تتصدى جامعة حائل لظاهرة التفحيط بعد أن أصبح للتفحيط مجتمع متكامل له ثقافته ورموزه وشفراته، وأدواته الإعلامية والإعلانية التي دفعت الشباب من جمهور التفحيط للتضحية بأنفسهم لحماية المفحطين، وقدمت الجامعة دراسة أعدتها من قبل فريق بحثي عَمِل منذ عام ونصف؛ بعد صدور توجيهات معالي مدير الجامعة الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم بتكوين الفريق لإعداد الدراسة ومن ثم رفعت النتائج والتوصيات لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، والذي أوصى بعقد ورشة عمل والتي ستقام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل يوم الاثنين 22 ربيع ثاني 1437هـ، في مركز المؤتمرات بالمدينة الجامعية.
وتهدف الورشة القائمة الاطلاع على أهم النتائج والتوصيات التي انتهت لها الدراسة، وتحقيق التعاون والتكاتف بين القطاعات المختلفة لتحقيق سلامة المواطن والمقيم، وتوزيع الأدوار الواجب القيام بها من جميع القطاعات والجهات حمايةً للأرواح وسلامةً للمجتمع، وستشارك جامعة حائل والهيئة العليا لتطوير حائل والإدارة العامة للتعليم، والشرطة، وهيئة التحقيق والإدعاء العام، وإدارة المرور، وإدارة أمن الطرق، وفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإدارة المخدرات، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وفرع وزارة الشؤون الاجتماعية والتعليم الفني، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والغرفة التجارية الصناعية، ووزارة الثقافة والإعلام، ومكاتب الصحف المحلية، وعدد من الكتّاب والمثقفين وممثلي الأهالي.
وخلصت الدراسة المعدة إلى أن 27.1 بالمائة من عينة الدراسة عرفوا التفحيط ومارسوه بالمرحلة المتوسطة، فيما يرى 50 بالمائة من طلاب المرحلة الثانوية بأن التفحيط رياضية ممتعة، في المقابل أظهرت نتائج احصائيات إدارة المرور بمنطقة حائل أن ظاهرة التفحيط والقيادة المتهورة زادت نسبتها خلال أعوام 1432 و 1433 و1434، بعدما سجلت نسبتها 24.4 بالمائة ثم بالعام الذي يليه سجلت 49.5
بالمائة، ثم سجلت 38.8 بالمائة، واعتبرت مخالفات التفحيط في عام 1435هـ أن ظاهرة التفحيط في ازدياد وخطرة على سلامة المجتمع.
وأوصت الدراسة إلى أهمية تصميم برامج تثقيفية وتوعوية موجهة للشباب في مراحل عمرية مبكرة من قبل إدارة التعليم، وتفعيل الإجراءات العقابية الرادعة لمحترفي التفحيط لكونهم الموجهين الأساسيين للشباب، وتصميم برامج تربوية موجهة للأسر السعودية، ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي والتعرف على توجهات شباب المنطقة للتعرف على اتجاهاتهم نحو ظاهرة التفحيط، وتخصيص ندوات دينية بالمساجد حول خطورة التفحيط وآثاره السلبية، وتخصيص ساحات للتفحيط خارج المدينة يتم اختيارها بعد دراسة علمية دقيقة تراعي احتياجات الشباب وسبل السلامة، وطرح مسابقات من المؤسسات الأمنية والتعليمية والقضائية حول رؤى وأفكار الشباب والمسؤولين للقضاء على ظاهرة التفحيط.