أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تشكيل “فريق طوارئ” لمواجهة تفشي فيروس زيكا الذي يربط العلماء بينه وبين ولادة آلاف الأطفال بأمخاخ صغيرة في البرازيل.
وقالت رئيسة المنظمة، مارغريت تشان، إن الفيروس “انتقل من مرحلة التهديد البسيط، إلى انتشار مثير للقلق”، ووصفته بأنه “أمر مفجع”.
ومن المقرر أن يجتمع الفريق يوم الإثنين، لتحديد ما إذا كان يجب التعامل مع زيكا كتهديد عالمي، مثل فيروس إيبولا.
وكان علماء أمريكيون قد حثوا منظمة الصحة العالمية على اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة فيروس “زيكا” الذي يقولون إن لديه “قدرة هائلة على الانتشار كوباء”.
وطالب العلماء، في مقال نشر بإحدى الدوريات الطبية الأمريكية، منظمة الصحة العالمية بأن تستقي الدروس من تفشي فيروس “إيبولا” وأن تشكل لجنة طوارئ تضم خبراء في علم الأمراض لمواجهة هذا الفيروس.
وقالوا إن مصل الوقاية من الفيروس قد يكون جاهزا للاختبار في غضون عامين، لكن الأمر قد يستغرق عقدا من الزمان لكي يكون متاحا للاستخدام.
وقد تسبب “زيكا”، الذي يؤدي إلى عدم اكتمال نمو المخ لدى الأطفال، في حالة من الذعر في البرازيل.
وأصيب الآلاف هناك بهذا الفيروس، الذي انتشر في نحو 20 دولة أخرى.
هل سيكون من الخطأ القضاء على البعوض؟
حثت رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، أمريكا اللاتينية على التوحد من أجل مواجهة الفيروس.
وقالت في مؤتمر قمة بالإكوادور إن تبادل المعلومات حول هذا المرض هو السبيل الوحيد للقضاء على الفيروس. ودعى وزراء الصحة في المنطقة إلى عقد اجتماع الأسبوع القادم.
وقال الباحثان دانيال أر لوس ولورانس أو غوستين، في مقال نشر بدورية الجمعية الطبية الأميركية، إن فشل منظمة الصحة العالمية في مواجهة أزمة إيبولا الأخيرة في وقت مبكر ربما أدى إلى وفاة الآلاف.
وحذرا من احتمال حدوث كارثة مماثلة إذا لم تتخذ المنظمة إجراء سريعا لمواجهة “زيكا”.
وقال لوس وغوستين: “يجب أن تجتمع لجنة طوارئ على وجه السرعة لتقديم المشورة للمدير العام للمنظمة بشأن الشروط اللازمة لإعلان حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا”.
وأضافا: “اجتماع اللجنة في حد ذاته سوف يثير اهتمام المجتمع الدولي، ونفس الأمر بالنسبة للتمويل والبحث العلمي”.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش إرنست يوم الأربعاء إن الحكومة الأمريكية تعتزم بذل جهد أكبر للتواصل مع الأمريكيين بشأن المخاطر المتعلقة بالفيروس.
لا يوجد علاج
لا يوجد علاج للفيروس حتى الآن وهناك محاولات، بقيادة علماء في كلية الطب بجامعة تكساس، لإنتاج لقاح.
وزار الباحثون البرازيل لإجراء أبحاث وجمع عينات، ويعملون الآن على تحليلها في جناح مختبرات يخضع لإجراءات أمنية مشددة في غالفستون بولاية تكساس الأمريكية.
ويخضع المبنى في غالفستون لإجراءات مشددة من قبل الشرطة ومكتب التحقيقات الفدرالي. وقال سكوت ويفر، مدير معهد العدوى والمناعة البشرية، لبي بي سي من داخل المبنى إنه يحق للناس أن يخافوا من الفيروس.
وأضاف: “إنه خطر كبير للغاية بكل تأكيد. إذا أصيب الجنين وصغر رأسه فلن نكون قادرين على تغيير تبعات هذا المرض الخطير للغاية، والذي يكون قاتلا في بعض الأحيان أو يجعل الأطفال يعانون من إعاقة ذهنية للفترة المتبقية من حياتهم”.
تم اكتشاف فيروس “زيكا” في القردة عام 1947 في غابات زيكا بأوغندا، وسجلت أول حالة إصابة بشرية في نيجيريا عام 1954. وعلى مدى عقود لم يكن الفيروس يمثل تهديدا كبيرا على صحة الإنسان، وتجاهله المجتمع العلمي إلى حد كبير.
وبدأ بعض الباحثين يهتمون بمواجهة الفيروس عندما تفشى في جزيرة ياب بميكرونيسيا عام 2007.
وقال ويفر إن الفيروس “تفشى” العام الماضي، واجتاح منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية “وأصاب نحو بضعة ملايين من البشر”.
وتكون الأعراض لدى البالغين والأطفال مماثلة لأعراض حمى الضنك، لكن أقل حدة بصفة عامة، بما في ذلك آلام تشبه الانفلونزا، والتهاب العينين والطفح الجلدي، بالرغم من أن البعض لا تظهر عليه أية أعراض على الإطلاق.
وفي حالات نادرة، قد يؤدي المرض إلى مضاعفات، بما في ذلك متلازمة غيلان-باريه (التهاب الأعصاب الحاد المزيل للنخاعين)، واضطراب في الجهاز العصبي قد يسبب الشلل.
صغر الرأس
– الأعراض تشمل صغر حجم الرأس عن الطبيعي
– ينتج هذا عادة عن توقف المخ عن النمو بمعدل طبيعي
– قياس محيط الرأس أقل من 31.5 أو 32 سم عند الولادة
– يصيب 25.000 طفل في أمريكا سنويا
ما هو فيروس زيكا؟
– ينتقل عن طريق بعوضة “الزاعجة المصرية”، التي تحمل أيضا حمى الضنك والحمى الصفراء
– اكتشف لأول مرة في أفريقيا في أربعينيات القرن الماضي، لكنه ينتشر الآن في أمريكا اللاتينية
– يقول العلماء إن هناك أدلة متزايدة على وجود صلة بين الفيروس وصغر حجم الرأس، الذي يؤدي إلى ولادة الرضع برؤوس صغيرة
– يمكن أن يؤدي إلى الحمى والطفح الجلدي، لكن معظم الناس لا تظهر عليهم أية أعراض، وليس هناك علاج معروف
– الطريقة الوحيدة لمواجهة الفيروس هي تطهير المياه الراكدة التي يتكاثر فيها البعوض، والوقاية من لدغات البعوض