أضواء الوطن ــ بشير الرشيدي  

بعد أن عمل بنزاهة وتميز وساهم بشكل كبير في التنمية العمرانية وزيادة رقعة المدن والمحافظات والمراكز وساهم في نشر ثقافة البناء الحديث وتجاوزت عدد الوحدات التي أسهم في بناؤها أكثر من مليون وحدة سكنية .

اختار منتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية في دورته التاسعة صندوقً التنمية العقارية ( شخصية العام ) لتكريمه في هذه الدورة نظرا لجهوده في مجال الإسكان في المملكة . وتسلم مدير عام الصندوق المهندس يوسف الزغيبي درع التكريم في حفل أقيم بمحافظة الغاط وسط حضور كبير من أصحاب المعالي والسعادة ورجال المال والعقار والإعلاميين .

وكان الحفل قد بدأ بآي من الذكر الحكيم تلى ذلك كلمة لرئيس مجلس إدارة المنتدى فيصل بن عبدالرحمن السديري رحب في بدايتها بالحضور وقدم شرح عن ما يقدمه المنتدى من أعمال جليلة منذ إنشائه تخدم عدة مناشط تهم الوطن والمواطن وقال انه تم اختيار ندوة المنتدى هذا العام بعنوان ( الإسكان : الواقع والأفاق ) مشيراً إلى أن توصيات المنتدى يتم رفعها للجهات المسئولة .

بعدها أعلن رئيس هيئة المنتدى الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عن اختيار صندوق التنمية العقارية كشخصية العام للمنتدى وقال كم يسعد الذاكرة أن تستعيد صباحات تلك الأيام من التسعينات الهجرية التي استيقظ الوطن على خبر عزم الحكومة على تأسيس مجموعة من الصناديق التنموية كان من بينها هذا الصندوق الذي يهدف لتشجيع المواطن على بناء مسكنه ولحفز التاجر على الاستثمار في عمارة الوحدات السكنية متعددة الأدوار بتمويل من الحكومة ليكون هذا اليوم حدثاً مشهوداً في تاريخ التنمية والعمران لانتقال الإنسان السعودي للمسكن الحديث والأرحب والتصاميم الملائمة لاحتياجاته فأحدث الصندوق تحولاً تنموياً ملحوظاً على صعيد القرى والأرياف بشكل خاص انعكس في معظمه إيجابا على البيئة والصحة والعلاقات الاجتماعية والنشاط الاقتصادي وبرزت مناطق حضرية جديدة وأحياء حديثة شملت كل المناطق دون استثناء واستفادة من خدماته جميع الطبقات ومن قدر له أن يعيش عقد التسعينات من القرن الهجري الماضي وبداية هذا القرن فلا بد أنه يتذكر كيف كانت مفردة ( الصندوق ) ترن في الأذهان وتصدع في الآذان وتسمع في كل أسرة ومنزل . وأضاف إن الحراك الذي جاء به الصندوق عبر أربعين عاماً من مسيرته كان له حجمه وتأثيره وحقق جزء لا يستهان به من تطلعات المواطنين . لكنه لم يحقق الاكتفاء المنشود بسبب حجم الطلب المتزايد على البيوت وبسبب التضخم المطرد في النمو السكاني . ويكفي للوطن أن يسجل فخره بأن الصندوق قد نجح في أربعة عقود من عمره في أن يقدم قرابة المليون قرض لكل فئات المواطنين بمبالغ تجاوزت مائتين وسبعين مليار ريال واستفاد منها نحو أربعة آلاف وثلاثمائة مدينة وقرية وهجرة . واليوم يجئ اختيار هذا المنتدى لصندوق التنمية العقارية الجهة الحكومية ذات الشخصية الاعتبارية المستقلة للتكريم . متزامناً مع مناسبتين هما مرور أربعة عقود على تأسيسه والثانية تفكير الحكومة في تطوير رسالة الصندوق ورؤيته وأهدافه كي يعمل على توفير برامج التمويل السكني للمستحقين وتطوير شراكة فاعلة مع المطورين والبنوك ومؤسسات التمويل العقاري .مؤكداً أن الصندوق طوال العقود الماضية من عمله لم يسلم من النقد ولسع الألسن والأقلام التي قابلها بالصمت والهدوء . ليكون بكل تأكيد حتى الآن أفضل ذراع تيسر للحكومة لعمران المدن ولتمكين المواطن من بناء منزله فاستحق الصندوق أن يكرم هذا اليوم كونه أسهم إسهاماً مشكوراً في تعميم السكن في حدود الإعتمادات المتوفرة له في كل عام لينال هذه الجائزة السنوية متمنياً للصندوق والقائمين عليه التوفيق والسداد .

بعدها ألقى مدير عام الصندوق المهندس يوسف الزغيبي كلمة قال فيها :

في ذاكرة الأمم والمنظمات والأفراد هناك تواريخ تبقى في الذاكرة تسجل وتوثق، تحفظ ولتنسى، تُكْتَب ولا تُمحى، وتاريخ 2/2/1437هـ الموافق 14/11/2015م تاريخ سيبقى عالقاً في ذاكرة جميع منسوبي صندوق التنمية العقارية، والمهتمين بشأنه، والموثقين لسيرته، والمستشهدين بإنجازاته.

لماذا؟! .. لأنه أول تكريم على مستوى رفيع للصندوق السكاني وبحضور هذه النخبة المتميزة من المهتمين بالشأن الإسكاني، وإقرار من هيئة ذات قيمة بجهود الصندوق المتميزة في مجال الإسكان بالمملكة العربية السعودية عامةً، وفي المناطق الريفية خاصة.

وإن اختيار الصندوق ليكون شخصية منتدى الأمير عبدالرحمن السديري في هذه الدورة، ليس تكريماً للصندوق وحده فقط بل هو أيضاً تقديرٌ وامتنانٌ لما قدمته الدولة حفظها الله عبر الصندوق من دعم لا محدود، وصرف لمبالغ ضخمة وصلت إلى (19) مليار ريال من أجل المساهمة الفاعلة في توفير السكن الملائم واللائق للمواطن السعودي الكريم.

فمنذُ إنشاء الصندوق وبدء عمله بالإقراض قبل أربعين عاماً ونيف وحتى تاريخه، استفاد من خدماته ما يصل إلى (940) ألف مواطن، وساهم في إنشاء أكثر من مليون وحده سكنية انتشرت على كافة رقعة المملكة العربية السعودية، وتواجدت على أراضي ما يصل إلى (4279) مدينة ومحافظة ومركز.

صُرِفَ على هذه القروض ما يزيد على (260 مليار ريال)، ساهمت قروض الصندوق ومساكنه في توفير الرفاء والنماء للأسرة السعودية بشكل خاص، ولكافة النشاط الاقتصادي السعودي بشكل عام.

فمن منا لا يُقر بالأثر الكبير الذي أحدثه صندوق التنمية العقارية في كافة مناشط حياتنا، والارتقاء بمستوى ثقافتنا السكنية، وحياتنا المعيشية، ونمطنا المعماري، وفي تطور المدن والمحافظات والمراكز، وفي التنمية الحضرية بشكل عام، وبدعم الطبقة المتوسطة من المجتمع، وخفض الفقر، وتعزيز الوحدة الوطنية، ودعم الاستقرار السياسي، وبلاشكإن تقييم الآثار الاقتصادية والاجتماعية التراكمية التي أحدثها الصندوق في المجتمع السعودي تحتاج إلى دراسات وبحوث مستفيضة بهذا الشأن.

وبهذه المناسبة أتقدم بخالص الشكر والامتنان لمنتدى ومركز الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري، وأخص بالذكر رئيس مجلس الإدارة وهيئة المنتدى وكافة القائمين عليه والعاملين به على هذه المبادرة الجميلة، والاختيار الموفق لموضوع المنتدى لهذا العام لملامسته واقع الحال، وهم المجتمع، وتوجه الدولة حفظها الله لمعالجة هذا الظرف.

قبل الختام، وقبل التكريم .. لابد أن نستذكر شخصية عظيمة كان لها الفضل بعد الله بإنشاء هذا الجهاز الكبير (صندوق التنمية العقارية)، إنه الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله وطيب ثراه، الذي وقع بيده الكريم قرار مجلس الوزراء رقم (م/ 23)، وتاريخ 6/11/1394هـ الموافق 1/7/1974م بإنشاء صندوق التنمية العقارية.

ولا ننسى أن نستذكر ونترحم على الملك خالد بن عبدالعزيزرحمه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، الذين دعموا الصندوق بمليارات الريالات وساهموا في استمرارية نشاطه وفاعليته بالمجتمع.

وندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويديم عليه لباس الصحة والعافية، والذي أكد في أول كلمة له حفظه الله بعد توليه مقاليد الحكم أن تأمين المسكن المناسب لكل مواطن أولوية من أولوياته، وأحد أهم اهتماماته، وعلى ضوئه، وفي بدايات إشراقة حكمه الميمون صدر أهم قرارين في تاريخ الصندوق؛ الأول الموافقة على تحويل الصندوق إلى مؤسسة تمويلية قادرة على تقديم الأدوات المالية، وتقديم الحلول المبتكرة للتمويل، والتوسع في الشراكة مع القطاع الخاص، والثاني إقرار السياسات العامة للتمويل العقاري والذي سيكون للصندوق فيه دور رئيس ومهم.

وفي الختام، أجد أن من الوفاء أن استذكر أشخاص كان لهم دور مهم في الصندوق باستمرار انطلاقته، وتوسع نشاطه، ومنهم معالي الدكتور الشيخ/ صالح بن عبدالرحمن الحصين رحمه الله، وهو مُعِد نظام الصندوق الحالي، وأول رئيس مجلس إدارة، ومدير عام للصندوق، ونذكر آخرين تعاقبوا على إدارة الصندوق منهم؛ الأستاذ عبدالرحمن الوهيبي، والدكتور عبدالعزيز الدخيل، والأستاذ عبدالله البلهيد رحمه الله، والدكتور إبراهيم المنيف رحمه الله، والأساتذة أحمد العقيل، وحسن الجمل، ومحمد الحربي، وحسن العطاس، ومحمد العبداني، حفظهم الله جميعاً، وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي عهده الأمين، وحفظ الله وطننا العزيز وأدام أمنه واستقراره.

بعدها تم تكريم الصندوق ( كشخصية العام للمنتدى ) حيث تسلم المهندس يوسف الزغيبي الجائزة من رئيس مجلس إدارة المنتدى فيصل بن عبدالرحمن السديري وسط مباركة الحضور وتأكيدهم على أن الصندوق يستحقها بجدارة لجهوده وإسهاماته في مسيرة التنمية العمرانية بالمملكة . لتبدأ بعد ذلك جلسات ندوة المنتدى بعنوان ( الإسكان : الواقع والآفاق ) بمشاركة عدد من اصحاب المعالي والسعادة .

هذا و حضر حفل التكريم واستلام الجائزة من الصندوق كل من المهندس عبدالرحمن الفوزان نائب المدير العام والمهندس عبدالله الطريزاوي مساعد المدير العام للشئون الفنية والمهندس عبدالعزيز الحمد مدير مكتب الصندوق بالمجمعة والمهندس ماجد التوم عضو فريق التحول المؤسسي والأستاذ حمود العصيمي مدير عام إدارة العلاقات العامة والأستاذ صلاح الرشيدي مدير مكتب المدير العام .