في بادرة طيبة قام إمام مسجد الحمصي في منطقة ماركا الشمالية فضيلة الشيخ محمد حكمت الزعبي “أبو صهيب” بتكريم الطفلين أصيل وإيلاف بسام العريان لمداومتهما على أداء الصلوات الخمس جماعة في المسجد وصلاة الفجر خاصة ، وذلك على مدار السنة بشكل يومي وفي كل الفصول ، منذ كان عمرهما أربعة أعوام وخاصة في شهر رمضان المبارك .
حيث يصحبهما والدهما الزميل بسام العريان لأداء صلاة الفجر بشكل يومي في المسجد حتى بات يعرفهما الكبير والصغير من المصلين وباتوا من أصحاب الصف الأول ، فيستقبلهم المصلون بل وينتظرونهما ويفتقدونهما في حال تأخروا حتى في أيام الثلج والمطر ، ومنهم من يحضّر لهم الحلوى في كل صلاة فجر ليهديهما إياها عقب أداء الصلاة إكراما لما يقومان به من مشقة الاستيقاظ منذ ساعات الفجر الأولى ليحضروا مع والدهم ويصلوا صلاة الفجر بالمسجد ويبقوا ليقرأوا القرآن حتى طلوع الشمس ومن ثم يؤدوا ركعتي الشروق ويغادروا الى منزلهم بل وفي بعض الأحيان يغلبهم النعاس فيناموا وهم يقرأون القرآن إلا أنهم يبقوا حتى تشرق الشمس كي لا يضيع عليهم أجر هذه الصلاة العظيمة في ثوابها .
وقد تم تكريمهما وتكريم والديهما مع بدء تكبيرات العيد بعد صلاة فجر أول أيام عيد الفطر المبارك وسط حشد من حضور المصلين الذين قدموا لهما الهدايا والعيديات ، وباركوا لوالدهما على حسن التربية وعلى التكريم الجميل الذي حظي به طفليه وذلك للدور الكبير الذي يقوم به لمساعدتهما على المداومة لأداء الصلوات الخمس في جماعة بالمسجد وخاصة صلاتي الفجر والعشاء ، بل وحتى أحفاده أيضا الأطفال الصغار الذين لم يصلوا لسن التكليف والبلوغ بعد يصحبهم معظم الأوقات معه وتحديداً في صلاة الجمعة ويكونوا ملتصقين به يقلدوا كل حركة يقوم بها ويصلوا مثلما يصلي ويجلسوا بجواره في المسجد .
ولهذا تم تكريمه مع أولاده كونه يعتبر من المصلين الصالحين الغيورين على دينهم الحريصين على تعويد أبنائهم وأحفادهم وأبناء جيرانهم وأصدقائهم على المحافظة على الصلاة منذ صغرهم حتى ينشؤوا ويكبروا على طاعة الله.
وذكر الإمام أن من أحد الأسباب التي دفعتهم لتكريم الطفلين أصيل وإيلاف هو أنهما من أأدب الأطفال بالمسجد إذ يلزمون جوار والدهما ولا يفارقانه ولا ينتشران في المسجد كباقي الأطفال الذين يثيرون الشغب في أرجاء المسجد إن حضروا مع والدهم ، ولا تسمع لهما همسة او صراخ أبدا .
وذكر الزميل بسام العريان أن ما يدفعه لاصطحاب طفليه معه الى المسجد بشكل يومي خاصة في صلاة الفجر هو أن تعلم الصلاة والأمر بها والتعويد عليها واصطحاب الأبناء إلى المسجد من حقوق الولد على والده وهذا دأب الصالحين قديما وحديثا ، ولأنّ الصلاة هي عماد الدين ، وأهم أركان الإسلام ، ولأنها وصية الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم – في آخر لحظات حياته ولأنها أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة ولأنّ أولادنا أمانة ، ورعية استرعانا الله – تعالى – إياها ، لذا يحرص على أن يكونا معه في المسجد حتى وإن كانا في سفر خارج البلاد ، أيضا يصحبهما للمسجد وبنفس الطقوس يجلسون لشروق الشمس ويقرأون القرآن في حلقات المسجد ثم يعودوا للمنزل بعد الشروق.
كما قدّم الزميل بسام العريان خالص شكره وتقديره لفضيلة الإمام الشيخ محمد الزعبي على هذا التكريم الذي يعتبره وساما على صدره وعلامة من علامات القبول من الله عز وجل بشهادة أهل الفجر المشائين في الظلمات والمبرؤون من النفاق ، وشكر كل من : مؤذن المسجد عمر الزعبي “أبو الحارث”، الشيخ مجدي بدر زهران ،السيد بسام الدعجة ،السيد نبيل سليمان ،السيد مجدي أبو زهران ، السيد أبو رأفت ، السيد أبو رشيد ،وكافة مصلي الصف الأول بمسجد الحمصي.
إن مسجد الحمصي لم يحتضن فقط الطفلين أصيل وإيلاف بل احتضن أيضاً أصغر امام في الشرق الاوسط قبل ان تحتضنه وسائل الاعلام فكانت نشأت الطفل عيسى الشريف من مسجد الحمصي حيث قدّم المسجد هذا النشء بما حباه الله من كاريزما وحضور وأداء بكل فخر في صلاة تراويح رمضان ليصلي بالناس ثلاث ركعات الوتر واضعاً ثقته بما وهب الله لهذا الطفل من ملكة في اعتلاء المنابر وتقديم الخطب للناس والإمامة بهم ، كما وجد الطفل عيسى الاهتمام من كافة مساجد منطقة ماركا الشمالية بشكل عام وبعدها احتضنته وسائل الاعلام .
يبحث مسجد الحمصي عن الناشئة ليغرس في عقولهم وقلوبهم حب المواظبة على الصلاة في جماعة وعلى حفظ كتاب الله عز وجل بالتحفيز والتكريم يحببهم ولا ينفرهم من أداء عبادات الله عز وجل ويحتضن حتى عبث الاطفال المرافقين لوالديهم
مسجد الحمصي مسجد له أروقة وبه قسم أرضي بساحات كبيرة ومدخل خاص يحتوي على مصلى النساء لتصلي به النساء بأريحية ، كما يحتضن بداخله مكتبة دينية .
كما تقام في داخل المسجد حلقات لتحفيظ القرآن بشكل يومي يجتمع بها الأطفال بعد الصلاة لحفظ أكبر قدر من آيات الله تعالى وكتابه المبين ، كما يحتضن الشباب أيضا ويقوم لهم الإمام بدور الأخ الأكبر وسط أجواء مملوءة بالمودة والمحبة فيخصص لهم أدوارهم التي يؤدونها في المسجد كرعاية بيت الله تعالى والمحافظة عليه وتهيئته بشكل يومي قبل الصلاة لينعم المصلون بأجواء روحانية تمكنهم من أداء شعائرهم الدينية بكل أريحية وهدوء ، إنهم صبية وشباب يعملون كخلية نحل تجدهم دائما في أروقة المسجد وفي جنباته ينتظرون خدمة أي مصلي فهم كقناديل المسجد المضاءة والمعلقة في أرجاء المسجد وكافة مداخله ، تجدهم أينما التفت ونظرت منظمون بكل حكمة وتعلو على وجوههم ابتسامة صبوحة يلقون بها كل المصلين .
يوم الجائزة :
وفي ذات السياق تناول فضيلة الإمام محمد الزعبي في خطبة عيد الفطر موضوع “الجائزة من رب العباد للعباد يوم العيد” حيث قال :
عن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان غداة الفطر وقفت الملائكة في أفواه الطرق فنادوا يا معشر المسلمين اغدوا إلى رب رحيم يمن بالخيرات ويثيب عليه الجزيل، أمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا العيد نادى مناد من السماء ارجعوا إلى منازلكم راشدين قد غفرت ذنوبكم كلها ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة.
موضحاً عظم كلمة التكبير بالعيد والناس يلهجون بصوت يدوي في كافة بقاع الارض “الله اكبر الله اكبر” فإن كلمة الله اكبر تخرج من وجدان المكبرين قبل ان تخرج من أفواههم .
[youtube]jfNOyDR694U[/youtube]