوا التفحيط، وأن 12.0% فقط من عينة الدراسة تم توقيفهم، معظم أفراد العينة بنسبة 86.7% أشاروا إلى عدم معرفة الآباء بممارستهم للتفحيط, وأن 51.1% أنهم يفضلون التفحيط الفردي، وأن 48.9% أشاروا إلى تفضيلهم للتفحيط الجماعي و61.2% أشاروا إلى وجود أماكن محددة لممارسة التفحيط.
وفي ما يخص نتائج خاصة بثقافة التفحيط وطقوسه, أكد “الفوزان” أن غالبية عينة الدراسة بنسبة 67.1% أشاروا إلى استخدام المفحطين ألقابا تميزهم، وغالبية عينة الدراسة بنسبة 71.3% يتلقون رسائل على الجوال عن أماكن ومواعيد التفحيط. ويرافق المفحط المشهور بالسيارة شاب يسمى ” المعزز” يقوم بالتوجيه والدعم، وتحديد أماكن التفحيط, وأن 61.6 % يرون أن الحركات الاستعراضية الخطيرة بالسيارة أهم ما يتميز به المفحط المحترف, وأن 58.1% من أفراد العينة أشارت إلى مشاركة الجمهور في عملية التفحيط، وأن 50.0% من الجمهور يشارك بالتشجيع والتحفيز، كما أشارت نسبة 36.6% أن مشاركة الجمهور تتمثل في الدعم، والتعزيز، والحماية من رجال الأمن.
وأظهر “الفوزان ” النتائج الخاصة بآراء الأسر في منطقة حائل, جاءت باقتراح عينة الدراسة من أولياء الأمور بتخصيص مسابقات ومنافسات بين المفحطين تسلم جوائز للمراكز الأولى لمن يملك مهارات وقدرات التفحيط، حتى يمكننا متابعة سلوكيات الأبناء ورصدها بشكل مقنن وتحت مظلة رسمية, فيما كشفت عينة الدراسة من أولياء الأمور أن مواجهة التفحيط تتطلب منظومة متكاملة من قبل الجهات الحكومية ذات الاختصاص, فيما أوضحت عينة الدراسة من أولياء الأمور بضرورة مضاعفة المخالفات المرورية على المفحطين، حتى يمكن مواجهة سلوك المخالف وضبطه, ترى عينة الدراسة من أولياء الأمور أن غياب الأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية الموجهة للشباب في منطقة حائل هي السبب المباشر لتزايد حجم ظاهرة التفحيط حيث يجد الشباب في التفحيط الوسيلة الأولى والوحيدة للتسلية وقضاء وقت الفراغ ومن ثم تكون البداية الحقيقية بتفعيل دور كافة المؤسسات الحكومية والأهلية بمنطقة حائل المسئولة بشكل مباشر عن الشباب.
ثم استعرض “الفوزان” أيضًا النتائج الخاصة بآليات مواجهة التفحيط في منطقة حائل والتي اوضحت أن آلية حجز سيارة المفحط أسبوعًا أو أكثر تعد آلية غير فعالة وغير مناسبة من وجهة نظر الشباب؛ نظرًا لاعتماد المفحط، وخاصة المحترف على سيارات مستأجرة أو مسروقة، وترى عينة الدراسة من الشباب أن سحب رخصة المفحط كوسيلة لمواجهة التفحيط غير مجدية، خاصة أن الغالبية من الشباب يقودون السيارة في منطقة حائل بدون رخصة، فيما أوضحت نتائج الدراسة أن التوعية الإعلامية بالخطورة الصحية للتفحيط تعد من الآليات محدودة الفعالية للمفحطين، غير أنها ربما تجدي مع جمهور التفحيط وفئات الشباب حديثي السن, وكشفت الدراسة الميدانية عن موافقة الشباب من عينة الدراسة بمنطقة حائل أن تكون آليات المواجهة لممارسة التفحيط توعوية وتثقيفية أكثر منها عقابية، ومن ثم تبرز أهمية مؤسسات التنشئة الاجتماعية بدءاً بالأسرة والمدرسة، ولاسيما في المراحل العمرية الصغيرة ووصولاً إلى الجامعة، وأوضحت عينة الدراسة بأن الشباب يفضلون الاقتراح بتخصيص ساحات خارج المدينة للتفحيط، مما يسمح لهم بممارسة التفحيط تحت رعاية الدولة وفي ضوء اشتراطات السلامة, فيماأوضحت نتائج الدراسة الميدانية ميلًا واضحًا بين عينة الدراسة لتفعيل الأنشطة الطلابية بالجامعة والمدرسة لمواجهة ظاهرة التفحيط، مما يعد أمرًا في غاية الحيوية والأهمية.
ودعت جامعة حائل إلى إنشاء مراكز متخصص لدراسة مشكلات الشباب بمنطقة حائل، وتخصيص ساحات للتفحيط خارج المدينة، وتفعيل الإجراءات العقابية الرادعة لمحترفي التفحيط بعد ذلك.
ومن جانبه، أشار مدير عام الإدارة العامة للتعليم بمنطقة حائل الدكتور يوسف بن محمد الثويني, إن إدارة تعليم حائل فعلت دورها التوعوي في المدارس عبر التوجيه والإرشاد الطلابي وإدارة التوعية الإسلامية, ولقاء المسؤولين الأمنيين, وأثنى الدكتور الثويني بدور الجهات الأمنية وتعاونها مع إدارات المدارس ومنها خلال فترات الاختبارات، بمتابعتها مواقع تجمعات الشباب، وتحصين المدارس من المزعجين من خارج المدارس.
وقال العميد خالد الضبيب مدير مرور منطقة حائل، إن العقوبات المطبقة حاليًا بحق المفحطين تحتاج لإعادة نظر، مفضلًا تغليظ العقوباتهم بحقهم، ومبينًا بأن عقوبة مصادرة سيارة المفحط غير مفعلة.