وسط حضور جماهيري غفير توافدت منذ وقت مبكر و امتلأت به جنبات المسرح المديني بالحي التراثي بالمدينة المنورة اختتمت مسرحية الأطفال “حياتنا زهرة” أولى عروضها الأولية والتي قدمتها لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة. حيث استمتع الجمهور بالعرض المسرحي الممزوج بين الدراما والاستعراض في جو ملئ بالإبهار من حيث الديكور الذي أبدع به الفنان فهد الجابري والإضاءة والصوت للفنانين إبراهيم العشري ويوسف برناوي أو بالتنظيم والتنسيق من قبل الفنان عبدالإله مهنا الذي و أداء الممثلين الاحترافيين قبل ذلك سواء الكبار الفنانين وائل الحربي وفهد الطوري وعبدالعزيز المزيني أو الأطفال أسامة الحربي ولين الحربي وليان الحطامي ورحمة المدني ومريم سراج ونوران صالح ووتين الحربي الذين كانوا محط أنظار المتابعين وإبداعهم على خشبة المسرح . وصرح لـ“أضواء الوطن” مؤلف العمل والممثل بالعمل الفنان وائل الحربي أنه كان يتوقع النجاح تماما ولاسيما بعد ما تم بذله من مجهود من خلال البروفات والتمارين والتي استمرت قرابة الأربعة أشهر والتجهيز للعمل في خلال شهر كامل وما كان يحمله فريق العمل من إصرار وحب وتكاتف في سبيل تقديم هذا العمل بأبهى حلة وبأجمل شكل فالجميع كان يعمل من أصغر ممثلة وحتى مخرج العمل .. ولكن ما كنت لا أتوقعه هو الحضور الجماهيري الغفير للعمل .وأن من كان خارج الصالة ضعّف ما كان بالصالة. وعن النّص قال : وائل أن النّص عبارة عن مسرحية استعراضية وسط حكاية جميلة وبسيطة للأطفال تدور أحداثها داخل حديقة مرتبة تسكنها الزهرات والأرنب النشيط والنحلة وعصفورة الحديقة والديك الفصيح فيشتري الأرض أحد الأشرار ليقطع الماء عنها بحجة انه لا يحب الأزهار ويريد بناء مصنعاً بالأرض وبالفعل يقطع عنها الماء وتبدأ الزهرات بالذبول شيئاً فشيئاً حتى يتعرفوا على كنان الرحال وكيف أنه بتعاونهم وبحبه استطاع أن يحول صخر من شخص شرير إلى إنسان طيب. مقدماً شكره للفريق الذي بذل الجهود في سبيل هذا العمل وللأطفال والنجوم الذين تحملوا عبء البروفات والتمارين وكانوا حاضرين بالعرض بشكل ملفت واحترافي من حيث الحركة والأداء والتعامل أثناء العرض .وقدم أسفه لكل من حضر ولم تسنح له الفرصة أن يشاهد العرض لزحمة المكان. واعداً أننا الآن سنعمل على إعادة العروض بالأيام القادمة بإذن الله
مدربة استعراض الأطفال الأستاذة ليلى عبدالمجيد ذكرت أن هذه التجربة تعد الأجمل على مستوى عملها مع الأطفال في الفترات السابقة من الناحية الإبداعية والإنتاجية والجماهيرية مبينة أنها استفادت وتعلمت الكثير ما لم تتوقع أن تتعلمه في هذه التجربة وان العمل طيلة الأشهر كان ممتعاً برغم صعوبته وتعبه ولكننا كنا نتعلم و نسعد ونفرح كثيراً بما نقدم فننسى التعب وعم تعامل الأطفال وكانوا أكثر حماساً وتقبلاً للمسرح وإسراره وهذا انعكس إيجابيا على الجانب التربوي والتعليمي والاجتماعي للأطفال. مقدمةً شكرها لجمعية الثقافة والفنون والقائمين على العمل على إتاحة هذه الفرصة وأن هذا النجاح سيدفعها لعدم لتقديم المزيد والمزيد من العطاء.
وتحدث لـ“أضواء الوطن” مُخرج العمل ورئيس لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون الأستاذ فهد الأسمر قائلاً :أولاً الحمد لله على نجاح العمل بشكل مبهر, وأن هذا لم يأتي من فراغ بل كان هناك عمل دؤوب لتقديم وجبة تربوية للطفل. مستطرداً أن ما تعيشه جمعيات الثقافة والفنون من تقشف وضعف مادي شديد لم يوقف الحماس فينا لمواصلة الإبداع من تقديم العروض بشكل متطور في كل عام وذلك من خلال ما نحمله من هم مسرحي وإيماناً منا بدور المسرح في تعليم وتربية النشء في تقديم هذا العرض الذي دل على نجاحه حضوره الجماهيري الكبير مقدماً شكره الجزيل لأمانة منطقة المدينة المنورة ولمكتب الخدمة الاجتماعية بالأمانة على تذييل الصعاب وتعاونهم في تقديم هذا العمل .
عبدالإله مهنا المسؤول الإداري بالعمل أفاد أن العمل تجربة جميلة وناجحة بكل المقاييس وأن الأطفال تغلبوا على سنهم في هذا العمل وأنهم وصلوا لمرحلة عشق وتجانس لخشبة المسرح انعكس ذلك على أداءهم الإبداعي بالعمل. ناسين كل تعب مر بهم وعن المشاركات القادمة أفاد عبدالإله أننا الآن منتشين بفرح وحصد ثمارالنجاح وستكون هناك مفاجآت بالأسابيع القادمة ننتظر وقتاً لإعلانها خاتماً أن صورة الفريق الجماعية تبعث الحياة لكل قلب لا ينبض مسرحاً
المخرج العربي زكريا المؤمني والذي أشرف على العمل السينوغرافي بالعرض قال: أن فرحته لا يمكن وصفها بهذا النجاح وقال أيضا : نعتقد جازمين أن ما قمنا به ماهو إلا اليسير رغم روعته لأن طموحنا المشروعي أكبر بكثير, وتبقى خطوة ثابتة في مسيرتنا القادمة بإذن الله أسرة فنية مسرحية وهم مشترك وأهدافنا واضحة كوضوح الشمس وبأذن الله هي الأستمرارية والتقدم نحو الأفضل .بالهمة والتعاون والتفاني رسمنا “حياتنا زهرة” فرحتنا تكمن بالمنجز برسم الابتسامة على محيا الغير ولن نلعن الظلام بل سنشعل ألف ألف شمعةشكرًا للمبدعات والمبدعين بالعمل.
مدير ثقافة وفنون منطقة المدينة المنورة الأستاذ طريف حسين هاشم قائلاً: أنه تنبأ بنجاح العمل منذ وقت مبكر بناءً على الجهد المبذول داخل أروقة الجمعية من قبل المسرحيين وأن تجربة الأطفال بالمشاركة كانت جديدة وفريدة وهذا ما نطمح له بالجمعية في تقديم الجديد والتطوير في مستوى الأعمال المقدمة للمجتمع المدني وللأطفال خاصة برغم ما تعانيه الجمعيات من ضائقة مالية لم تسنح للجمعية سوى تنفيذ خمسة بالمئة من برامجها والتي نطالب دائماً بالالتفات للدعم المادي لتقديم المزيد والمزيد إلا أن إصرار الفنانين المسرحيين بالجمعية كباراً وأطفالاً وهمتهم ذيّل الصعاب في تقديم هذا العمل الجميل شاكراً بالوقت ذاته كل من بذل جهداً في سبيل هذا العمل وعلى رأسهم معالي أمين منطقة المدينة المنورة الذي ساهم في النجاح من خلال التعاون المشترك مُقدماً شكره لأولياء أمور فناني المستقبل الذين صبوا ثقتهم بالجمعية ومن فيها على مدار الأربعة أشهر السابقة واعداً أن القادم سيكون أجمل وأجمل من خلال الفعاليات القادمة.