في مشهد لن يبرح عقول وأفئدة طلاب الصف الأول بمدرسة هشام بن حكيم الابتدائية، التابعة إلى مكتب التعليم بشرق الرياض، ودعوا معلمهم الفاضل الأستاذ فهد الحجي، الذي توفي وهو يعلمهم القرآن الكريم أثناء الحصة الدراسية الثانية من يوم الأحد الموافق 17/2/1437 هـ. وفور سماعه النبأ، توجه الدكتور عبدالله الظافري مدير مكتب التعليم بشرق الرياض مع عدد من مشرفي المكتب، إلى مستوصف الحياه بحي الفيحاء الذي نقل المعلم المتوفي إليه، وقدم التعازي الحارة إلى ذويه وابنه ماجد الذي كان متواجد، وعدد من زملائه المعلمين. وطبع الدكتور الظافري قبلة وداع على جبينه، مؤكدا أنه قدم رسالة عظيمة لبناء جيل شامخ، يقرأ ويفهم معاني القرآن العظيم. بدوره، روى زميل الحجي الأستاذ سعد القحطاني، لحظات المعلم الأخيرة، وقال: “كنت جاره بالفصل المقابل، كان من أكثر المعلمين حرصا على أداء واجبه، محبوبا من الجميع، وبينما هو يؤدي رسالته جالسا على كرسيه، أحس بضيق تنفس شديد، وطلب من أحد الطلاب أن يستدعي مدير المدرسة ويقول له بأنه متعب جدا، بعد ذلك شاهدت الجميع يهرع للفصل، وبدأ المعلم يلفظ أنفاسه الأخيرة، وحتى قبل أن يصل على المستشفى، ويقول: سأموت، ثم يتشهد بقوله أشهد أن لا إله إلا الله”. أما معلم التربية البدنية بالمدرسة الأستاذ يوسف الشايعي، فيقول: “أول مرة لا يحضر المعلم فهد الحجي الطابور الصباحي، منذ عرفته وهو يحضر بعد صلاة الفجر، وهذا يعني أنه قد يكون فعلا أحس بمتاعب في منزله، ولكنه أصر على الحضور، كان من أفضل المعلمين أداء وخلقا وروحا، لذلك يستحق منا جميعا الدعوات الصادقة”. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته آمين يارب العالمين.