أكد المحلل الاستراتيجي والعسكري، العقيد متقاعد الدكتور / إبراهيم آل مرعي، أن عدم ضم إيران لعضوية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب قد أكسبه قوة ومصداقية؛ لكون طهران مصدر الإرهاب وراعية له. مشيراً في هذا الصدد إلى تقرير أعلنته الاستخبارات الألمانية في 2008، كشف عن وجود خمسة آلاف جاسوس في دول مجلس التعاون الخليجي، يعملون لصالح إيران.
ولفت إلى أن إيران منذ عام 1979 وهي تقابل دعوات دول الخليج بالحوار وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بالمليشيات العسكرية، ومنها أذرعتها العسكرية وحشدها الشعبي في العراق، وبألوية ومليشيات في سوريا، وباحتلال حزب الله في لبنان، وتدريب ودعم الحوثيين في اليمن، واحتفالات ببغداد عاصمة للإمبراطورية الفارسية.. مشدداً على ضرورة توحيد السياسات الأمنية في دول مجلس التعاون لمواجهة خطر طهران.
ورأى “آل مرعي” أن المسار الإعلامي المحلي لم يكن متوازياً مع حجم إنجازات التحالف العربي العسكرية والسياسية، مطالباً باستثمار المقومات المادية والإمكانيات البشرية التي تؤهل الأجهزة الإعلامية في السعودية لتكون من أقوى الماكينات الإعلامية في العالم؛ لترقى لمستوى وحجم التطلعات والآمال المعقودة عليها.
وفي مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن أشاد آل مرعي بالدور الإغاثي الذي يقدمه لمركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي في عدن وبقية مناطق اليمن. وأبرز العقيد متقاعد آل مرعي تطور صناعة السلاح المتقدمة في دولة الإمارات التي يوجد بها 69 شركة لصناعة السلاح. مشيراً إلى أن الدول تقاس بالإنجاز والتأثير لا بكبر المساحة وعدد السكان.
وحذَّر العقيد “آل مرعي” من تجار الحروب الخونة الذين يتاجرون بدماء اليمنيين، ومن التأثير على القضية اليمنية وانتصارات التحالف. واستغرب “آل مرعي” الحصار الاقتصادي من بعض الدول العظمى، مشيراً في هذا الصدد إلى أمريكا التي رفضت طلب نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.
وأشار إلى أن وجود 42 تعريفاً للإرهاب تستفيد منه الأجهزة الاستخبارية في العالم؛ لكونها تتعامل مع بعض التنظيمات الإرهابية لتحقيق أهدافها ومصالحها الاستراتيجية! مشيراً في محاضرته “التحالفات العربية والإسلامية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية”، التي ألقاها أمس الأول الجمعة في ندوة الشيخ سعود المريبض التي تعقد شهرياً بمنزله شمال الرياض، وأدارها الدكتور محمود آل عمار أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام، إلى أن إيران تقاتل بستة ألوية إرهابية في سوريا، إلى جانب حزب الله اللبناني، داعياً المجتمع الدولي لممارسة ضغوط سياسية على طهران للخروج من العراق وسوريا.
وأكد العقيد المحلل الاستراتيجي “آل مرعي” ارتباط مخلوع اليمن بتنظيم القاعدة، مبيناً في هذا الصدد موقفاً رواه له محافظ أبين، الذي طلب من المخلوع صالح دعماً مالياً وميزانية لإنجاح تنظيم بطولة خليجي 20 في عدن، فرد عليه المخلوع بالحرف الواحد: “تريد أموالاً ولديك ثروة في أبين! لديك تنظيم القاعدة، يجب أن تنميه، وأن ترعاه، وأن تطوره، وأن تجعله يتكاثر. الرأس بخمسة ملايين دولار! سلِّمهم للاستخبارات الأمريكية تأخذ عشرة ملايين وتنظم خليجي20″.
وفي ختام محاضرته أعرب المحلل العسكري “آل مرعي” عن شكره للشيخ سعود المريبض، مشيراً إلى أنه من القلائل في العالم العربي الذي استثمر أمواله وقدراته لدعم الأمن في السعودية والخليج والعالم العربي، موصياً المريبض بالانتقال من الندوة الشهرية إلى مركز للدراسات الاستراتيجية، ومنوها بدور المراكز في إعداد سياسات الدول وقراراتها.
بعد ذلك قدّم اللواء متقاعد الدكتور بركة الحوشان تعقيباً على المحاضر، أشار فيه إلى أن أسباب نجاح السعودية في إنشاء التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن والتحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب تعود إلى ثقلها الروحي وقوتها الاقتصادية والسياسية في العالم الإسلامي والعربي.