باتت الحوادث المرورية المفجعة من المظاهر المألوفة في مختلف مدن وقرى وهجر محافظة الأحساء بل لا أبالغ عندما أذكر أن الحزن لم يترك باب بيت لم يطرقة بوفاة قريب أو صديق أو زميل بل إن الكثير من المارين بهذه الواحة الجميلة سواء من المسافرين لدول الخليج من سعوديين ومن جنسيات مختلفة ربما كانت للكثير منهم ذكريات مؤلمة ولعل العامل المشترك لهذه المآسي هو الطرق الخارجية لمحافظة الأحساء فهي ما زالت تحصد أرواح الأبرياء بل إن هذه الطرق أصبحت ريانه بفعل شلالات الدماء التي تنهمر من جراء تلك الحوادث المفزعة وبشكل شبه يومي معاناة أهالي محافظة الأحساء مع هذه الطرق قديمة .
“أضواء الوطن” كانت لها جولة على هذه الطرق رصدت من خلالها انطباعات الأهالي وحتى العابرين لمحافظة الأحساء من جنسيات مختلفة …
أوضح الأستاذ / شاكر الدحيلان من منسوبي التربية والتعليم بأنه لا وجود للوحات الإرشادية الواضحة وأيضا لا وجود لإضاءات اللوحات ومسارات الطريق فالبعض كتاباتها صغيرة جداً وفقدان بعض اللوحات في أماكن يجب أن تكون فيه ومن المفترض بأن يكون تحديد سرعات الشاحنات والمعدات الثقيلة والحافلات والباصات وتحديد مسار معين لا تتعداه في الطريق الأيمن وتثبيت كاميرات المراقبة على الطرق العاملة والطويلة وأثناء صيانة الطرق الواجب سفلتة التحويلات بشكل انسيابي للمحافظة على توازن المركبة .
وتحدث / محمد بن علي الملا مؤكداً أن خطورة طرق الأحساء لا تحتاج إلى تأكيد وقال : لعل ما نسمعه من الحوادث المرورية المحزنة وآخرها التي رح ضحيتها أبناء مدير جامعة الجوف وهم في أثناء عودتهم بالقرب من سلوى الحدودي هذا على سبيل المثال وقد ساهم الطريق بوضعيته السيئة في فقدان الأحساء ومناطق المملكة الذاهبون أو القادمون من دول مجلس التعاون الخليجي لعدد كبيرٍ من شبابها ولعل المحزن والمبكي أن معظم ضحايا هذه الطرق هم من فئة الشباب فنحن خسرنا الكثير من الشباب على هذه الطرق القاتلة ومع ذلك استمرار الوضع على حالة .
ويقول / حسين بن علي البراهيم من منسوبي مستشفي الأمير سلطان بعريرة أعتقد أن هناك طريقاً في المملكة بهذه الخطورة على الرغم من أهميته لكونه طريقا دولياً وما أعنيه هو طريق الهفوف – سلوى – البطحاء الذي يربط بين المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي كقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان هذا الطريق رغم أنه دولي إلا أنه وللأسف الشديد أصبح أشبه بالمصيدة القاتلة للعابرين وقد ساهم وجود عددٍ كبيرٍ من الهجر على مقربة من الطريق في تفاقم مشاكله من جراء تواجد الجمال السائبة التي أصبحت تترصد للعابرين وتشكل خطورة بالغة جداً والحوادث المروعة على هذا الطريق خير شاهد على خطورته .
وتحدث التاج محمدعلي حسين – سوداني الجنسية – قائلاً هذا الطريق خطر ولا يختلف عليه اثنان ومن بين ضحاياه في العام الماضي فجعت بوفاة زميلي وجميع أفراد أسرته الخمسة في حادث مروع لاصطدام سيارته بعد عودته من مكة المكرمة في طريقه إلى دولة قطر بسيارة أخرى وقبل ذلك تعرضت أسرة البشري لحادث مماثل ووفاة الخمسة جميعا فإنني أسمع بين الفينة والأخرى حوادث مفجعة فالطريق خطر للغاية قالها مرارا .
وزاد من خطورة هذا الطريق الدولي كما يقول أحد طلاب المعهد المهني التابع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بأن هناك عددا من الجهات التعليمية على جانبي الطريق حيث توجد كلية المعلمين وكليىة الطب ومركز الأبحاث التابع لجامعة الملك فيصل بالأحساء وغيرهم بأنني أستخدم هذا الطريق يومياً ويدي على قلبي خوفاً وفزعاً لاسيما وأن المعهد يقع على اليمين من الخط وهو ما يشكل خطورة على طلاب وأساتذة وأطباء ومهندسين وغيرهم فالطريق دولي ويمتاز بالكثافة ومرور الشاحنات والتريلات القادمة من دول الخليج وبالذات من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر وحقيقة الوضع الحالي للطريق مفزع جداً ولا أخفيكم سراً بأن عائلتي تظل في قلق دائم حتى عودتي من المعهد يومياً وهو شعور ينسحب على بقية طلاب المعهد فتاريخ هذا الطريق مع الحوادث مشهور ومؤلم وجميعنا ننتظر بلهفة إيجاد حل لهذه المعاناة التي تقلق الجميع .
ويبرز طريق الرياض الأحساء مروراً بخريص كأحد أخطر الطرق وهذا الطريق له ذكريات مأساوية للكثير من اسر الأحساء ويعلق علي احمد بو خضر بأن الطريق مملوء بالكثير من المخاطر وبالذات من هجرة خريص وحتى مدينة الهفوف، فالطريق هو الآخر ضيق وذو مسار واحد والحيوانات السائبة تمرح وتسرح على امتداده، فالخطر المميت يتربص بالمسافرين الذين يستخدمون هذا الطريق.
ويقول المهندس سعيد بن محمد الدوسري من منسوبي شركة أرامكو السعودية معاناة الطرق في المنطقة الشرقية ليست وليدة اليوم فهي ممتدة لأزمنة طويلة والمؤلم أكثر أن المعاناة ما تزال قائمة، ونحن نعيش هذه “الطفرة المذهلة في كل شيء ، لا أدري بحظوظ الطرق السريعة في مناطق المملكة الأخرى هل هي أحسن أو أسوأ حالاً منا لم أشاهد في حياتي أسوأ وأقدم من هذه الطرق بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى رغم أنني قد تطرقت أكثر من مرة و في مقالات عدة إلى معاناة الناس مع طرق المنطقة الشرقية وما تحصده من أرواح علماً أن بعض السائقين والجهات الأمنية المقصرة جداً شركاء في القضية ومع شديد الأسف لم يؤثر كل هذا في هذه الجهات المسؤولة لتشخيص الداء لهذه القضية المعقدة وعود وزارة الطرق والنقل لم تقدم أو تؤخر في الموضوع شيئاً سوى الأوجاع والآلام والمآسي التي يتجرعها الناس بشكل يومي وتعيس على هذه الخطوط وتتراكم حالات التوتر والخوف من هذه المشكلة التي تتفاقم في أعماق النفوس حتى تحولت القيادة على هذه الطرق إلى كوابيس وفقدان أرواح بريئة لا حول لها ولا قوة وتطوي السنين والأشهر والأيام دون أن تلوح في الأفق بوادر أمل بأن المشكلة ستحل قريباً . تشير كل الإحصائيات والدراسات أن الجمال السائبة وبقع الأسفلت المنخفضة والمرتفعة ورداءة الطريق وضيق بعضها وزحف الرمال الكثيفة وانعدام العلامات الإرشادية والتحذيرية وكثرة الشاحنات والتعرجات والحفر والمطبات والشروخ والتلفيات كلها عوامل ساهمت في حصد أرواح بريئة وممتلكات وتسببت في حوادث مروعة على هذه الطرق البائسة .
وتحدث الأستاذ / فاضل بن عبدالله الرصاصي بقوله أنه مما يؤسف له حقيقة أن تفتقر الخطوط الخارجية للأحساء من خدمات دوريات أمن الطرق وإسعاف تابع لهيئة الهلال الأحمر السعودي وما أعنيه الطريق الدولي الذي يربط الرياض مروراً بالأحساء باتجاه دول مجلس التعاون الخليجي والذي يطلق عليه – خط قطر – ومما يزيد استغرابي أن يكون هذا الطريق رغم أهميته الأمنية باعتبارة يمر بالحدود الشرقية للمملكة المحاذية لدولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ويفتقر إلى خدمات أمن الطرق وسيارة إسعاف فلو كان تواجد هذه الدوريات في الطرق المهمة وسيارة إسعاف لقفز هذا الطريق في مقدمتها .
ويتدخل / يوسف بن ابراهيم البريك بقولة لعل عدم وجود دوريات أمن الطرق على هذا الطريق يضاعف من مخاطرة التي لا تعد ولا تحصى ، فأذكر أن الكثير من ضحايا طريق الأحساء – الرياض – سلوى – البطحاء – يلقون مصرعهم لعدم وجود وسائل لإسعافهم حال وقوع الحوادث المرورية فالمصابون ينزفون حتى الموت وهو ما يعني حتمية وجود خدمات لأمن الطرق لمراقبة السير وتنظيم الحركة ولاسيما أنه يتسم بالكثافة المرورية وتطبيق الغرامات على المخالفين للأنظمة المرورية من خلال التقيد بالسرعة القانونية كما هو متبع في معظم الطرق الخارجية في مدن المملكة وبعض قراها .
ومن خلال هذا التحقيق يتضح جليا أهمية وضع حد لمعاناة أهالي الأحساء مع طرقهم السريعة .
فهذه الطرق وكما يقول المثل الشعبي (( الداخل لها مفقود والخارج منها مولود )) .
ولعل سجلات إدارة المرور ومستشفيات الأحساء توكد أن الأحساء تعد من أكثر محافظات المملكة فيما يتعلق بالحوادث المرورية .
ولعل الموقع الاستراتيجي للأحساء بحكم أنها تشكل حلقة وصل بين دول مجلس التعاون الخليجي شماله بجنوبه يستدعى الاهتمام بطرقها السريعة إلى جانب ضرورة أن تمتد زيادة في خدمات أمن الطرق والإسعافات الأولية لتشمل الطريق الدولي الذي يربط الرياض بقطر والإمارات وسلطنة عمان مروراً بالأحساء والذي يفتقر إلى هذه الخدمات المهمة والضرورية حتى الآن .
وهذه إحصائيات بعدد الحوادث والوفيات للأعوام الثلاثة الماضية في الأحساء لعام 1434 هجري 5737 حادثا وعدد الوفيات 103
وعام 1433 هجري عدد الحوادث 29721 حادثا وعدد الوفيات 369 ويتوقع هذا العام الحالي تزداد عدد الوفيات حسب الإحصائية الموجودة في الإدارة .
ويقول المهندس / نبيل بن علي الوصيبعي هذه الطرق القاتلة قديمها وحديثها كطريق العقير الجديد أو طريق سلوى – البطحاء وغيرهم من الطرق القديمة وطرق حصدت الشيب والشباب ناهيك طريق خريص – الهفوف الذي غيب العام الماضي ابن العم أسعد الوصيبعي وغيرهم من الأقارب والأصدقاء.
إن هذه الطرق تفتقر إلى أساليب السلامة الحديثة في بلد يضاهي الدول العالمية في مواضيع عدة ولله الحمد نحتاج إلى إضافة ساهر بشكل أكبر ليس على حالة الراهن بل بشكل أكثر فاعلية كما هو معمول به في أبوظبي ودبي التابعين لدولة الإمارات العربية المتحدة كذلك نحتاج إلى وضع أشجار على جانبي الطريق – دون ري – فبيئتنا مليئة ولله الحمد والدليل ما نشاهد من أشجار النخيل أو الأثل العربي أو البرسوبس أو الكازورينا التي تتناثر على جانبي الطريق المؤدي للدمام وكذلك نحتاج إلى وحدات إسعاف في الطريق على الأقل كل خمسون كلم وكذلك التوعية والإرشاد كما نحتاج إلى تفاعل من وزارة النقل والطرق كثيراً كما لمسناه من وزارات أخرى حسنت كثيراً من أداء أجهزتها كالشؤون البلدية والعمل والزراعة وغيرهم حتى الداخلية لمسنا تطويراً في قطاعاتها والطرق بحاجة ماسة إلى مواقف جانبية للطوارئ فهذا طريق العقير لم يكمل عمره عشر سنوات ويحصد من الأرواح أسبوعياً وشهرياً من الشباب والأسر ، أين الإنارة وأين محطات الوقود وأين الخدمات نحن بحاجه إلى أن تكون هناك جهة مختصة بمتابعة الطرق وليس إنشائها فقط .
[CENTER][url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-b878451db0.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-b878451db0.jpg[/img][/url]
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-edfef6b4a1.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-edfef6b4a1.jpg[/img][/url]
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-5fffe236d4.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-5fffe236d4.jpg[/img][/url]
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-ea9cf5fd9e.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-ea9cf5fd9e.jpg[/img][/url]
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-ed45a5a222.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-ed45a5a222.jpg[/img][/url]
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-64ca240bc7.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-64ca240bc7.jpg[/img][/url][/CENTER]