التقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير ، في ضيافة الإمارة بحي السد بأبها الليلة الماضية، أصحاب الفضيلة والقضاة ومديري الإدارات الحكومية، في جلسة سموه الأسبوعية المعتادة.
وفي بداية اللقاء ألقى مدير عام التعليم بمنطقة عسير جلوي بن محمد آل كركمان كلمة استعرض خلالها جهود المنطقة التعليمية التي تحظى بدعم ومساندة من سمو أمير منطقة عسير, وجهود الإدارة في استقبال العام الدراسي الحالي والتحديات التي تواجه التعليم, مشيراً إلى أنه يدرس في مدارس المنطقة أكثر من 420 ألف طالب وطالبة, في 2500 مدرسة, ويعمل بها أكثر من 70 ألف شخص مابين رجل وامرأة في كافة المستويات, لتقديم الخدمات والمساندة والدعم للطلاب والطالبات في مدارس المنطقة, حيث يجري هذا العام إنشاء 129 مبنى مدرسياً بتكلفة تتجاوز 900 مليون ريال, إضافة إلى الكثير من أعمال التأهيل والترميم في كافة مدارس المنطقة التعليمية, وتبلغ إجمالي التكاليف للباب الثالث والرابع لهذا العام أكثر من مليار ريال, بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها حكومتنا الرشيدة لدعم ومساندة أبنائنا الطلاب والطالبات في كافة المجالات وخاصة الطلاب الأكثر حاجة, حيث تم إنفاق أكثر من 500 مليون ريال من هذا العام المالي, لدعم الطلاب والطالبات سواء فيما يتعلق بالنقل المدرسي أو المكافئات التي تقدم للطلاب.
وأكد مدير تعليم عسير أنه تم قبول أكثر من 30 ألف طالب وطالبة في الصف الأول الابتدائي بتعليم المنطقة, وتوزيع أكثر من 4 آلاف مقرراً مدرسياً, وإحداث أكثر من 40 روضة أطفال ليصل عدد رياض الأطفال في المنطقة أكثر من 350 روضة أطفال, كما تم تقديم الدعم للمعلمين والمعلمات في كثير من الجوانب التي يحتاجون الدعم فيها, من حيث تشكيل مجالس للمعلمين والمعلمات تمثّلهم, يشاركون من خلالها في كثير من القرارات التي تصنع على مستوى المنطقة التعليمية, ويسهمون في تعزيز القرارات التي تبنى في الجهاز المركزي, لافتاً إلى أنه تم تعيين 921 معلم ومعلمة هذا العام في مدارس المنطقة, ونقل أكثر من 6500 معلم ومعلمة داخليا وخارجياً, كما امتد الدعم ليشمل القيادات المدرسية, حيث تم ولأول مرة على مستوى المملكة إنشاء مجلس لمديري ومديرات المدارس على مستوى المنطقة عن طريق الانتخاب المفتوح بين القيادات التربوية في المنطقة, لاختيار من يمثلهم في كثير من القرارات التي تحقق تطلعاتهم وما يضمن نجاح الرسالة التي يقومون بها.
وبين آل كركمان أن إدارة تعليم عسير لديها الكثير من البرامج التي تدعم القيادات التربوية من خلال مشروع اكتشاف القيادات التربوية, حيث يتم تمكين كل شخص في المدرسة بأن يكون هدفاً للدعم والتعزيز ليصبح قيادة مستقبلية تقود المدرسة, كما تم الاستثمار بشكل كبير التدريب للقيادات التربوية والمعلمين والمعلمات, حيث يوجد في منطقة عسير أكثر من 13 مركزاً للتدريب التربوي, يتم من خلاله تقديم الخدمات لكافة منسوبي المنطقة التعليمية في كثير من البرامج التي تدعم وتعزز الأداء, لإحداث التحول المرغوب والتطلعات التي يسعى الجميع إلى تحقيقها, كذلك تم هذا العام تطوير 30 مبنى مدرسياً لتضاف إلى المباني المدرسية المطورة القائمة, حيث أصبح عدد المدارس التي تم تطويرها في المنطقة التعليمية أكثر من 90 مبنى مدرسياً, مشيراً إلى أن الإدارة تسعى لاستكمال باقي المدارس, بحيث تصبح بيئات جاذبة تسهم في مساعدة الطلاب على الرغبة في التعلم وتحقق الرقي في التعليم في مكان آمن ومعزز للتعلم, إلى جانب الانتهاء من زراعة 86 ملعباً رياضياً داخل المدارس, وإنشاء 34 صالة رياضية مجهزة بكافة التجهيزات.
وأضاف أن التعليم في هذه المنطقة يواجه تحدياً كبيراً فيما يتعلق بمدارس الشريط الحدودي, حيث كان لها وضع خاص في عدم التحاق الطلاب بها وتقديم الدعم والمساندة لكافة طلاب وطالبات في هذه المدارس, لافتاً إلى أن الإدارة تشرفت وحظيت بتدشين سمو الأمير فيصل بن خالد للمدرسة الافتراضية مؤخراً, وهي أول مدرسة على مستوى المملكة العربية السعودية, ويدرس بها أكثر من 1360 طالبة في منازلهم, يتم تقديم الدروس ويشاركون مشاركة فاعلة مع معلميهم ومعلماتهم, وحل واجباتهم المدرسية وأداء اختباراتهم, ويعمل بها أكثر من 25 معلم ومعلمة, كما تم التقدّم إلى هذه المدرسة عدد من الطلاب والطالبات من خارج المملكة من الأسر سعودية.
ولفت آل كركمان أن تم دعم أبناء الشهداء والمرابطين في كثير من البرامج التربوية ولدى إدارة التعليم بالمنطقة, من خلال تقديم كافة وسائل الدعم والمساندة لهم داخل المدارس ليشعروا بعدم فقدهم لذويهم, كما أن إدارة التعليم بعسير حظيت بعدد من الجوائز على المستويات العالمية والمحلية والإقليمية.
وقال مدير تعليم عسير ” أن التعليم بالمنطقة يواجه العديد من التحديات التي تشكل حجر الزاوية في مؤسساتنا التربوية ولا يقتصر العمل فيها على التعليم وحده, من خلال تنشئة الطالب والطالبة والعمل الجماعي والمشترك, وتعزيز قيم الدين الفاضلة في نفوس الناشئة ومساعدة الأبناء على الوسطية في الدين, من خلال الشراكة مع كافة أفراد المجتمع وخاصة الأسرة, وتعزيز دور الأسرة في مراقبة أبنائهم حتى لا يقعوا فريسة في أحضان الفئات الضالة والتطرف والعنف, إلى جانب تنشيط وتفعيل الحوار الطلابي, حيث تم إنشاء مجلساً طلابياً في كل مدارس المنطقة للمشاركة في العديد من القرارات التي تتخذ على مستوى المدرسة, وتثقيف الطلاب والطالبات بآثار التطرف, وتدريب القيادات التربوية وتقديم البرامج لهم لزيادة فعاليات دورها في تعزيز الوسطية في نفوس الطلاب, ونشر فقه التيسير والتسامح, بالإضافة إلى إيجاد برامج تربوية لحماية الأبناء من الغزو الفكري مع التأكيد على دور التوجيه والإرشاد في هذا الجانب, إضافة إلى تعزيز الانتماء والولاء للوطن, والانتقال من التعليم إلى التعلم من حيث المكان والوقت والشكل, ومنح الأبناء المزيد من الأمل في المستقبل.
وفي ختام كلمته سأل الله العلي القدير أن يحفظ على هذه البلاد أمنها وأمانها ورغد عيشها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهد الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله -.
عقب ذلك تناول الجميع طعام العشاء على مائدة سموه.