أكد ماهر صالح جمال رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة أن موسمي الحج والعمرة في العام الجاري 1437هـ سيشكلان طوق نجاة لتعويض الخسائر التي منيت بها العديد من القطاعات في مكة المكرمة، على خلفية تخفيض نسب الحجاج بسبب أعمال التوسعة في المسجد الحرام والمنطقة المركزية.
وأشار جمال إلى أن فوائد مشروعات التوسعة العملاقة ستظهر على أرض الواقع، حيث سترتفع أعداد المعتمرين شهريا بنحو 1.250 مليون معتمر، وذلك بدءاً من شهر صفر الجاري، الأمر الذي سينعش السوق المحلية، من خلال توفير حزمة من فرص التوظيف لأبناء وبنات مكة المكرمة، وتشغيل قطاع الخدمات لخدمة المعتمرين، مما ينعكس إيجابا على الاقتصاد المحلي.
وأوضح أن زيادة عدد المعتمرين تختلف عن زيادة أعداد الحجاج بعد انتهاء أعمال التوسعة، فزيادة عدد الحجاج تخضع إلى جملة من الاعتبارات المترابطة، فتوسعة الحرم المكي لابد أن تواكبها توسعة في منطقة المشاعر المقدسة والطرق والخدمات حتى تكتمل المنظومة.
ولفت رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة إلى أهمية نظام المسار الإلكتروني ضمن المنظومة المتكاملة، لتسهيل إجراءات طلب التأشيرة ومجموعة الخدمات التي توفر خلال دقائق معدودة، مستشهدا بحديث الدكتور بندر حجار وزير الحج حول الخطط الطموحة لمضاعفة أعداد المعتمرين خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقدر عدد الأسرَة السكنية المخصصة لضيوف الرحمن في مكة المكرمة بنحو 2.208 سرير، موزعة على 691 فندقا، و90 شقة مفروشة، و200 ألف غرفة سكنية للمواسم، فضلا عن 9 آلاف وحدة سكنية مصرح لها بشكل رسمي، مبينا أن قطاع الإيواء كان الأكثر تضررا من قرار تخفيض عدد الحجاج، حيث سجل فائضا في الأسرة يزيد عن 700 ألف سرير سنويا خلال موسم الحج واكثر من مليون ونصف بموسم العمرة .
وأبان جمال بأن العمل الموسمي ينشط في موسمي الحج ورمضان، اللذان اعتبرهما تحديات تواجه مدينة مكة المكرمة، التي تستقبل الملايين في وقت محدد، مما يشكل ضغطا كبيرا على السلع والخدمات وعلى التجارة، وعلى الرغم من الفرص التي تتيحها للسكان إلا أنها تفرض عليهم مغادرة مساكنهم وأعمالهم للانخراط في الأعمال الموسمية، معربا عن أمله في أن تتوسع الأعمال بدءً من الموسم الجديد لتشكل توازنا ويتحول العمل من موسمي إلى مستمر وهو أحد اهم ادوات تطوير منظومة الخدمات.
وقال إن المشاريع الكبيرة في مكة تشمل من مشروع إعمار مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والطرق الدائرية والمحاور الاشعاعية والمراكز الحضرية، والنقل الترددي، فضلا عن المخطط الإقليمي ومخطط تطوير المشاعر المقدسة، ومشروع النقل العام الذي يشمل أربعة خطوط للمترو، ثم مشروع معالجة الاحياء العشوائية، فضلا عن المشروع الذي يشكل مستقبل مكة المكرمة وهو مشروع بوابة مكة على مساحة 80 مليون متر مربع، وهو النقلة الحضارية لمكة، وينفذ على مدى 20 إلى 25 سنة، وهو يحتكم إلى عناصر قوية جداً، كمجمع الدوائر الحكومية والمنتزه الوطني، ومركز الحوار، وجامعة الحديبية وغيرها.