يقول خبراء الرياضة إن الحالات المزاجية المتقلبة التي يمرّ بها الإنسان يمكن معالجتها بواسطة تمرين خاص، بمعنى أن للسعادة والحماسة تمرين، يختلف عن تمرين الحزن والتوتر، وتمرين العصبية والتشتت الذهني يختلف عن تمرين الإرهاق.
كما أن ممارسة نشاط بدني لمدة 30 دقيقة كل يوم بانتظام تقوي العضلات والرئتين والقلب، كما أنها تقلل من مخاطر الوفاة المبكرة والإصابة بالأمراض الخطيرة.
إن ممارسة الرياضة تكون بغرض الترفيه، أو تطوير المستويات المهارية لدى الفرد، أو التميز في مجال رياضي معين، أو بهدف تحسين النواحي الصحية. بينما ممارسة الألعاب الرياضية هو مصطلح عام يطلق على أية لعبة تنافسية مثل كرة السلة وكرة القدم وألعاب القوى.
أن عدم ممارسة الرياضة يؤدي لكثير من الأمراض، كهشاشة العظام في الكبر، وبالتالي يَسُهل حدوث كسر في العظم، ما ينتج يؤدي إلى التغيب عن العمل وبالتالي قلة الإنتاج وزيادة نفقات العلاج، كما يجب علينا في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة ألا نستسلم للكسل وحياة المكاتب والراحة بل يجب أن نمارس الرياضة وأن نتحرك دائماً حتى نستفيد من مميزات الرياضة على الصحة العامة والحالة المزاجية أيضاً.
أن الرياضة يجب أن تكون فلسفة الدولة وأن التنشئة على هذه الفلسفة تُحدث فارقا كبيرا في المجتمعات. وقد بدأت في الظهور في معظم المجتمعات العربية ولم يعد الاهتمام منصبا فقط على تغذية الأطفال بشكل صحي، بل أصبح هناك اهتمام نسبي بالرياضة أيضا، ومن نعم الله أن الطفل بفطرته كثير الحركة، وبالتالي يجب استثمار هذه الفطرة في ممارسة الرياضة. وكذلك للمدرسة دور وللنادي دور.
ضروري أن تكون الرياضة فلسفة الدولة لأنها مرتبطة بالصحة وتقلل التوتر والضغوط النفسية وبالتالي تزيد الإنتاج. وبدلاً من الانفاق على العلاج ننفق على الرياضة، ولكي نتطور يجب نضع برنامج زيادة وقت الرياضة والتكيف معها فمثلاً 30 دقيقة للمشي نظام جيد وكلما تحسن المستوى وتكيفت اجسامنا عليه يجب أن نزيد حتى نتحسن أكثر و نتوقف فقط عند حدوث ألم أو عدم القدرة على أداء التمرين.
ممارسة الرياضة يومياً، كما يمكن ممارستها أثناء العمل كتمرينات عضلات الكتف والمشي في المكان إذا يسمح بذلك وتمرينات إطالات الرقبة والصدر والكتفين باتجاهات مختلفة، فممارسة الرياضة لها مزايا كثيرة جداً وبدلاً من دفع نفقات العلاج، نمارس الرياضة، فتقل تكاليف العلاج، ويزيد الانتاج، وتقل الضغوط العقلية والنفسية والبدنية.
إن المواطنين في الغرب يمارسون الرياضة لأن المجتمع نشط ولديه وعي بأهمية المحافظة على الصحة وبالتالي هم يدركون أهمية ممارسة الرياضة ليس فقط بهدف الصحة ولكن أيضاً للراحة النفسية هذا غير الألعاب التنافسية، كما أنه يمكن ممارسة الأنشطة الهوائية وقت الراحة مثل ركوب الدراجات والسباحة والهرولة وذلك للحفاظ على الجهاز التنفسي والقلب.
ان المجتمع النشط يدرك بالطبع أهمية الرياضة وتأثيرها على الصحة وبالتالي على كل أعضاء المجتمع، وانً تكون الرياضة جزءًا من الروتين الحياتي اليومي للفرد مع تنظيم الوقت بشيء من الوعي، بحيث يكون هناك وقت كاف للنوم ووقت لفترات الراحة ووقت لممارسة الرياضة بصفة دورية.
أن الأطفال يحتاجون ساعة يومياً لممارسة الأنشطة الرياضية البسيطة ويحتاجون لممارسة ألعاب أعلى كل 3 أيام، ومن هم فوق 18 سنة بحاجة لممارسة الأنشطة الهوائية على الأقل ساعتين ونصف الساعة في الأسبوع، وعشر دقائق في اليوم على الأقل كركوب الدراجة والسباحة بالإضافة إلى تمرينات المقاومة أو تمرينات الأحبال المطاطية وهي مهمة جداً للرجال والنساء، خاصة النساء فوق الخمسين سنة لتفادي هشاشة العظام، وكذلك تمرينات المقاومة ورفع الأثقال فكلها تساعد على زيادة قوة العضلات.
مع التأكيد ان الطعام يجب أن يكون متوازنا بحيث يتم تناول وجبة بسيطة كل 4 ساعات حيث إن العناصر الغذائية مهمة جداً بالنسبة لممارسة الرياضة، مع مراعاة التوقيت وطبيعة العمل،
أن الرياضة تنمي مهارات اجتماعية كثيرة جداً لدى الأطفال، حيث تحررهم من حالة الخجل والارتباط الدائم بالأسرة كما تنمي مهارات الطفل البدنية.
وان الإرشاد النفسي يعمل على إكساب الثقة في النفس، وهي ترتفع بعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم ويظهر ذلك في تحسن أداء ممارس الرياضة، التي تعد وسيلة جيدة جداً لعلاج ضعف الثقة بالنفس، وتعمل على تعديل الحالة المزاجية وتقليل الضغط العصبي والتوتر.
الكاتب:نعمان عبد الغني