تزدحم مقاهي ومطاعم ومولات مدينة جدة خلال الفترة الصباحية بطالبات الجامعة، مما حول المقاهي والمولات ملاذاً للطالبات أثناء الفترة الصباحية للتنفيس والتسلية والترفيه، خاصة أن أغلب الجامعات تفتقد لوسائل الترفيه والراحة كالكافتريات المنظمة وأماكن لجلوس الطالبات.
كان هناك حوار مع عدد من الطالبات ليبدين آرائهن حول هذه الظاهرة، فتقول الطالبة ذكرى دهان أن هذه الظاهرة تعتبر مشكلة ولابد من إيجاد حلول جذرية لها نبحث عن أسبابها عن طريق استطلاعات الرأي للطالبات وليس فقط بالحلول المؤقتة التي تسكن المشكلة لا تعالجها، وترى أن أهم أسبابه الكبت والضغوط النفسية التي تواجهها الطالبة من قبل الجامعة أو الأسرة مثل عدم وجود تواصل بين الأم وبناتها وعدم الاحتواء والإشباع العاطفي والتوعية وترى أن الطالبات قد يتعرضن للمعاكسات والتحرش، وغيرها من الأمور التي لا تحمد عقباها.
وتخالفها الرأي الطالبة بيان عدنان فتقول: كـطالبة درست في جامعة الملك عبدالعزيز لأكثر من أربع سنوات وجدت الكثير من الطالبات يقضين أوقات فراغهن مع صديقاتهن بل يتفرغن لأجل الخروج سويا مع الصديقات ليعشن أوقات مسلية ممتعة.
وتضيف: لنأخذ الموضوع من وجهة نظر مؤيد ومعارض، فالتأييد وجود طاقات كامنة لدى الطالبات لم توفر الجامعة متنفس لها حتى في أبسط الأمور من أماكن مخصصة للطعام ولقضاء أوقات الفراغ وللمرح واللعب، فبالتالي تلجأ الطالبات للتنفيس في الأماكن العامة والأسواق أو بمنزل أحد الصديقات، أما من وجهة نظري المعارضة فهناك أخطار تتعرض لها الطالبة أثناء خروجها من الجامعة من مضايقات الشباب أو أصحاب المحلات أو رجال الأمن فأناشد الجامعة بأن توفر لطالباتها مكاناً يجدن به العلم والراحة والترفيه.
فيما كان لعلم الاجتماع رأي في ذلك حيث قالت الدكتورة سعاد بن عفيف الأستاذ في علم الاجتماع أنه يتوقف على معرفة الأهل أو عدمها وذلك اعتماداً على الثقة المتبادلة بين الطالبة وأهلها، ونعتت هذه الظاهرة «بالتسرب» من الجامعة، ومن المفترض أن تكون الطالبة بالمرحلة الجامعية على وعي تام.
وأضافت: لا أطلق على الظاهرة أنها سلبية تماما فذلك على حسب مرات خروجهن بالأسبوع واستغلالهن للمفيد فبعض الطالبات يستغللن أوقاتهن في شيء مفيد كالتسوق وغيره، والبعض الآخر قد يعرضن أنفسهن للمخاطر، فهنا لابد من توجيههن بعدم لفت الأنظار بالتزين الكامل ووضع مستحضرات التجميل، وبالتالي تشويههن لسمعة طالبات الجامعة.
وتابعت قولها أنه لابد من متابعة من الجامعة وأخذ الحضور والغياب ومتابعة مستوى الطالبة وتحصيلها الدراسي، ووضع الجامعة بدائل للطالبات تغنينهن عن الخروج ولابد من تقوية العلاقة بين الطالبات والأهالي وتدعيم الثقة.