أعلنت السلطات البرزيلية أن عدد الأطفال المولودين بتشوهات خلقية تتمثل في صغر حجم الرأس بلغ أربعة آلاف طفل منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي أكثر المناطق تضرراً، بلغت نسبة الاشتباه في الإصابة بصغر الرأس واحداً في المئة من حديثي الولادة.
وتعتقد السلطات أن زيادة حالات ولادة أطفال صغيري حجم الرأس نتيجة لانتشار فيروس زيكا.
ولم يتجاوز عدد الأطفال المصابين بصغر الرأس 150 حالة في 2014.
وقد تتسبب الإصابة في الوفاة، أو إعاقة عقلية وتأخر في النمو.
ونصحت وزارة الصحة في كولومبيا، المجاورة للبرازيل، مواطنيها بتأجيل الحمل.
وقال وزير الصحة البرازيلي إن حالات الاشتباه في إصابة الرضع بصغر الرأس بلغت 3893 منذ أكتوبر/ تشرين الأول، حين رصدت السلطات الزيادة الحادة، وهو ما يزيد عن ما أعلنته الحكومة الأسبوع الماضي، وهو 3500 حالة.
ولم تتأكد الصلة بين الفيروس وصغر الرأس حتى الآن، لكن عددا صغيرا من الأطفال حديثي الولادة الذين ماتوا كانوا مصابين بالفيروس في أدمغتهم، ولم يُطرح تفسير آخر لارتفاع عدد المواليد بصغر الرأس.
ومن المعروف عن الفيروس أنه بسيط وتظهر أعراضه في واحد من كل خمسة مصابين.
وينتقل الفيروس من خلال بعوضة يديس ايجبتاي، وهي أيضا التي تنقل عدوى حمى الضنك وفيروس تشيكونغوانيا.
وتشهد البرازيل أوسع انتشار معروف لفيروس زيكا على مستوى العالم.
وقالت رئيسة البرازيل ديلما روسيف، أثناء زيارتها لمنطقة ريسيف بشمال شرق البلاد الأكثر تضررا، إن على البرازيليين الانضمام للحرب على هذا الفيروس.
وأضافت أنه “حتى نكتشف مصلا مضادا، لابد لنا أن نعتمد على السكان في تغيير الأوضاع المناسبة لتكاثر البعوض”.
وتابعت “في هذه الأثناء، يجب علينا تقديم المساعدة التي يحتاجها الأطفال وأسرهم”.
وقالت وزارة الصحة في البرازيل إن 49 رضيعا لقوا مصرعهم متأثيرن بالإصابة بصغر الرأس، بينهم خمسة كانوا مصابين بفيروس زيكا.
وقال معهد فياكروس البحثي إنه اكتشف الفيروس في مشيمة امرأة تعرضت للإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وهو ما يُعد خطوة على الطريق نحو إثبات العلاقة بين الفيروس زيكا والتشوهات التي يولد بها الأطفال والأجنة.
وأضافت وزارة الصحة أن 90 في المئة من الأطفال الرضع المشتبه في إصابتهم بصغر الرأس موجودون في شمال شرق البلاد، بينما يوجد 6 في المئة بجنوب شرق البرازيل، وهي المنطقة التي تقع بها ريو دي جنيرو وساو باولو.
ومن المقرر أن تستضيف ريو دي جنيرو دورة الألعاب الأولمبية في أغسطس/ آب المقبل. ويُتوقع أن تستقبل البرازيل حوالي 10500 رياضي يشاركون في البطولة بالإضافة إلى الآلاف من جمهور الرياضة من جميع أنحاء العالم.
وتقع ثلاث من أفقر مدن البرازيل في شمال شرق البلد، وهي مدن بارايبا، وبرنامبوكو، وباهيا.
وقالت وزارة الصحة إن نسبة الأطفال المشتبه في إصابتهم بصغر الرأس في مدينة بارايبا بلغت 114 من كل 10000 أو أكثر من طفل من كل مئة طفل حديثي الولادة.
وقال مارشيللو كاسترو، وزير الصحة البرازيلي، إن العمل جار حاليا على تطوير جهاز بهدف الاكتشاف السريع للفيروسات الثلاثة، زيكا، وعدوى حمى الضنك، وفيروستشيكونغوانيا.
وأعلن عن تخصيص تمويل إضافي للإسراع من وتيرة تطوير مصل مضاد لفيروس زيكا.
ولا توجد في الوقت الحالي سوى وسيلة واحدة لمكافحة الفيروس، وهي من خلال شفط المياه الضحلة من المستنقعات حيث يتكاثر البعوض، وحماية السكان من عض البعوض.
وشهدت عدة دول في أمريكا الجنوبية ارتفاعا في أعداد حالات الإصابة بزيكا.
ففي كولومبيا، بلغ عدد حالات الإصابة 13500 حالة.
وقال وزير الصحة الكولومبي أليخاندرو غافيريا: “نحن الدولة (في أمريكيا الجنوبية) التي تحتل المركز الثاني بعد البرازيل في عدد حالات الإصابة المكتشفة”.
ونصح غافيريا النساء بتأخير خطط الحمل طوال فترة انتشار الفيروس، والتي توقع أن تستمر حتى يونيو/ حزيران المقبل.
وفي بوليفيا، أعلنت السلطات عن اكتشاف أول إصابة بالفيروس بين النساء الحوامل.
وقالت جاكين مانستريو، مديرة إدارة الصحة، في سانتا كروز، لوكالة فرانس برس إن المرأة “لم تسافر خارج البلد”، مضيفة إنها “حالة (إصابة) محلية”.
وأصدرت هيئة مراكز التحكم في الأمراض والحد منها بالولايات المتحدة تحذيرا يوم الجمعة الماضية تنصح فيه النساء الحوامل بتأجيل السفر إلى البرازيل وغيرها من دول أمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي حيث سجلت إصابات مؤكدة بالفيروس.
ويتضمن تحذير السفر الأمريكي دول البرازيل، وكولومبيا، والسلفادور، وغويانا الفرنسية، وغواتيمالا، وهاييتي، وهندوراس، ومارتينيك، والمكسيك، وبنما، وباراغواي، وسورينام، وفنزويلا، وبورتو ريكو.