شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الاستعراض العسكرى الذى أقامته القوات المسلحة المصرية بالكلية الحربية بمناسبة احتفالات مصر بالذكرى الثانية والأربعين لحرب أكتوبر المجيدة ، التى تعد أحد أهم انتصارات العروبة فى العصر الحديث ، والتى أعادت لأمتنا العربية هيبتها وحطمت أسطورة العدو الذى ظن أنه لا يقهر .
حضر الاحتفال الرئيس / التونسى الباجى قايد السبسي والمشير / حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق والمستشار / عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق والمهندس / شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور / أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك القرازة المرقصية وعدد من الوزراء والمحافظين وكبار قادة القوات المسلحة وكبار رجال الدولة وعدد من السفراء والملحقين العسكريين المعتمدين من الدول الشقيقة ، حيث بدأت مراسم الاحتفال بوصول الرئيس / عبد الفتاح السيسى لمقر الكلية الحربية بمصر الجديدة ، حيث كان فى استقباله الفريق أول / صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق / محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية ومدير الكلية الحربية ، وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطنى .
أعلام النصر :
بدأ مراسم الإحتفال بمرور تشكيل من طائرات الهليكوبتر فى مواجهة المنصة تحمل علم مصر وأعلام القوات المسلحة والأفرع الرئيسية التى خاضت وخططت لأشرف إنتصار للأمة العربية معلنة بدء العرض العسكرى .
وشاهد الرئيس / السيسى فيلماً تسجيلياً أعدته إدارة الشئون المعنوية تحت عنوان “جيش من شعب ” والذى قدم لمحة من لمحات الصمود والتحدى لجيش عريق وشعب أبى إتحدا معاً على مر العصور من أجل الحفاظ على بقاء الوطن والتغلب على الإنكسارات والعقبات وتحقيق الإتصارات جيلاً بعد جيل .
وفى سماء العرض وبمواجهة المنصة تقدم تشكيل جوى من الطائرات طراز جروب مشكلة بكل مهارة رقم 42 إحتفالاً بذكرى الإنتصار العظيم .
تكريم الشهيد :
شهدت فعاليات الإحتفال تقديم تحية إعتزاز وتقدير لأبناء مصر من الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودمائهم فى سبيل الدفاع عن الوطن أرضاً وشعباً على مر العصور ، حيث دخلت عربة مدفع تجرها الخيول تحمل جثماناً يمثل الجندى المجهول ، تلاها سيارة تحمل مجسماً للنصب التذكارى لشهداء القوات المسلحة ، وعدد من براعم المستقبل يحملون نماذج من صور الشهداء ، حيث عزفت الموسيقات العسكرية سلام الشهيد وإطلاق الدخان الأخضر والحمام من أسطح المبانى ، وقدم كورال الأطفال أغنيتين لتحية الشهداء والمصابين لما قدموه من بطولات وتضحيات فداء لمصر وشعبها العظيم .
عرض معدات منظومات التسليح المتقدمة :
أعقبه مرور لنمازج من أحدث منطومات القتال والأسلحة والمعدات العالمية والمحلية الصنع التى زودت بها الأفرع الرئيسية والتشكيلات والوحدات ، كذلك نماذج من الأنظمة المتقادمة التى تم تحديثها بعقول وسواعد أبناء القوات المسلحة فى مختلف تخصصات المشاة والمدرعات والمدفعية والإشارة والحرب الكيميائية والحرب الإلكترونية والهيئة الهندسية والمركبات والإمداد والتموين وحرس الحدود والقوات البحرية وقوات الدفاع الجوى .
وظهر فى ساحة العرض أحدث ناقلات الجند ومركبات القتال المدرعة من طراز “إم 113 ” و “واى بى ار” والتى تعمل مع وحدات المشاة الميكانيكى المجهزة بأجهزة الرؤية الليلية والهاون والمدافع والقواذف الصاروخية من طراز “تو” ، كذلك الدبابة “إم 1 أ 1” التى تعد من الأحدث فى العالم لما تتسم به من خفة الحركة والمناورة العالية ونظم التسليح وإدارة النيران ، كذلك الدبابة “إم 60 أ3” ودبابة النجدة الثقيلة “إم 88 أ2 ” ذات القدرة العالية على تنفيذ أعمال النجدة والإخلاء للمعدات ذات الجنزير .
أعقبها مرور لمنظومات المدفعية من الأنظمة الصاروخية المضادة للدبابات ” التو ” ومراكز الملاحظة الخاصة بالمدفعية والمحملة على مركبات القتال ، كذلك القاذف الصاروخى ذاتى الحركة متعدد الإطلاق ” ميلرز ” ، و” الهاوتزر 155 مم ” ذاتى الحركة و” الهاوتزر 122 مم ” ذاتى الحركة .
أعقبه نماذج لأحدث الأجهزة والمعدات الإشارية الموجودة بالقوات المسلحة والمستخدمة فى تحقيق الإتصالات المؤمنة وشبكة التليفون المحمول العسكرية ، كذلك معدات الحرب الكيميائية من منظومات إنتاج الدخان الحديثة ، وأنظمة التطهير للأسلحة والمعدات والأراضى المطور ، ومعامل الكشف والتحليل الكيميائى والإشعاعى والبيولوجى الميدانية ،والتى تواكب أحدث نظم التحاليل الكيميائية العالمية ، كذلك منظومات الإعاقة والحرب الإلكترونية.
وعرض متحرك لأجهزة ومعدات قتال المهندسين العسكريين شملت نظام ” فاتح 3 ” الصاروخى لفتح الثغرات ، ومعدات تطهير الأرض من الألغام من طراز ” ارم تراك ” ، والجرافات المستخدمة فى أعمال التجهيز الهندسى ، ومعدات تمهيد وتسوية الطرق والمدقات ، وآلات فرش الخرسانة والأسفلت والتى إشتركت فى أعمال حفر قناة السويس الجديدة وتنفيذ شبكات الطرق الإستراتيجية التى تنفذها الهيئة الهندسية لخدمة القطاعين العسكرى والمدنى .
كذلك مجموعة من مقطورات نقل الدبابات ، ومركبات نقل الجنود المدرعة طرازات ” تمساح ” و “بانتسيرا ” و ” نمر ” و ” شيربا ” ومركبة نقل المقاتلين المدرعة التى تحقق الحماية من قذائف “الار بى جى” ، والمجهزة بشاشة عرض وتكيف .
كذلك أحدث معدات الإمداد والتموين فى مجال نقل وتحميل الحاويات والإحتياجات ، ومنظومات مد خطوط الأنابيب وناقلات الوقود ، ومعدات التعيينات وخطوط إنتاج الخبز ، وأنظمة التأمين الطبى والبيطرى ، وعربات وأذرع الإطفاء والإنقاذ بأطوال تصل إلى 104 متر .
ومرور لأحدث منظومات تأمين حدود الدولة ضد أعمال التسلل والتهريب بإستخدام أحدث الأسلحة والمعدات والرادارات ومنظومات المراقبة البرية والساحلية وعربات الكشف عن المفرقعات والمخدرات وكذلك لانشات المرور الساحلية المصنعة محلياً .
وشهد العرض مرور نماذج من الأنظمة الصاروخية التي يتم إطلاقها من الغواصات والوحدات البحرية ، كذلك الألغام والطوربيدات ، والنشات السريعة متعددة المهام التى تستخدم مع جماعات الوحدات الخاصة البحرية .
كذلك أنظمة ومعدات الدفاع الجوى المتعددة الموجودة بالقوات المسلحة والتى تساير تكنولوجيا العصر لتأمين المجال الجوى المصرى منها القاذف “بوك” القادر على الإكتشاف والإشتباك مع جميع أنواع الأهداف الجوية ، والقاذف “تور إم” القادر على الإشتباك مع الأهداف الجوية المنخفضة والمنخفضة جداً ، كذلك المعدة “الشيلكا” المطورة ، وقاذف إطلاق “بتشورا” المطور ، وأحدث الأنظمة الرادارية القادرة على الكشف عن الطائرات وعدم التأثر بأعمال الإعاقة والشوشرة المعادية .
عرض الوحدات الخاصة من الصاعقة والمظلات …
وإستعرضت عناصر الصاعقة مهاراتهم فى أداء عدد من التمارين الرياضية شديدة الصعوبة وضع التعلق الجوى بالطائرات ، والسباحة الجوية بإستخدام الوايرات النزول والصعود من وإلى الإرتفاعات المختلفة أظهرت مدى الجرأة والإحترافية والكفاءة البدنية العالية التى تؤهلهم لتنفيذ كافة المهام القتالية ذات الطبيعة الخاصة ، وقامت مجموعات من الصاعقة بتنفيذ الإقتحام الراسى لعدد من المنشأت على جانبى ساحة العرض .
ومن أجناب ومنتصف ساحة العرض دخلت مجموعات من معهد ضباط الصف المعلمين لإستعراض مهاراتهم البدنية والعضلية فى فنون الإشتباك والدفاع عن النفس والقتال المتلاحم بإستخدام السلاح وبدونه والمهارات الخاصة الكاراتية والكونغو فو ، ومهارات الإشتباك الحر والسيطرة على العناصر الإرهابية المعادية والتعامل مع أكثر من خصم فى وقت واحد وعبور الموانع متدرجة الصعوبة والإرتفاع ، كما قامت المجموعات القتالية بتنفيذ عدد من التمرينات الرياضية بالغة الصعوبة والقفز من المركبات وإجتياز الموانع المتحركة ، أظهر مدى ما يتمتعون به من قوة بدنية ومهارة عالية تؤهلهم لتنفيذ أصعب المهام تحت مختلف الظروف .
وظهر فى سماء العرض مقاتلوا المظلات الذين قاموا بالقفز الحر من إرتفاع 10 آلاف قدم وتنفيذ تشكيل لماسة المظلات ، وإستعرضوا مهاراتهم فى السباحة الجوية وعمل التشابكات المتنوعة إتسمت البراعة والدقة فى الإقتراب والوصول لمناطق الإسقاط المحددة داخل وخارج أرض الطابور بدقة وكفاءة عالية .
وإحتضنت سماء مصر أعلام الدول العربية الشقيقة التى ساندت ودعمت مصر خلال حرب أكتوبر المجيدة ، والتى توالت فى الهبوط داخل ساحة العرض وسط تحية وحفاوة الضيوف الحاضرين للإحتفال ، شملت أعلام دول الأردن و الإمارات وتونس والجزائر والسعودية والسودان وسوريا والعراق والكويت و ليبيا والمغرب وإنتهاءا بعلم مصر العروبة .
عرض الموسيقات العسكرية :
كما قدمت الموسيقات العسكرية عرضاً فنياً وموسيقياً لمجموعة من المعزوفات الموسيقية والأغانى القومية والوطنية التى جسدت ملامح من نضال الأمة العربية من جيل إلى جيل ، من بينها أنشودات ” عظيمة يا مصر ” و” الله أكبر فوق كيد المعتدى ” ، و” لبيك يا علم العروبة ” و”أعظم جيوش ” و” الله يا بلدنا ” و” بإسمك يا بلدى ” كما أنشد كورال الأطفال أغنية بعنوان ” تعظيم سلام للمخلصين “.
العروض الجوية :
كما شارك نسور القوات الجوية الذين إتخذوا من العلا سبيلاً لمجد مصر وعزتها وكرامتها ، والذين فتحوا طريق العبور العظيم بتنظيم وتنفيذ عملية جوية محكمة شاركت فيها 220 طائرة ، وخاضوا أكبر معركة جوية فى سماء المنصورة .
حيث قدموا عرضاً جوياً كبيراً تضمن مرور لتشكيل من طائرات إكتشاف ومكافحة الغواصات طراز “إس إتش تو جى” ، والإسعاف الطائر طراز ” الأوجستا ” والهليكوبتر المسلح ” الجازيل ” المضادة للدروع والتى تشارك فى تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس ، و” المى 17 ” التى تمارس مهام مكافحة الإرهاب والإستطلاع والمراقبة الأمنية والمجهزة للخدمة العامة والإخلاء الطبى وأعمال البحث والإنقاذ ، كذلك أحدث الهليكوبترات الهجومية من طراز ” الأباتشى ” والتى تتميز بقوة نيرانية كبيرة ضد الأهداف المختلفة .
كما إستعرضت القوات الجوية قدرتها على الحصول على المعلومات و نقل مسرح العمليات فى الإتجاهات الإستراتيجية المختلفة وتنفيذ العديد من المهام القتالية المختلفة لحماية ركائز الأمن القومى المصرى على كافة الإتجاهات ، وظهر فى سماء العرض تشكيل مختلط من طائرات الإستطلاع الجوى منها طائرات الإنذار المبكر” إى تو سى ” وطائرات ” البيتش كرافت ” ، وتشكيلات من طائرات النقل الخفيف طراز الأنتينوف والبافلو ، وطائرات النقل المتوسط من طراز الكاسا وطائرات النقل الإستراتيجى من طراز ” سي 130 ”
ومرور تشيلات من طائرات ” الميج 21 ” التى شاركت فى حرب أكتوبر ولا تزال تحتفظ بكافائتها وقدرتها على تنفيذ المهام ، وطائرات ” الميراج 5 ” و ” الالفاجيت ” وطائرات القتال من طراز ” ميراج 200 ” .
كما شهد الحفل مرور تشكيل من المقاتلات متعددة المهام من طراز ” إف 16 ” من مختلف الأجيال والطرازات والتى نفذت الضربة الجوية ضد العناصر الإرهابية على الإتجاه الإستراتيجى الغربى ، ومشاركة أحدث المنظومات القتالية التى زودت بها القوات الجوية من مقاتلات الجيل الرابع المتقدم من الطائرات الرفال التى تعد بمثابة إضافة قوية لقدرات قواتنا الجوية بما تملكه من خصائص فنية وأنظمة قتالية ونيرانية عالية ، وقدم فريق الألعاب الجوية أحد المناورات الجوية الصعبة ” الزهرة المتفتحة ” التى خطفت أبصار الحاضرين فى أروع ختام للعرض الجوى .
طابور العرض العسكرى :
وعلى مارش نشيد الجيش دخلت مجموعات العرض العسكرى يتقدمهم حملة الأعلام ، والذى شاركت فيه مجموعات تمثل عناصر من الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والجيوش الميدانية والمناطق العسكرية ، ومجموعة من قوات التدخل السريع التى تعد أحدث قوات تم إنشائها وتسليحها لقواتنا المسلحة ومجموعات الكليات والمعاهد العسكرية و كلية الشرطة .
وفي نهاية الحفل عزفت الموسيقات السلام الوطنى .