كشف البنك السعودي للتسليف والادخار أمس للملتقى والمعرض الوطني الخامس للأسر المنتجة ـ بفندق جدة هيلتون، عن تقديم أكثر من أربعة آلاف قرضاً للمشاريع المتناهية الصغر بإجمالي 120 مليون ريال مشيراً إلى أهمية توسيع آفاق التعاون مع الجهات ذات العلاقة بالأسر المنتجة التي تساهم في تمكين وتعزيز قدرات هذه الشريحة المهمة في الاقتصاد الوطني.
وقال عبد الرحمن القصير مساعد مدير عام إدارة تمويل المشاريع متناهية الصغر والأسر المنتجة بالبنك السعودي للتسليف والادخار أنهم يقدمون قروضاً ميسرة لأقل من 50 ألف ريال بشروط ميسرة عبر الجمعيات والجهات المختلفة في عددٍ كبير من مدن ومناطق المملكة، مشيراً إلى أن البنك يركز على دعم توجهاته في تعزيز قدرات الأسر المنتجة ونقل هذه الشريحة من الرعوية إلى التنموية من خلال الدعم وتقديم الخدمات المالية وغير المالية لهذه الأسر.
ولفت إلى أن بنك التسليف قدم من بداية عام 2014م حتى الآن 4 آلاف قرض بتمويل أكثر من 120 مليون ريال على مستوى المملكة للأسر المنتجة، حيث أنهم وقعوا اتفاقيات اتفاقية تعاون مع عدد من الجمعيات والمؤسسات على مستوى مناطق ومدن المملكة .
كما تم تقديم قروض للمشاريع متناهية الصغر، وهناك رعاية وتوجيه للمشاريع بالإضافة إلى الخدمات المالية، من خلال المركز الوطني للمنشآت الصغيرة عبر البوابة الإكترونية، حيث إحدى البرامج على سبيل المثال “خبرتي” الذي يجمع أحد رواد الأعمال في أحد القطاعات الاقتصادية للإجابة على استفساراته بهدف نقل خبراته العملية لرود الجدد وطرق النجاح على الساحة المحلية.
واختتم القصير بقولة أن التوجه الجديد للبنك ذو هوية اجتماعية وذلك بدعم المشاريع التنموية .
وطالب المستشار الدكتور إبراهيم شقدار خبير التخطيط الاستراتيجي خلال الجلسة التي أدارتها الدكتورة عائشة نتو تحت عنوان “بناء الشراكات مع قطاعات الصناعة وبيع الجملة وبيع التجزئة” بأهمية وجود مركز وطني بإنشاء مركز وطني يربط الأسر المنتجة بالمصانع الكبرى لمساعدتها على التدريب والتأهيل، علاوة على وجود إدارة فاعلة تساعد في تسويق المنتجه وتوجيهه في المسار الصحيح، وشدد على أهمية التخطيط الاستراتيجي لعمل الأسر المنتجة، لمساعدتها على دراسة السوق ومعرفة احتياجات السوق والاحتياجات المادية، والتأكد من وجود الأدوات الكافية التي تساعدك على تقديم منتج متميز، ثم متابعة الجهة التي تنظم التسويق.
من جهته.. روى محمد بن سلطان الشهري رئيس طائفة الخياطين ورئيس لجنة الأقمشة والمنسوجات بغرفة جدة قصة نجاحه في مجال الأعمال.. فقال: بدأت في المنطقة الشرقية بالعمل مع والدي حيث فتحت محل خياطة كان للتقبيل بـ20 ألف ريال، بذلت جهد كبير لتحقيق النجاح، لكنه لم يحقق المردود المطلوب ولم يتمكن من تغطية ايجاره، واكتشفت أنني أجلب الخامات وأن هناك هدر كبير في العمالة، بعدها حددت الهدف وعرفت اخطائي لتبدأ قصة نجاحي ويتحول المحل إلى 42 محل.
وتوقع الشهري أن تنجح الأسر المنتجة السعودية خلال الفترة المقبلة في التصدير إلى الخارج في حال نجحت في اتقان عملها، وقال: المملكة تعتبر من أكبر الدول المصدرة في العالم، وهناك شركات حققت أرقاما قياسية في بيع العبايات بالذات، ويمكن أن تلعب الأسر المنتجة دوراً كبيراً في حال استثمرت كل الظروف المتاحة للتسويق ومنها وسائل السوشيل ميديا، وطالب العديد من الأسر المنتجة أن تعمل من منزلها حتى لا ترهق نفسها بالإيجارات والألتزامات، وقال: هناك أسواق تبيع عبايات رخيصة في أسواق شعبية عبر استخدام عمالة أجنبية وهو أمر قد يضر بالأسر المنتجة، لذلك لابد من التحقق من الجودة، ورقابة من وزارة التجارة.
وشدد مصمم الأزياء عبد الله الحقبي على ضرورة التخصص لتحقيق النجاح، وقال: بدأنا في جميع أزياء النساء.. واكتشفنا فيما بعد أننا على خطأ لأن التخصص هو سر نجاح أي مشروع، لذا تخصصنا في الكاجول، وعرفنا احتياجات السوق ووصلنا إلى خلطة النجاح، ولابد من تحديد هوية خاصة لكل مصمم أو مصممة الأزياء.
وطالب الحقبي بعدم المبالغة في الربح حتى تتمكن الأسر المنتجة من المنافسة في السوق المليء بالبضائع المستوردة.
وتناولت الجلسات العلمية للملتقى أمس الشراكة مع قطاعات التجزئة، حيث يناقش اتفاقيات قطاع تجارة البيع بالتجزئة للمنتجات والسلع الاستهلاكية على مختلف أنواعها (مواد غذائية، ملبوسات، إكسسوارات، وغيرها) لإعطاء الفرصة لتسويق منتجات الأسر المنتجة، وناقش الملتقى بناء الشراكات مع القطاعات الخدمية والمتعهدين والمؤسسات الخيرية، عبر دمج الأسر المنتجة والتي تقدم الخدمات المتميزة من خلال الهدايا المتميزة والكوشات والتفاسير، والمسئولية الاجتماعية كأحد الوسائل التي ترضي ضمير مقدم الخدمة وتجعله يشعر بالاعتزاز بما يقدمه مقابل مايتقاضاه من تقدير المجتمع .
واستعرضت الجلسة الأخيرة للملتقى أمس عدد من قصص النجاح، وقال الشيف السعودي على تنكر: بدأت ببيع همبورجر على الكورنيش.. حولت لي شقيقتي 100 ريال، ونزلت في أول يوم فجائني عامل هندي وقال لي “محمد لا توقف هنا.. هذا مكان حقي”، وذهبت للوقوف بجانب باب الحمامات، وعدت في اليوم الأول بربح 500 ريال.
واستعرضت رائدات الأعمال السعوديات حنين القحطاني ومريم موصلي وسلوى المولد وسوزان صوراني تجربهن ومشاريعهن التي استطعت من خلالها التحول من الهواية إلى الاحتراف.. خلال جلسة رسمت طريق النجاح قدمها الشريك المنظم للملتقى والمعرض والمدير التنفيذي للشركة التعاونية والوطنية للأسر المنتجة القابضة فيصل عبد الله باطويل.