بدأت الخطوط السعودية اتخاذ إجراءات عملية وفعالة لمواجهة التداعيات المترتبة على الظروف المناخية وتأثيرها على النقل الجوي ووضع خطط مبكرة للاحتياط والاستعداد لمثل هذه الظروف ومراجعة وتحديث نظام إدارة الأزمات بالمؤسسة بعد العاصفة الرملية الأخيرة التي شهدتها المنطقة مؤخراً وأدت إلى إلغاء أو تأخير مئات الرحلات من وإلى معظم مطارات المملكة.
وأوضح مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر أنه وبناءً على ما توصل إليه الفريق التنفيذي الذي يشرف عليه ، ويرأسه رئيس شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي والمساعدين التنفيذيين بالقطاعات التشغيلية ورؤساء الشركات والوحدات الاستراتيجية لمراجعة وتحديث نظام إدارة الأزمات بالمؤسسة بعد رصد وتحليل نتائج التجربة الأخيرة ، فقد تقرر الاتفاق مع مُزوِّد خارجي لخدمات توقعات الطقس وتأثيره على حركة النقل الجوي لتزويد الخطوط السعودية بتقارير يومية عن حالات الطقس في المملكة والمنطقة والوجهات الدولية الأخرى للرحلات اليومية لتكون التوقعات أشمل وأكثر دقة مما يساعد على الاستعداد المبكر لمثل تلك الظروف واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وقال الجاسر في كلمة ألقاها خلال ورشة العمل المتخصصة التي عقدتها هيئة الطيران المدني وحضرها معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان بمشاركة الناقل الوطني “الخطوط الجوية العربية السعودية” وشركات الطيران المحلية والجهات الحكومية ذات العلاقة بالنقل الجوي :
“حرصاً من الإدارة التنفيذية للخطوط السعودية على الاستفادة من الدروس المستخلصة من الصعوبات التي واجهناها جميعاً ، فقد تم إجراء مراجعة فورية وتقييم مستوى التفاعل مع التطورات حيث تضمّن ذلك تشكيل (4) لجان فرعية عالية التخصص ، تُعنى اللجنة الأولى بمراجعة الإجراءات المتبعة في المؤسسة بشكل عام وقطاع العمليات بشكل الخصوص فيما يتعلق بإدارة الأزمات ، بينما عملت اللجنة الثانية على مراجعة أداء النظم الآلية وتحديد مَواطِن الضعف والتنسيق مع الشركات الصانعة لمعالجة كافة الملاحظات ، في الوقت الذي تناولت فيه اللجنة الثالثة كافة الجوانب المتعلقة بالخدمة والتفاعل مع المسافرين الكرام ، كما تركّزت جهود اللجنة الرابعة على تحديد مُزوِّد خارجي لخدمة توقعات الطقس وتأثيرها على حركة النقل الجوي والاتفاق معه لتزويد الخطوط السعودية بهذه التقارير يومياً لموافاة إدارة الترحيل الجوي بتوقعات الطقس وهو الأمر الذي يساعد على الاستعداد المبكر واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة تلك الظروف ، وسد الثغرات التي لا تُغطيها تقارير رئاسة الأرصاد وحماية البيئة” .
وأكد الجاسر حرص “السعودية” الشديد على المشاركة في ورشة العمل المتخصصة التي دعت إليها الهيئة العامة للطيران المدني بهدف التوصل إلى الحلول الحاسمة لتفادي تكرار الآثار السلبية لما حدث وذلك باعتبار أن الخطوط السعودية بمعدلها التشغيلي اليومي الذي يزيد على (550) رحلة هي الجهة التي تَضررت بقدرٍ أكبر نتيجة للصعوبات التشغيلية الناتجة عن تلك العاصفة الرملية خاصةً أنها بدأت بشكل مفاجئ وبانخفاض مستوى الرؤية ولمدة وصلت إلى (10) ساعات وبتأثيرٍ امتد إلى عددٍ من مطارات المملكة والدول المجاورة .. وأضاف :
“لقد تم إلغاء (465) رحلة خلال (3) أيام بنسبة (35%) من إجمالي رحلات الخطوط السعودية بينما بلغ إجمالي الرحلات المتأخرة (678) رحلة بنسبة (44%) إلى جانب تغيير مسار (19) رحلة كانت متجهة إلى المطارات المتأثرة بسوء الأحوال الجوية ، في الوقت الذي تم فيه إعادة جدولة (94) رحلة بنسبة (6%) من إجمالي عدد الرحلات ، فضلاً عن تشغيل (94) رحلة إضافية بما توفر من طائرات في أوقاتٍ مختلفة وذلك رغم الصعوبات الكبيرة التي تمثلت في عدم تواجد الطائرات بالمطارات التي كان من المفترض أن تغادر منها إلى جانب انتهاء فترات عمل أطقم القيادة والخدمة الجوية الذين كانوا يعملون على الرحلات المتوقفة أثناء العواصف الرملية وضرورة حصولهم على فترات الراحة النظامية وفق أنظمة الطيران المحلية والدولية” .
ووجه المهندس صالح الجاسر شكره وتقديره لمعالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية الأستاذ سليمان الحمدان على التوجيه بعقد ورشة العمل المتخصصة بشأن “العاصفة الرملية وتداعياتها على صناعة النقل الجوي بالمملكة” في هذا التوقيت حيث لا زالت الذاكرة تعايش تداعياتها وآثارها بما يُساعد على التقييم العلمي والموضوعي ومن ثَم الخروج بمشيئة الله ، بتوصياتٍ قابلةٍ للتطبيق والاستمرارية .
وأكد الجاسر في ختام كلمته حرص الخطوط السعودية على تعزيز التعاون والتواصل مع الهيئة العامة للطيران المدني وكافة الجهات التي تُساهم في خدمة منظومة النقل الجوي في المملكة ، والتزامها بما تتوصل إليه الورشة من توصيات ومقترحات ، وما تراه من إجراءات تُساهم في تفادي الصعوبات والحد من الآثار المترتبة على الظروف المناخية المفاجئة كالعاصفة الأخيرة التي أثرت على حركة النقل الجوي في معظم مناطق المملكة والدول المجاورة .