الرياض – مبارك الغانم:
ثمن مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر الدعم اللامحدود لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتطوير صناعة النقل الجوي في المملكة، معتبراً أن صناعة النقل الجوي تشهد نقلة تاريخية في هذا العهد الميمون من خلال إطلاق العديد من مشاريع المطارات المستقبلية وتحديث المطارات الحالية في مختلف مناطق المملكة، وهي المشاريع التي سيكون لها تأثير مباشر في إحداث تغيير جذري في مستوى بيئة المطارات والارتقاء بالخدمات المقدمة للمسافرين، مشيرا إلى النقلة النوعية الكبيرة في مستوى الخدمات بعد اكتمال مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد وكذلك مشروع تطوير مطار الملك خالد الدولي بالرياض، بعد أن تم انجاز مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدنية المنورة الذي تفضل – حفظه الله – بافتتاحه خلال شهر رمضان الماضي وأسهم كثيراً في رفع كفاءة وأداء وخدمات العمليات التشغيلية وحركة النقل الجوي في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمناسبة اختتام فعاليات الجمعية العمومية لاتحاد النقل الجوي الثامنة والاربعين بحضور الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي عبدالوهاب تفاحة في جدة.
وأوضح المهندس الجاسر ان الخطوط السعودية هي المشغل الرئيسي في السوق المحلي وقد اعتمدت خطة استراتيجية طموحة للخمس سنوات القادمة من أهم عناصرها الاساسية، النمو في الاسطول وعدد الركاب ، حيث تقتضي الخطة مضاعفة عدد الركاب من 28 مليون ضيف في عام 2014م إلى 45 مليون ضيف في عام 2020م وبلوغ عدد طائرات الاسطول في شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي إلى 200 طائرة بنهاية العام 2020، كما تتضمن الخطة العديد من البرامج التنفيذية التي تتعلق بزيادة الكفاءة التشغيلية والرفع من مستوى الخدمات وموائمة المنتجات مع احتياجات مختلف شرائح المستفيدين.
وعن مسارات الطيران في أجواء بعض الدول المضطربة أمنياً مثل سوريا، أوضح الجاسر أن طائرات الخطوط السعودية تقيّم من فترة إلى أخرى مسارات رحلاتها الدولية المتجهة فوق أجواء العديد من الدول المضطربة أمنياً ومنها منطقة سوريا، حيث يتم العمل وفق المسارات البديلة الآمنة في مثل هذه الأحوال والتي يتم التنسيق بشأنها مع المنظمات المختصة بالطيران.
وقال في هذا الصدد :” صناعة الطيران تعمل وفق بيئة أمنية شديدة ومثل هذه الأحداث لابد ان يكون لها تأثيرين الاول تأثير سلبي معنوي والآخر تأثير ايجابي لاتخاذ مزيد من إجراءات الأمن والسلامة والامور الاحترازية الاخرى التي تعزز من أمن الطيران في المستقبل”، وقال الجاسر أن اجراءات السلامة لابد أن تتوازن مع سلاسة اجراءات المطارات.
وبين الجاسر أن جميع شركات الطيران بشكل مستمر تتابع مجريات الأمن والسلامة وتتفاعل معها بحسب تقديراتها لهذه الاحداث، وتابع قولة : “الخطوط السعودية تتبنى أحد أشد المعايير الصارمة بالنسبة للسلامة، وفي هذا الاطار فالخطوط السعودية من أوائل شركات الطيران التي أعلنت عن توقف رحلاتها إلى سوريا ومرورها فوق تلك الأجواء المضطربة”.
وفي معرض رده على سؤال عن توحيد المجال الجوي والمناطق الأكثر اختناقاً، قال الجاسر:” إن أجواء دول الخليج بسبب النمو الكبير الذي حدث للحركة الجوية مؤخراً تعد من أكثر الأجواء الجوية اختناقاً في العالم”، مشيراً إلى ان هناك العديد من المباحثات للمساعدة في حل هذا الموضوع منها استخدام التقنيات الحديثة والتنسيق المباشر والدائم مع الجهات الحكومية المدنية والعسكرية لإخلاء بعض المسارات الجوية بشكل مرن من خلال الاستخدام المزدوج بين الأعمال المدنية والأعمال العسكرية.
وفي سؤال عن أسعار التذاكر أجاب الجاسر :”بالنسبة لأسعار التذاكر أو الخدمات المقدمة في السوق السعودي، فالرحلات الدولية أسعارها محررة تماماً وهي أسعار تنافسية وتخضع للعرض والطلب، أما بالنسبة لأسعار الطيران الداخلي فهي محكومة بأنظمة حكومية جاري مراجعتها حالياً وهي قابلة للتعديل، حيث أن الأسعار القائمة حالياً تم تحديدها منذ سنوات طويلة وهي لا تعكس واقع التكلفة الحالية للتشغيل في ضوء الزيادة في تكاليف التشغيل للطائرات من رسوم المطارات وقيمة الطائرات وتكاليف الكوادر البشرية المؤهلة وكافة الخدمات الأخرى، وهو الأمر الذي ينعكس على التكاليف الإجمالية وبالتالي من الممكن أن يكون هناك تعديل لأسعار النقل الداخلي في المستقبل”.
واجاب تفاحة عن استفسار بخصوص استثمارات شركات الطيران العربية في صناعة النقل الجوي قائلاً :” القيمة المتوسطة لحجم الأساطيل العربية من الطائرات تفوق 120 بليون دولار، وشركات الطيران العربية تقوم بتحديث اساطيلها بشكل مستمر هناك ما لا يقل عن 250 بليون دولار من الاستثمارات الموضوعة في طلبيات شراء جديدة واستبدال طائرات متقادمة لإبقاء الاسطول العربي الجوي ضمن حدود 7.2 إلى 7.5 متوسط عمر سنوي الأمر الذي يعكس تواجده كأحدث اسطول في العالم بأفضل أثر بيئي وتقنيات للمسافرين”.