لم يكن عام 2015م عادياً في سلطنة عُمان ، فقد شهد اليوم الأحد 25 أكتوبر عرسا ديمقراطياً وطنياً بامتياز ، وتحولت المدارس التي تضم مراكز انتخابات “مجلس الشورى” في دورته الجديدة ( 2015م – 2019م ) ، إلى خلية نحل تتحرك باتجاهات متعددة، بدءاً من استقبال الناخبين في مداخل المدارس، ومروراً بالساحات الداخلية لتوجيههم الى كيفية الادلاء بأصواتهم، وانتهاء بخروجهم من غرفة التصويت.
تجمهرت في الصباح الباكر لهذا اليوم أعداداً مهولة من المواطنين العُمانيين المقيدين بالسجل الانتخابي والمثبتين لبطاقاتهم في النظام الإلكتروني ، والذين مثلوا مختلف أطياف المجتمع من شيخة وشباب ونساء ورجال ، حتى ذوي الاحتياجات الخاصة كانوا حاضرين مع مرافقيهم لتقديم صوتهم لمن يرونه الأكفأ ضمن مرشحي أعضاء مجلس الشورى، وذلك وسط تفاعل إيجابي من قبل الجميع ممن أكدوا أن العملية الانتخابية تشهد تقدما ونموا واضحين، وسط حالة من نمو الوعي والايمان التام بتطبيق الحرية الانتخابية ، مما عكس صورة إيجابية رائعة عن مجلس الشورى الذي ينتج عن انتخابات نزيهة وشفافة.
ففي ولاية بركاء التابعة لمحافظة جنوب الباطنة تجولنا في بعض مراكز الانتخاب وزرنا مدرسة الرميس للبنات التي تضم 13 قاعة منها 7 للرجال و 6 للنساء ،حيث تم الفصل بين القاعات بشكل منظم غاية في الدقة و خصصت مداخل ومخارج منفصلة للنساء والرجال ، معززة بإجراءات إدارية وتنظيمية وأمنية بهدف الوصول بالانتخابات إلى مستويات عالية في التنظيم والتبسيط .
كما ألقينا الضوء على مجريات العملية الانتخابية في مدرسة البلة للتعليم الأساسي والتي تضم7 قاعات للرجال و6 أخرى للنساء، حيث تم وضع لوحات ارشادية في مداخل وممرات المدرسة ، تعرًف الناخبين بموقع الانتخابات ليصلوا اليه بكل سهولة ويسر ، وجرى العمل على قدم وساق في جميع أركان المدرسة التي شهدت إقبالاً كثيفا من قبل الناخبين على صناديق الاقتراع، وذلك للمشاركة في هذا العرس الوطني الديمقراطي ، وسط حالة من الوعي التام بامتلاكهم حق الحرية السياسية ، وذلك بفضل الجهود المبذولة من وزارتي الداخلية والاعلام ، فقد هيأت وسخرت وزارة الداخلية ممثلة بمعالي الوزير السيد حمود بن فيصل البوسعيدي ، كافة الإمكانات التي من شأنها الاسهام في تحقيق النجاحات الفعلية لانتخابات مجلس الشورى في الفترة الثامنة ، مستفيدة من نجاحاتها الموفقة خلال الفترات الماضية ، كما تتناغم هذه الانجازات البراقة لوزارة الداخلية مع تنفيذ تلك الخطط وتوسيع نطاق نشرها وتعريفها لدى المواطن العُماني من خلال وزارة الاعلام ممثلة بمعالي الوزير الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني .
في جولتنا الميدانية على تلك المراكز الانتخابية لاحظنا أن أعداد النساء اللاتي حضرن للإدلاء بصوتهن لاختيار المرشح الذي يرونه الأكفأ والأنسب ليمثلهن في مجلس الشورى ، يفوق عدد الرجال في وقت يعتبر خارج وقت الذروة ، علماً أن هذا العدد الهائل من النساء ضم فئات عمرية مختلفة ، جميعهن يثقن أن صوتهن أمانة في أعناقهن ، مؤكدين أن المرأة لا تختلف عن الرجل في حق الانتخاب ، وعند سؤالهن عن عدد اللذين امتنعوا عن التصويت من ذويهم وأقاربهم أوضحن أن الوقت الحالي أصبح مختلفا عما سبق فكافة أفراد أسرهن ممن تنطبق عليهم شروط حق الانتخاب تقدموا الى مراكز الانتخاب وأدلوا بأصواتهم وحددوا من الذي يستحق أن يختاروه ممثلاً لهم في مجلس الشورى ، وذلك أن المواطن العُماني الآن بات أكثر وعياً بحجم المسؤولية التي تقع على عاتقه في حال امتنع عن التصويت ، كونه بذلك يفتح المجال لمن هم أقل كفاءة بتمثيله في مجلس الشورى.
بعد الانتهاء من زيارة مراكز الانتخاب في مدرستي الرميس والبلة توجهنا لمكتب سعادة الشيخ ماجد بن خليفة الحجري والي بركاء الذي استقبلنا بحفاوة وترحاب بالغين وأوضح أن اختيار مواقع المراكز الانتخابية جاءت لتراعي التوزيعية السكانية وجغرافية الولاية بحيث تم توزيع المراكز جغرافيا بما يسهل وصول الناخبين إليها إذ وصل عدد الناخبين في الولاية لأكثر من 24 ألف ناخب مقيَّدين بالسجل الانتخابي ، وذلك بزيادة ملحوظة عن السنوات الماضية ، موضحا أنَّ الناخبين يدلون بأصواتهم للاختيار بين سبعة عشر مرشحاً عن الولاية ، وأضاف سعادته بأنَّ مراكز التصويت الأربعة ضمت 45 قاعة رئيسية إضافة لقاعات احتياطية في كل المراكز ، توزعت في المدارس التالية :
مدرسة أسماء بنت النعمان وبها10 قاعات للرجال فقط ، ومدرسة دار الفكر وتحتوي على 9 قاعات للنساء فقط ، إضافة لمدرستي الرميس والبلة اللتين تحتويان على قاعات مشتركة للرجال والنساء بمداخل منفصلة .