لا شك أن كسب ثقة الجمهور لأي وسيلة إعلامية معينة،وتحقيق السبق في ذلك يتطلب عدة معايير يجب توافرها وهي من أبسط القيم المهنية في التحرير الصحفي.
ولعل من أبسطها تحري الدقة فيما ينقل من خبر والإنصاف في ذلك بأن لا يهمل الطرف الاَخر،والإنصاف في حماية الجمهور والمتابعين من أي تداعيات سلبية غير موضوعية تترتب على إعداد المادة ونشرها أو بثها على أن يكون ذلك في إطار لا يمس نزاهة المادة ودقتها ولا يحرم الجمهور من حقه في الإطلاع على التفصيلات اللازمة.
فإن حدث عكس ذلك فقد اندثرت الأمانة في العمل الإعلامي؛ وكذلك الحيادية في المواضيع أو التقارير التي تطرح باتخاذ مسافة واحدة من وجهات النظر المختلفة،وعدم الإنحياز قدر الإمكان لرأي على رأي اَخر،بمعنى أن تكون الوسيلة الإعلامية الجماهيرية بمثابة قناة لمختلف الآراء والتوجهات،واحترامها،ولعل ما حدث بالأمس في برنامج إم بي سي في اسبوع يخالف كل ما ذكرته آنفاً.
حيث تم تقديم ذلك التقرير عن قضية خطف جنائية بطريقة ساذجة،حدثت في يوم عرفة من هذا الشهر،لأحد أفراد الأسر من ذوي الإحتياجات الخاصة،باتت قضية رأي عام للمجتمع الخليجي ولوزارة الداخلية التي تبحث عن بواعث وتجميع خيوط تلك القضية والخلايا المرتبطة بهذا العمل الجبان إلى هذه اللحظة،وما زالت هوية الخاطفين طي الكتمان من قبل السلطات الأمنية ولم يتم أي تصريح رسمي في هذا الشأن،مما يثير الكثير من التساؤلات حول هذه العملية،ومع ذلك لم يتمكن فريق العمل في إم بي سي ومعدي ذلك البرنامج من استقاء المعلومات من مصادرها الحقيقية كالجهات الرسمية مثل الإمارة ومراكز الشرط،أو حتى المخطوف أو ذويه.
حيث استغرب العديد من الجمهور هذا التقرير المنافي للحقيقة من إم بي سي والتي عودتنا على التحقيق المباشر واللقاء مع كافة الأطراف،ووضع الحدث للمشاهد بصورة واضحة لا غامضة،ومما زاد الأمر سوءاً هو عدم احترام الحياة الخاصة للمواطن المخطوف والذي ظهر بصورة مهينة وكأنه تحت وطأة عصابة مافيا محلية أو أشبه بتنظيم الدواعش وعباراتهم.
حيث لم يتم حضر الصوت على الأقل تجنباً لإثارة النعرات القبلية،وتصويره بأنه العريس والحقيقة غير ذلك،حيث لم يراعي ذلك التقرير المشاعر الإنسانية لذلك المخطوف ولا حتى أخذ موافقته وذويه بالنشر،مما يتنافى وأخلاقيات العمل الإعلامي.
إن القضايا العادلة لا تتطلب انحيازاً،بل إن الإنحياز المفرط لها قد يفقدها صدقيتها،فضلاً عن فقدان من يدافع عنها صفة الحياد،التي هي أهم أسلحة الدفاع عن أي قضية.
حيث تم التورط في هذا التقرير لصالح جهة واحدة، وهو يعد خطاً فاصلاً بين تقديم المعلومة المجردة وبين التحريض والحض على توجه سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو ديني معين،إم بي سي لا زالت مطالبة بكشف ملابسات الحادثة من جديد،والاطلاع على فحوى القضية،ولا يكفي الاعتذار الخجول والمبهم من مقدمها الغفيلي من دون الإكتراث بتبعاتها، والذي أدلى به في هذا اليوم.
فأتمنى أن لا تنتقل العدوى الباطنية في برامج ال إم بي سي، بتزييف الحقائق وتصبح فاقدة المصداقية في المجتمعات الخليجية والعربية وتخسر جمهورها، لأسباب ذات علاقة بمحسوبيات أشخاص،لا تخالف أهوائها.
فاصلة: قال تعالى (يا أيها الذين ءامنو إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا).
إم بي سي والعدوى الجديدة



بشير الرشيدي
- 04/10/2015
- 5477
شاركها
-
الحياة ليست لعباً ولا عبثاً !!منذ ساعتين
-
زاهر الشهري
أحسنت أخي الكريم اللهم آمنا في دورنا وأصلح أءمتنا وولاة أمور...
-
سمّاح الرشيدي
كلنا أمل في مقام وزارة النقل أن تعطي هذا الطريق حقه من التطو...
-
عايد الرشيدي
بارك الله في جهودكم اخوي بشير نعم وبشدة ياليت ينظرون لوضع ال...
-
Mmm
ونعممم فيهم وعرفنا الملازم ماضي بحكم العمل ونعم القايد والاخ...
أخبار المجتمع
-
زواج محمد آل عبيد في رنيةمنذ 4 أيام
-
” آل مفلح ” يحتفلون بزواج ابنائهممنذ أسبوع واحد
16 تعليقات
كفوو ووالله ياالأعلامي الرحم الله والدينك.
اشكر اخي عبدالله علئ المقال الصحيح والله ينصر كل ظالم
قصدي كل مظلوم*
قمة في الطرح نحتاج الكثر مثل هذا القلم ……
قصدي كل مظلووم*
اشكر الاعلامي الاستاذ عبدالله علي هذا المقال الصريح.ونطالب من الجهات المعنيه ردع هذه القناه التي تثير العنصريه وتنشر صور المجني عليه دون اخذ موافقته .
نحتاج لمثل هذا المقال المنصف ولكن اﻻمر واﻻدهى ان القناه نسيت انها اسات بماقدمة صورة الوطن واﻻمن به.
الشكر موجه للاستاذ عبدالله محمد ع جهوده ودقه وصفه في المقال
وواصل ي مبدع
ليلعم الناس ان ام بي سي معاديه للاسلام والمسلمين
كفيت ووفيت أخي عبدالله
نطالب وزارة الإعلام بمحاسبة قناة ام بي سي لانها اسأة لأمن الوطن وصورت الوضع أشبه بالمليشيات وهذا يتضح بتصوير المجني عليه وإطلاق الأشعار العنصرية المقيتة..
نشكرك على المقال الرائع وفعلا قناة ام بي سي ذكرت معلومات مغلوطه وكأنها تصب الزيت على النار لاندري مالهدف من تلفيق الكذب لصالح جهه معينه هل هو لحفظ ماء الوجه ام ماذا نرجوا الاعتذار قبل فوات الاون
لا فض فوك يا صاحب القلم البارع عندما كممت الأفواه والاقلام كنت انت من لا يخاف بالحق لومة لائم
شكرا شكرا مليون
كلام واقعي يدل على الثقة وخطا القناه
?
(هل النظام السعودي يحمي مواطنيه)
?????????
إن من شاهد ما قامت به قناة ام بي سي في برنامجها الاسبوعي -ام بي سي في اسبوع- يشاهد بوضوح تام قمة الانحطاط والانحدار اللأخلاقي الذي وصلت اليه هذه القناه الاعلاميه التي جُبلت على هدم الأخلاق والقيم الأسلاميه الساميه منذ ظهورها وأقسم على ذلك كهنتها ، و الأخطر والأدهى ما وصلت اليه ليوم الجمعه الماضيه وهو قمة العبثيه واللامهنيه وقمة القمم في انحدار هذه القناه و من يقوم عليها وذلك ببثها مقطع يثير الفتنه بين شرائح المجتمع السعودي دون خجل ودون اي شعور بأي ذنب ومسئوليه تجاه ذلك، وإن من يدقق في طريقة طرح هذا الخبر يرى بوضوح أنها مؤامره قذره مدفوعة الثمن من شخص ما لأحد موظفي القناه ليبث الخبر لكي يسئ لمشاعر قبيله و الأخطر كي يبث الفتنه داخل المجتمع السعودي والذي للأسف قد نجح الاعلام ببثها بكفاءه عاليه، ومن اهم وسائله تلك القنوات الهابطه والهادفه لهدم القيم الاسلاميه والانسانيه في مجتمع هو احوج مايكون اليها، وأخطر من هذا كله؟! أين دور النظام السعودي من الظلم الجائر الذي تتعرض له شريحه واسعه من شعبه؟! وإذا ما رجعنا للنقطة البدايه وعنوان المقاله هل فعلاً هناك نظام يحمي مواطنيه؟!
اشكر الاعلامي عبدالله على طرح هذا الموضوع والذي يبين فيه حقائق قناة ام بي سي الهابطه والملفقه