نفت السلطات الإيرانية اليوم الخميس أن يكون حرسها الثوري قد أطلق صواريخ قرب حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان وسفينتين حربيتين أخريين أثناء دخولها الخليج يوم السبت كما نددت بخطط أمريكية لفرض عقوبات جديدة بسبب برنامج طهران للصواريخ الباليستية.
يأتي النزاع بعدما توصلت مع القوى العالمية الست ومنها الولايات المتحدة إلى اتفاق في يوليو تموز يقضي برفع عقوبات أمريكية وأوروبية معينة وتلك التي فرضتها الأمم المتحدة على طهران في مقابل قبول طهران بقيود على برنامجها النووي.
ونقل موقع الحرس الثوري الإيراني على الإنترنت عن المتحدث باسمه رمضان شريف قوله “قوات الحرس البحرية لم تجر أي تدريبات في مضيق هرمز خلال الأسبوع الأخير وفي الفترة التي زعمها الأمريكيون حتى تطلق صواريخ.”
وأضاف “نشر مثل هذه الأخبار الكاذبة في ظل الظروف الراهنة أقرب للحرب النفسية.”
وكانت محطة إن.بي.سي نيوز قد نقلت عن مسؤولين عسكريين أمريكيين لم تذكر أسماءهم أن الحرس الثوري الإيراني كان يجري مناورة بالذخيرة الحية وأن حاملة الطائرات الأمريكية كانت على بعد نحو 1500 متر من أحد الصواريخ.
وفي واشنطن قال كايل رينز القائد في البحرية الأمريكية والمتحدث باسم القيادة المركزية يوم الثلاثاء إن عدة سفن تابعة للحرس الثوري أطلقت صواريخ “على مقربة” من السفن الحربية وقرب حركة الملاحة التجارية “بعد أن قدمت إخطارا مسبقا قبل 23 دقيقة فقط.”
وقال “هذه الأفعال استفزازية للغاية وخطيرة وبعيدة عن المهنية وتشكك في التزام إيران بأمن ممر مائي حيوي للتجارة الدولية.”
وسبق أن اشتبكت قوات إيرانية وأمريكية في الخليج لا سيما خلال الحرب بين إيران والعراق في الثمانينات بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
ويأمل الدبلوماسيون أن يخفف الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي من حدة عقود من غياب الثقة ويهدئ التوتر بالشرق الأوسط.
ولطالما اشتبه الغرب في أن البرنامج يهدف لصنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه إيران التي أرسلت شحنة من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى روسيا هذا الشهر في إطار الاتفاق.
لكن التوتر تصاعد قبيل التخفيف الرسمي للعقوبات الدولية والمنتظر أن يبدأ في 2016.
ونفذت السلطات المتشددة في إيران سلسلة اعتقالات لنشطاء يتهمونهم بدعم “التسلل” الغربي في حين اقرت الولايات المتحدة قانونا يقيد حقوق السفر دون تأشيرة لمن يزورون إيران أو للإيرانيين مزدوجي الجنسية وهو إجراء اعتبرته إيران انتهاكا للاتفاق.
وندد حسين جابر أنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية يوم الخميس بالخطط الأمريكية “التعسفية وغير القانونية” لفرض عقوبات جديدة على شركات عالمية وأفراد بسبب البرنامج الصاروخي الإيراني.
ونقل التلفزيون الرسمي عنه قوله “كما أعلنا للحكومة الأمريكية… برنامج إيران الصاروخي ليس له صلة بالاتفاق (النووي).”
وأضاف “ستتصدى إيران بحزم لأي تحرك للتدخل من جانب أمريكا ضد برامجها الدفاعية.”
وفي واشنطن ذكرت مصادر مطلعة يوم الأربعاء أن الحكومة الأمريكية تجهز العقوبات التي ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنها ستستهدف نحو 12 من الشركات والأفراد في إيران وهونج كونج والإمارات العربية المتحدة للاشتباه في أنها لعبت دورا في تطوير برنامج إيران الصاروخي.
وفي تقرير سري اطلعت رويترز على نسخة منه في 15 ديسمبر كانون الأول قال فريق من مراقبي العقوبات تابع للأمم المتحدة إن إيران اختبرت في 10 أكتوبر تشرين الأول صاروخا قادرا على حمل رأس حربي نووي. وتصر إيران على أنه كان صاروخا تقليديا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن وزارة الخزانة تحتفظ- بموجب الاتفاق النووي- بحق إدراج الكيانات الإيرانية المشتبه في ضلوعها في تطوير الصواريخ على القائمة السوداء.
كان الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي قال إن مثل هذه العقوبات ستلغي الاتفاق النووي.