حكة وحسرة .. وحريق .. !
اشعر ببعض “الحكة” في صدري ..!
وهي ما يدفعني للمقارنة بين حادثتين كلاهما حريق وكلاهما وقع في جازان!
الفرق بينهما أن احدهما مول تجاري خاص (ومؤمن عليه) .
والآخر موقع حكومي قطاع عام وهو مشفى للعناية بصحة المواطنين وأرواحهم !
واحدهما يسكنه الحرص والاهتمام وحب المال وجنون الملايين والثراء.
وتحفه مليارات و ملايين شركات التأمين والعوض السخي! وخاصة إذا كان الحريق حريقا احترافيا (ويسمع الكلام)!
لكن الآخر حكومي (يا حسرة قلبي عليه)..
يقطنه المرضى ومرافقوهم، ويرتاده الموجوعون والمتعبون ،المبتلون في صحتهم .
وكل من يقصده لا يروم إلا العلاج ويرجو من الله العافية!
ولا أريد أن أعرج على جانب تفاعل المسؤولين في الحادثة التجارية والتي شب بها حريق دام 18 ساعة ، ومع ذلك لم يخلف صحية واحدة ولله الحمد ..!
بعكس حريق المشفى “الزنزانة’ المكبل بالسلاسل ! من حيث التفاعل وسرعة الاستجابة لنجدة المريض أو بالأحرى “السجين” الذي ظل يصرخ حتى الموت
ولم يسمعه احد !
فهل كان ذنب الضحايا أن المنشأة التي احترقوا فيها حكومية و لا تدر الربح ؟!
أم لأن هذا الحدث نوع من أنواع الوجع المسالم العابر ولا يمس ملكية خاصة أو تجارية ؟!
ولذلك لايسبب تقلصات بأمعاء ومعدة أي مسؤول أو مدير أو بالأحرى لا يتعدى على أموال التجار وممتلكاتهم ..!
ولا تكوي نيرانه سوى ذاك الجسد النزيل الحبيس فيه سواءً كان مريضا أم مرافقا لمريض!.
ولم تتجاوز الحسرة والحرقة مكانا ابعد من قلوب ذوي الضحايا ومحبيهم ومن لازال حيا في صدورهم الضمير !
فهناك فقط وصلت الحسرة!
وهناك انحصرت النيران وهناك يندلع الحريق .
حسين عقيل
جازان