استضافت الديوانية الكويتية لسطام علي بن داخل الهاملي المطيري في العاصمة عمّان نخبة من الشباب الخليجيين والأردنيين وسط حضور وتفاعل مميزين ، وشهدت مداخلات و نقاشات مستفيضة من الحضور أكدت في مجملها على متانة العلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين الأردن .
وقال المطيري أن هذا الجمع الكبير من الأشقاء في العروبة والأشقاء بالتاريخ ما هو إلا دليل على التوأمة الخليجية العربية التي تجمع الشباب في بيت العرب وبيت الخليجيين الذي يفتح أبوابه على مدار الساعة بشكل يومي .
تبادل الحضور الأحاديث الودية الموشحة بذكر الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبدأ الحديث الأستاذ الفاضل عيد الغامدي من السفارة السعودية فتضمن حديثه الشجي تذكيراً بالدنيا والآخرة ، موشحاً بالأحاديث النبوية العطرة ، واضاءات اسلامية منيرة ممن يصلون الجماعة ويمتازون بأنهم من أهل الصف الأول بالمسجد ولا يشاهدون ظهر مصلي ، حيث أنهم دائما سباقون بالحضور للمسجد فيصطفوا بالصف الأول ، وكان الحضور من الضيوف اشبه بباقات الورد التي زينت الديوانية من كل قطر وردة ، من الأردن وفلسطين والسعودية والامارات والبحرين والكويت .
لقد جاءت معرفتي بالأستاذ سطام المطيري حين تقابلت معه في نادي الطلبة السعوديين بعمّان وكنت حينها على موعد مع رئيس النادي الأستاذ سعود بن فواز الدويش ، كوني صديقاً لنادي الطلبة السعوديين الذي أجده بيتاً للشباب الخليجي في الأردن والذي تشرفت من خلاله بالتعرف على سفير الشباب الكويتي “سطام المطيري” حيث لقّبه بهذا اللقب سعادة سفير دولة الكويت لدى الأردن الدكتور حمد بن صالح الدعيج ، كما بشرنا المطيري بأن سعادة السفير الدعيج قد تم تجديد حقبته الدبلوماسية لأربع سنوات قادمة سفيرا لدى الأردن التي يحبها وتحبه ، وعميداً للسلك الدبلوماسي الخليجي .
منوهاً أن عميد السلك الدبلوماسي الخليجي لدى الأردن سعادة السفير الدكتور حمد الدعيج ، هو الداعم الأول لفكرة تجمع الشباب الكويتيين والخليجيين بالديوانية ، حيث يحضر لها بشكل أسبوعي ودون موعد مسبق لمتابعة أحوال أبنائه الكويتيين وتلمس احتياجاتهم والتقرب منهم ، كما ويشارك الدعيج ضيوف الديوانية نقاشاتهم وحواراتهم في جلساتهم وسط أجواء أسرية مفعمة بروح الأسرة الواحدة مما يجعله يكسر الروتين في هذه الجلسات الخليجية العربية الأصيلة ، مضيفاً : دائما ما يقول لي سعادة السفير الدعيج بأنني خير سفير وممثل للكويت في الخارج .
لقد تذوقت مذاق الكويت وعشتها بحواسي الخمس كما عشت السعودية على مدار 30 عاما وتنسمت هواها وعليلها واستذكرنا في الديوانية جمالية المدن العربية عامة ، والكويت “لندن العرب” ، التقينا على أرض النشامى عمّان بثلة من النشامى الكويتيين فعشنا بحواسنا الخمس مذاق الخليج العربي ، ووجدنا صبية كاللؤلؤ المنثور يطوفون حولنا بأواني فضية وُضِع بداخلها حلوى كويتية تسمى “الشعثا” وهي عبارة عن تمر معجون بالسمن البلدي .
ومن خلال زيارتي للديوانية تحدثت مع سعادة السفير الكويتي هاتفياً ، الذي رحب بي فرداً جديداً ضمن أفراد أسرة الديوانية ودعاني للحضور لمكتب سعادته للحديث مطولا حول العلاقات الكويتية – الأردنية وما تمتاز به هذه العلاقات المتجذرة من متانة وخصوصية ، وهذا ما لمسته في حضوري للديوانية برفقة أخي محمد العريان حيث تمت دعوتنا لحضور مراسم الاحتفال العائلي بتخرج فهد عايد الحريص المطيري من أبناء عمومة راعي الديوانية سطام علي بن داخل الهاملي المطيري.
وعن بداية افتتاح الديوانية أو “المضافة” كما يطلق عليها في بعض الدول العربية ، ذكر المطيري أنه منذ أن حضر للأردن من الكويت قبل حوالي عام اندمج مع أشقائه الخليجيين والأردنيين والفلسطينيين وهذا الاندماج حتم عليه أن يتخذ على عاتقه لم الشمل بين أوساط الشباب من مختلف فئاته الثقافية والاجتماعية ، فقام على الفور بفتح الديوانية الخاصة به منذ ذلك الوقت والتي تضم خمسة غرف نوم وصالتان واسعتان هما مقر تجمع الحضور ، كما يتواجد في الديوانية طباخ خاص يقيم فيها ليستطيع توفير خدمات تقديم الطعام للحضور في أي وقت .
تقوم الديوانية منذ إقامتها مقام الملتقى الرئيسي للشباب وحتى كبار السن من الأقارب والمعارف والأصدقاء مما جعلها تأخذ مكانة في نفس كل ضيف من روادها ، فتارة تلقاها تجمعهم منذ الصباح الباكر وتارة تجمعهم بعد العصر وتارة أخرى تجمعهم في المساء ، محتضنة شخصيات ذات ثقل اجتماعي ، كما وتعتبر ديوانية سطام المطيري مقراً للتعارف والالتقاء بأصدقاء جدد على أساس الأخوة والدم الواحد ، حيث أن راعي الديوانية يستضيف أحيانا بعض الأصدقاء القادمين من الكويت أو السعودية ويصّر عليهم أن يقيموا في الديوانية فترة زيارتهم للأردن ، إذ أنه يجدها فرصة طيبة لتقديم أصول الضيافة الكويتية التي تربى عليها أبا عن جد .
من المعروف عربيا وخليجيا أن الشخص إن أراد أن يقيم ديوانية باسمه تكون عادة لأفراد قبيلته أو لأصدقائه أو معارفه من ذات البلد أما ديوانية سطام المطيري فتعتبر البيت الأول للخليجيين والعرب في الأردن ، إذ أنها تفتح ذراعيها أولاً لاستقبال الأردنيين والفلسطينيين ثم الخليجيين بشكل عام ومن ثم للكويتيين .
وأوضح المطيري أن ما وجده في الأردن من عادات وتقاليد هو ذاته ما يجده في دول الخليج عامة دون اختلاف في نظام القبائل والعشائر منوها أن والده علي بن داخل المطيري – يرحمه الله – قد عوده منذ الصغر على أن يبدأ يومه منذ ساعات الصباح الأولى عقب أدائه لصلاة الفجر، بفتح ديوانيته لتكون أبوابها مشرعة للضيوف ، فتبدأ مراسم تحضير القهوة العربية والشاي ومن ثم تنزل وجبة الفطور وبعد الساعة الثامنة صباحا يتوجه كل شخص لمهام عمله كالمعتاد، ومن ثم تعاود الديوانية فتح أبوابها مرة أخرى عقب صلاة العصر وحتى صلاة العشاء ، وتكون الديوانية جاهزة لاستقبال الضيوف على مدار 24 ساعة ، وهذا هو ذاته ما اعتاد سطام المطيري القيام به في ديوانيته بعمّان يشاركه بذلك اهل الديوانية : مشعل منزل الحربي ، وماهر سليم الحربي ، وعلي فلاح بن داخل المطيري.
كما ذكر المطيري أنه يستقبل يومياً الطلبة والموظفين الخليجين والأردنيين وجميع الأشقاء العرب في ديوانيته الواقعة بمنطقة الجبيهة مقابل قصر الاميرة بسمه ، وتبدأ مراسم استقبال الضيوف من بعد صلاة الفجر ، فيقوم بفتح أبواب الديوانية لضيوفه وشرب القهوة العربية معهم واحتساء الشاي وتناول الافطار ، مضيفاً : “مانحن إلا خدم لضيوفنا ونحن سفراء بلدنا في الخارج لذا يجب علينا تمثيلها بما يليق وأنا أحاول جاهداً أن أمثل دولتي الكويت بما تستحقه من تمثيل” ، طالباً من كافةالحضور بالديوانية أن لا يحتاروا في حال تواجد لديهم ضيف من خارج الأردن ولم يكن هناك مكان لضيافته في منزلهم فالديوانية تفتح أذرعها لكافة ضيوف روادها وزوارها ، كما تقوم بعمل لقاء معايدة في كل مناسبة كعيدي الفطر والأضحى وكافة الأعياد والمناسبات الوطنية .
ومن جهة أخرى أشاد سطام المطيري بالتأسيس الدراسي في الأردن ونوّه أنه احضر معه أسرته لعمّان ليحظى أطفاله بالدراسة في الأردن لجميل ما يمتاز به النظام التعليمي من قوة المناهج الدراسية واهتمام وتركيز المدرسين على الطلبة .
حضر مأدبة العشاء التي أقيمت بالديوانية : رئيس نادي الطلبة السعوديين بعمّان بالإنابة محمد حسين الشبعان ، ونائب رئيس نادي الطلبة السعوديين بعمّان مشوح العازمي ، عياش البلوي ، عبدالله سهيل الحربي ، خالد الدلبحي ، عيد الغامدي ، ابراهيم المطيري.
ومن الكويت : نايف قطيم المطيري ، الحميدي سبيل العراك المطيري ، سعود رفيع العنزي ، خلف الحربي ، فهد عايد المطيري ، بدر ضيف الله العتيبي ، حمد المطيري .
ومن الاردن : حظيت الديوانية بشرف زيارة القاضي أحمد الرحامنة والعقيد راضي العجارمة ، والعميد متقاعد محمود الطراونة ، كما تشرفت بزيارة الدكتور عبدالكريم الحياري وطارق خرباش الشرعة عبد الحميد ضيف الله الجبور، أحمد سالم الجبور ، عقيد متقاعد فهد محمد الجبور ، والشاعر الناقد والإعلامي عمر مريحيل الجبور .