افتتحت صاحبة السمو الملكي الأميرة عبطا بنت مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، بمشاركة العديد من رجال الأعمال والإعلام والمجتمع مساء أمس (الجمعة) فعاليات معرض “عراقة الماضي وإشراقة الحاضر – ملتقى الحرفيين الثامن”، والذي يستمر على مدى أربعة أيام حتى الخامس من رمضان الموافق 19 يونيو الجاري، بمشاركة أكثر من 300 عارض وعارضة بينهم 30 عارضًا من دول الخليج، و20 من الرياض، و15 من المنطقة الشرقية، وأكثر من 20 حرفي من مختلف مناطق المملكة منها عسير، الشرقية، مكة المكرمة.
إشادة الأميرة عبطا
وقد افتتحت صاحبة السمو الملكي الأميرة عبطا بنت مقرن بن عبدالعزيز آل سعود القسم الخاص بالنساء والذي يشغله عدد من الحرفيات السعوديات، بينما افتتح الأستاذ محمد العمري مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الغربية القسم الخاص بالرجال والذي يشغله مجموعة من أمهر الحرفيين السعوديين.
وعبرت سمو الأميرة عبطا عن سعادتها البالغة بمستوى الحرفيات السعوديات، وأثنت على منتجاتهن اليدوية، مؤكدة أنها تعكس مدى الذوق الرفيع والحرفية العالية التي أصبحت عليها المواطنة السعودية.
وتجولت صاحبة السمو الملكي على مختلف العارضات السعوديات وأشادت بالمستوى العالي الذي ظهر عليه المعرض، واستمعت سموها إلى شرح مفصل قدمته منظمة المعرض سيدة الأعمال هيفاء ناجي، ووجهت سموها الشكر للقائمين على المعرض وللحرفيات السعوديات, وأثنت على الصورة الحضارية التي تعكسها منتجاتهن ومشاركتهن في هذا الملتقى الكبير، وما يمثله من إضافة للسياحة في المملكة.
ومن اللافت للنظر أنه يتواجد في مدخل الملتقى جناحاً لمنطقة عسير التي تشارك في الملتقى لأول مرة، بينما تشارك الأحساء من خلال جناحاً آخر وتعد مشاركتهم للمرة الثالثة في هذا العام من خلال العديد من الحرف اليدوية، فيما تعتبر المشاركة الأولى لحرفة صناعة (البشوت – المشالح) للأحساء.
مسيرة إبداع وتميز
في الاتجاه ذاته، أكد الأستاذ محمد العمري مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الغربية أثناء تجوله بالقسم الخاص بالرجال أنه شاهد مسيرة إبداع وإصرار على التميز، وتأكيد على جدارة المواطن السعودي على تشريف وطنه في كل المحافل.
وأشاد سعادته بالمستوى المتطور للمنتجات مؤكدًا أنها جاءت بأفكار مبتكرة وفي الوقت ذاته مستوحاة من واقع البيئة السعودية وتراثها الثري والمتنوع، مؤكدًا أنها تسهم في الترويج للأنشطة السياحية في المملكة، وتجسد إضافة كبيرة ومهمة للمنتج السياحي السعودي، فضلاً عن ما تجسده من حرص الحرفيين السعوديين على الإنتاج والمساهمة في بناء وطنه.
كما أثنى العمري بالمستوى الذي وصفه بالأكثر من متميز لأسلوب العرض, وأكد أن القائمين على المعرض قدموا صورة حضارية لما ينبغي أن تكون عليه المعارض السياحية في المملكة, وأشاد بمشاركة عارضين من بعض مناطق المملكة وهذا يدل على التكامل الذي يعتبر إحدى سمات التميز التي يشهدها المعرض هذا العام.
وأبدى العمري شكره الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان على دعمه للملتقى وعلى مشاركة البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)، وشكره الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة رئيس مجلس التنمية السياحية بجدة على موافقته وتسهيلات سموه لإقامة الملتقى في نسخته الرابعة.
وكما أبدى العمري إعجابه الشديد بما قدمته عسير والأحساء من حِرف يدوية تعكس تراث المنطقة وتنقله من خلال الملتقى الذي تشارك فيه العديد من مناطق المملكة، وما يجسده ذلك من دور ليتعرف المبدعين والحرفيين من كل منطقة على تراث الآخر, فضلاً عن تعرف أهالي منقطة مكة المكرمة وزوارها خلال الشهر الفضيل لتراث مناطق ومدن المملكة.
وفي ختام جولته وزع العمري شهادات شكر مقدمة من الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في فرع منطقة مكة المكرمة وبرنامج (بارع) للحرفيين السعوديين, وشكرهم على مشاركتهم الفعّالة والملحوظة والمتجددة في كل عام, وقدم شكره أيضاً لسيدة الأعمال هيفاء ناجي مديرة المعرض ومؤسسة (الآباء والرقي) المنظمة للمعرض.
20 ألف زائر
بدورها، أكدت مديرة المعرض سيدة الأعمال هيفاء ناجي أن المعرض المقام بفندق “هيلتون جدة” قاعة (الهيلتون) يستقبل زواره يوميًا من الساعة 9.30 بعد صلاة التراويح وحتى الساعة 2.30 بعد منتصف الليل، ويضم نخبة من أمهر المبدعين والمبدعات الحرفيين من أبناء المملكة، الذين برعوا في الأعمال اليدوية والتراثية، لإبراز منتجاتهم وتقديمها بصورة عصرية راقية للمستهلك سواء كان مواطنًا أم سائحًا، الأمر الذي يعلي من قيمة هذه الأعمال التراثية التي تجسد فنون المملكة وتراثها بأنامل أبنائها وبناتها.
وأضافت السيدة ناجي أن المعرض يستهدف بالمقام الأول دعم وترويج الأنشطة السياحية والحرف والصناعات اليدوية والتراثية بمختلف أرجاء المملكة، وفتح آفاق جديدة أمام الأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة لترويج منتجاتهم وإتاحتها للجمهور دون وسيط، وكذا خلق مجالات للتنافس وتلاقح الخبرات، فضلاً عن توفير العديد من الفرص الاستثمارية.
وأوضحت السيدة ناجي أن المعرض أستقبل عدداً كبيراً جداً غير متوقع في يوم الافتتاح, مؤكدة أنه من المتوقع أن يستقطب خلال الأيام المقبلة ما لا يقل عن 20 ألف زائر للتعرف على فعالياته والمنتجات التي يقدمها، مؤكدة أن العدد مرشح للزيادة في ظل رغبة العديد من العوائل السعودية للخروج والتسوق في ليالي شهر رمضان المبارك، لاسيما أن المعرض يضم قسمًا للأزياء والإكسسوارات التراثية التي تتناسب مع أجواء وروحانيات الشهر الكريم.
دعم السياحة المحلية
كما أكدت السيدة ناجي أن المعرض وفي إطار ترويه ودعمه للسياحية في مختلف ربوع المملكة يستهدف أيضًا التعريف بأبرز الصناعات التي تشتهر بها مختلف مدن المملكة سواء في الجوانب المعمارية أو التقنية أو التراثية كالأزياء والحرف والمأكولات قديمًا وحديثًا، إضافة إلى التواصل مع مختلف شرائح المجتمع, لاسيما التي لديها اهتمام خاص بالأعمال اليدوية والملابس والإكسسوارات المصممة داخليًا.. وكذلك بناء جسور تواصل بين المنتجين والرعاة العاملين في هذا المجال والتواصل الحي والفاعل مع الجمهور المستهدف.
اكتب شهادة تميزك
وأكدت السيدة ناجي أنها حريصة كل الحرص على أن تمد يد العون لكل ذي موهبة في أي من المجالات التي يغطيها المعرض، واختيار أكثر العناصر خبرة وموهبة، مشيرة إلى أن المعرض يستهدف إضافة إلى كل ما سبق أن ينال كل المشاركات والمشاركين فيه أعلى درجات التميز، سواء بوصول إنتاجهم إلى العالم وتسليط الأضواء عليه أو من خلال تلقي الرؤى وتعليقات الخبراء والزوار المشاركين في المعرض، وما في ذلك من إضافة لخبرات العارض، سعيًا وراء إنتاج منتجات سعودية 100% ذات بصمة عالمية.
شكر وتقدير
وأخيرًا، وجهت السيدة هيفاء ناجي الشكر والتقدير لكل من تضافرت جهودهم من أجل إقامة هذا المعرض، وعلى رأسهم صاحبة السمو الملكي الأميرة عبطا بن مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، لرعايتها للمعرض والتي تولي جهودًا كبيرة في دعم وترويج الأنشطة الخدمية والسياحية التي تصب في صالح الوطن وأبنائه, كما شكرت ناجي مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الغربية الأستاذ محمد العمري على دعمه المتواصل في الوقوف جنباً إلى جنب مع الحرفيين والحرفيات وتشجيعهم بشتى الوسائل الممكنة, فضلاً عن دعم الهيئة الغير منقطع التي تولي جل اهتمامها في دعم السياحة والتراث متمثلة في رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
هدف للمشاركات الخليجية
يشار إلى أن هذه هي الدورة الثامنة التي يقام فيها الملتقى تحت شعار “عراقة الماضي وإشراقة الحاضر”، وأصبح منذ أربعة أعوام ملتقى للحرفيين بطلب من الهيئة العامة للسياحة والآثار التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان.. وتحول الملتقي إلى هدف للمشاركات من دول الخليج ومن مختلف مناطق المملكة اعتبارًا من السنة الخامسة وحتى الآن.