أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الحديث عن تدهور في العلاقات الأردنية السعودية محض خيال وافتراض خاطئ وأن الزيارات بين المسؤولين السعوديين للأردن والعكس أعلاها وأرفعها بين دولتين عربيتين.
ونبه خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة من عمان الخميس إلى أن السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام النفوذ الإيراني ومنعته في كثير من الدول.
ولفت إلى التنسيق العالي والشراكة والتطابق الكلي في العلاقات الأردنية السعودية ووجهة نظرهما.
وقال وزير الخارجية السعودي إن علاقات الرياض مع واشنطن تعد استراتيجية مؤكداً في الوقت نفسه أن السعودية تعتمد على نفسها في الحفاظ على مصالحها.
وأضاف أن تنظيم “داعش” يرتكب جرائمه ضد كل العرب ولكنه لم يهاجم إيران.
وفي خبر لاحق لبترا أجرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة اليوم مباحثات شاملة مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تم خلالها التأكيد على عمق العلاقات الثنائية ومستواها وما يربط قيادتي البلدين الشقيقين من أواصر أخوة ومحبة واهتمام مشترك بالقضايا والتحديات التي تواجه البلدين والمنطقة.
وأكد الطرفان الحرص المشترك على استمرار التنسيق والتشاور والتعاون حيال مختلف القضايا التي تمر بها المنطقة بين قيادتي البلدين وعلى كافة المستويات، مشيرين إلى تطابق وجهات النظر بين البلدين الشقيقين حيال مختلف هذه القضايا.
وعبر جودة عن تقدير الأردن لمواقف السعودية الداعمة للأردن في مختلف المجالات في ظل وجود تاريخ واحد ومستقبل واحد مشرق يتطلب الاستمرار بالتنسيق والتشاور.
من جانبه وصف وزير الخارجية السعودي العلاقات الأردنية السعودية بأنها علاقات استراتيجية ومتجذرة وأن الأردن حليف وشريك مهم للسعودية وأن أمن الأردن واستقرارها مهم جداً بالنسبة للسعودية.
وبحث الطرفان الجهود المبذولة للتعامل مع ظاهرة التطرف والإرهاب التي تعصف بالمنطقة وبالعالم اجمع وعانى منها الأردن والسعودية، مؤكدين أهمية تضافر جهود الجميع في مكافحة الإرهاب والعصابات الإرهابية والتي تستخدم الدين الاسلامي غطاء لها وهي لا تمت لأي دين بصلة.
وقال جودة أن معركة التطرف كما يصفها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هي معركتنا وأننا يجب أن نتصدى لكل من يحاول الإساءة للدين الاسلامي دين الوسطية والاعتدال، مشيراً إلى الدور الطليعي للأردن والسعودية في هذا الاطار.
واستعرض جودة مع وزير الخارجية السعودي تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وعملية السلام وأهمية إعادة إطلاق مفاوضات فاعلة وجادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أن تكون محددة بإطار زمني تفضي بالنهاية إلى تجسيد حل الدولتين الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استناداً إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية بكافة عناصرها وبما يصون المصالح الأردنية المرتبطة بهذه القضايا.
كما استعرض الطرفان تطورات الأوضاع على الساحة السورية واليمنية والعراقية والليبية وأهمية تغليب لغة الحوار وإيجاد حلول سياسية لجميع التطورات التي تشهدها هذه الدول بما يضمن استقرارها ووحدة أراضيها وأمن شعوبها.
وفيما يتعلق باستقبال الأردن للاجئين السوريين عبر جودة عن تقديره للدعم السعودي، مؤكداً أهمية أن يتحمل المجتع الدولي مسؤولياته في مساعدة الأردن لتمكينه من الاستمرار بأداء دوره الإنساني في خدمة هؤلاء اللاجئين الذي يقوم به نيابة عن العالم.
من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي تقدير بلاده ودعمها لدور الأردن المحوري بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب اللقاء قال جودة ، أن العلاقة بين المملكة الاردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية علاقة في العمق بين القيادتين والشعبين ولا يوجد ولن يكون هناك أي شيء يوصف أنه توتر في العلاقات وأن هذا أبعد ما يكون عن الواقع وهو خيال.
واضاف أن الأردن لا ينسى مواقف السعودية في مساعدة الأردن والأردنيين خاصة ونحن نواجه أزمات اقتصادية وان الأردن بلد الأمن والأمان بحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني ويستضيف أكثر من مليون ونصف لاجئ سوري وهناك ضغوطات على مختلف القطاعات بسبب ذلك بما فيها المياه الطاقة والتعليم والصحة والعمل وكل هذه التحديات وإننا نشكر مواقف السعودية في دعم الأردن لمواجهة هذه التحديات.
وأكد أن الحل السياسي للوضع في سوريا استناداً لمقررات جنيف 1 هو المدخل للحل الانساني والذي يؤدي الى عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وأشار إلى أنه أجرى مباحثات موسعة مع نظيره السعودي حول مختلف التطورات في الدول العربية وعملية السلام ومفاوضات دول ال 5 زائد 1 مع إيران ، ونحن الآن في الساعات الاخيرة في مسيرة التفاوض بهذا الاطار.
وأشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى التطابق الكامل في وجهات النظر والمواقف بين الاردن والسعودية حيال مختلف القضايا .
وقال أن علاقاتنا مع الأردن لا تحكمها الشكليات والزيارات مستمرة بين الجانبين وأهم من ذلك الواقع حيث أن الأردن حليف للسعودية وشريك في دعم الشرعية في اليمن وشريك وحليف في مكافحة الإرهاب وشريك وحليف في دعم عملية السلام.
وقال، “هناك تعاون وتنسيق في جوانب كثيرة والأردن دولة مهمة بالنسبة للسعودية ونعتبر أمن الأردن واستقرارها الاقتصادي أمر مهم جداً ولدينا استثمارات سعودية في الأردن وسوف يتم زيادتها”.