شدّد دولة رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور على أن العلاقات الأردنية – السعودية لا يعكّر صفوها أحد ، مؤكداً أنه لا يمكن الاستغناء عن المملكة العربية السعودية كقوة إقليمية محورية ، واصفاً إياها بدولة محورية عربية قوية ومهمة ، وأن الأردن هي الجار الصدوق للسعودية ومنذ حياة المملكتين وهما أخوة مع بعضهما البعض ، كما أنهما تشتركان معاً على حدود مساحتها 700 كيلو متر مما يجعل التواصل مستمر والتعاون والتشاور والتنسيق وثيق وعالٍ من الناحية الأمنية والعسكرية خاصة في هذه المراحل التي تمر بها دول المنطقة وذلك لحماية حدود البلدين ، كما هو الحال مع كافة دول الجوار للأردن لمتابعة ومراقبة الحدود من الداخل والخارج.
جاء ذلك في لقاء متلفز أجرته قناة العربية مع دولة الدكتور عبدالله النسور مساء يوم أمس الجمعة ، و أوضح فيه أن من يتآمرون على مصر هم أعداء لمصر والسعودية والأردن وأعداء للدين أيضاً ، يقومون بإيصال سلاح فتاك وثقيل وصواريخ لسيناء لخلخلتها وضرب أمن مصر واستقرارها ،كما أكد أن الدول الاقليمية كافة يجب عليها أن تتماسك وتتحد ، فإن تخلخلت مصر تتخلخل الأمة العربية والإسلامية بشكل عام .
وفيما يخص دول الخليج العربي أكدّ دولة النسور أن منطقة الخليج هي منطقة بالغة الأهمية في العالم وقضية استقرار دولها ووقوفهم واتحادهم مع بعضهم البعض قضية عربية هامة جداً للأردن والعالم أجمع ، موضّحاً أن الاعتداءات الارهابية التي تحصل في الدول الخليجية والعربية هي اعتداءات جماعية وليست فردية .
[COLOR=#ff0300]مديرو الاعتداء على الكويت أصحاب منطق مقلوب:[/COLOR]
وصف دولة الدكتور عبدالله النسور من يدير الاعتداء على دولة الكويت الشقيقة ، بأعداء الأمة وأنهم أصحاب منطق مقلوب وغبي ، فالكويت قُطر آمن مستقر ولا يتدخل في أحد وليس له خصومة مع أحد وليس له ذراع تعبث بأحد ، فالذي اختار هذا القُطر المُسالم مسرحاً لهذه الجريمة البشعة واختار شعب الكويت المُسلم ذي المذهب الشيعي الجعفري ، أراد أن يقول يا أيها الشيعة الكويتيون لا مكان لكم في هذا القُطر ذي الأكثرية السنية ، وأوضح أنه إن صح قولهم فيجب علينا أن نقول يا أيها السنة في العراق ليس لكم مكان في قُطر أغلبيته من الشيعة ؟!! ، وهذا ما يسمى بـ “الانتحار المتبادل” سأنحرك وأنحر نفسي !! وهو منطق مقلوب غبي لمديري الاعتداءات الارهابية.
وأردف دولة النسور قائلاً : يؤسفني أن بعض الأفراد في الجماعات الإرهابية شباب بسطاء مضللون ويعملون وهم مسيّرون ويقومون بأعمالهم الإرهابية بحسن نية ، ولا يعلمون حقيقة ما يقومون به من جرائم رسمها لهم ذوي الرُّزنامات الشريرة ، ولحين عودتهم لرشدهم لابد لنا من قتالهم ومحاربتهم وإيقافهم عن تنفيذ ما خطط له أعداء الأمة والذين يريدون الشر بها ، وتفجير المساجد والحسينيات .
[COLOR=#ff0300]قضية الأشقاء السوريين في الأردن:[/COLOR]
بالنسبة لقضية الأشقاء السوريين في الأردن ، أوضح دولة النسور أن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني تنصب في تقديم كل الرعاية لهم والاهتمام بهم ، حيث يؤكد جلالته لكافة وسائل الاعلام المحلية والخارجية ، ويؤكد في جلساته مع كافة أركان الدولة الأردنية بأن السوريون هم إخواننا وجيراننا للأبد هم نحن ونحن وإياهم جزء واحد وعلى الجميع الاهتمام بهم ورعايتهم .
وإنفاذا لتوجيهات جلالة الملك يؤكد دولة النسور أن الأخوة السوريون في الأردن لهم كل الحب والرعاية مهما كلف ذلك من مال أو عنت أو استقرار ، وأنهم دمهم ولحمهم ، موضحاً أن الأردن هو من يتحمل وزر أي كلفة ناتجة عن وجودهم في أراضيه.
حيث يتواجد بين ظهراني المملكة الأردنية الهاشمية ما يقارب مليون ونصف مليون لاجئ سوري ، وتقدر كلفة وجودهم على الاراضي الاردنية بحسب المنظمات الدولية في آخر تقدير لعام 2014م ، ما يقارب الـ3 مليار دولار سنوياً ، بينما كل ما وصل للأردن من دعم لتغطية هذه التكلفة لم يتعدى الـ 40% ، سواء من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو الأقطار العربية أو المتبرعين الأفراد ، ما يعني أن الأردن تحمل الـ 60% الباقية من الـ 3 مليار دولار لعام 2014م ،وذلك لتغطية تكاليف وجود الأشقاء السوريين على أراضيه بشكل مباشر ، في الوقت الذي يعاني فيه الأردن بعام 2014م من عجز موازنة الدولة والذي وصل لـملياري دولار وستة بالعشرة ، وكما هو معروف دوليا أن الأردن من الدول فقيرة الموارد ومحدودة الدخل.
وفيما يخص الصراع الدائر في سوريا شدد الدكتور عبد الله النسور على أن الأردن لن يقوم بالتدخل عسكرياً فيه ، وقال أن القوات المسلحة الأردنية لن تجتاح الأراضي السورية لا اليوم ولا غداً ولا في أي وقت.
وأضاف أنه إذا اتخذت الأمم المتحدة قراراً يقضي بإقامة منطقة آمنة جنوب سوريا ولا سيما في محافظتي درعا والسويداء فإن الأردن يرحب بذلك وسيقوم بكل ما بوسعه من أجل مساعدة الأشقاء السوريين وأبناء المحافظتين.
[COLOR=#ff0300]تسليح الأردن للعشائر العراقية:[/COLOR]
ومن ناحية أخرى أكد دولة النسور أن الأردن على استعداد لتسليح العشائر العراقية بشرط طلب العشائر ذلك وأن يكون هناك قرار بموافقة الحكومة العراقية الحالية ، كما تستعد حكومات عربية أخرى لمساعدة العراق في حربه على داعش شريطة موافقة حكومته الحالية ، ولفت إلى أن الأردن يعارض تقسيم كل من سوريا والعراق ويخاصم من يسعى لذلك .
[COLOR=#ff0300]الاتفاق النووي الإيراني:[/COLOR]
حول موضوع الاتفاق النووي أوضح دولة النسور أن إيران ليست عدوة بل هي دولة اسلامية ، مضيفاً : بإمكانها أن تكون أقرب وأغلى أصدقائنا إن اختارت هي ذلك فالأمر يعتمد عليها الآن كونها ستمتلك قوة كبيرة وهي تمتلك نهضة اكتسبتها في العشرين سنة الماضية ، وبإمكانها أن تحسن استخدام ذلك إن أرادت .
وأضاف أن إيران يجب أن تضع رب العرش العظيم وسط أعينها وفي حال وصلت اتفاقية النووي الايراني لنجاح يجب عليها أن لا تستعمل هذا الفرج للإساءة الى أشقائها وجيرانها وأن لا تساعد من ابتدعوا الفُرقة المذهبية التي فُرضت علينا ككل ، موضحاً أنها بعد الاتفاق النووي تستطيع أن تختار إما أن تكون دولة طائفية مذهبية منغلقة وشرسة على جيرانها ، أو أن تكون جارا مسؤولاً شقيقاً كبيراً يقود الأمة إلى فلاح وازدهار ويقود الإسلام إلى سماحة والى صورة نظيفة ، كما أضاف دولته أن على المسلمين جميعاً أن ينتبهوا للصورة التي تظهرنا وحوشا نفترس بعضنا بسبب الفُرقة المذهبية وشوهت صورة الاسلام أمام العالم ، وأصبحنا نجد أن صراع الحضارات اضمحل ليحل محلّه صراع المذاهب ، ولو أن الإمام الخميني والشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر “قديماً” كانا حاضرين في وقتنا هذا لما قبلا بما يحصل من صراع مذهبي .