أجمع نحو (42) جمعية تعمل في مجال رعاية الأسرة والزواج بالمملكة العربية السعودية، على أن ثمة ظواهر ومشكلات طرأت على نمطية الحياة في الأسرة السعودية، حيث جاء هذا الإجماع بمثابة استقراء من وجهة نظر مرشدين أسريين بتلك الجمعيات، وذلك في دراسة قدمها كل من الدكتور منتصر علام محمد والدكتورة وفاء هانم محمد مصطفى الصادي، وكانت حيثياتها تتجه إلى أن الأسرة تعتبر مفاعلاً حيوياً تتم داخله التفاعلات بين أعضاء الأسرة، والتى تساعد فى حصول المجتمع على أفراد منتجين لموارد المجتمع.
وأبانت الدراسة الأولى أنها تستطيع بمؤشرات البحث العلمي التعرف على المشكلات الاسرية في المجتمع السعودي، ليساعد في تحديد درجة التجانس والاستقرار داخل الأسرة من أجل العمل عليها فى المستقبل, ودعوة القطاع الخيري والخاص فى التصدي لتلك المشكلات الاسرية من خلال ابتكار وسائل جديدة أكثر فعالية مناسبة للمجتمع المعاصر.
ودعت الدراسة إلى توفير مجموعة من الافكار والمقترحات يمكن أن تفيد المرشدين الاسريين لتطوير مناخ مناسب داخل جمعيات الزواج ورعاية الأسرة فى السعودية, واستشراف مستقبل المشكلات الاسرية فيها بما يساعد على وضع سياسات لرعاية الأسرة، تمنع ظهور تلك المشكلات فى المستقبل, والعمل على تحويل المشكلات الاسرية إلى مجموعة من الخدمات والبرامج، وتوفيرها فى مختلف مناطق المملكة المحرومة من تلك الخدمات.
وألمح الباحثان بأن أهداف الدراسة تكمن في تحديد المشكلات التي تعاني منها الأسرة السعودية في المجتمع السعودي المعاصر، وتحليل الدراسات السابقة المرتبطة بمشكلات تلك الأسر, ووصف أسبابها بأنها أسباب تتعلق بـ (الزوج، الزوجة، الحياة الزوجية، أسباب مجتمعية)، وذلك من وجهة نظر المرشدين الأسرين بجمعيات الزواج ورعاية الأسرة, والتوصل بعد ذلك إلى أكثر المشكلات الاسرية في المملكة خلال السنوات العشر المقبلة, وتحديد الجهود الفعالة للتصدي للمشكلات الأسرية, والتوصل إلى رؤية مستقبلية لمواجهة المشكلات الأسرية في المملكة.
في المقابل كان للدكتور محمد بن سعيد بن سعد القرني، ورقة أخرى تتحدث عن أثر التحضر على الأسرة السعودية، مشيرا إلى أن التحضر ظاهرة عالمية بدأ الاهتمام به في وقت مبكر في كثير من بلاد العالم، لا سيما في دول أوربا وأمريكا.
وفي منتصف القرن العشرين ازداد الاهتمام به من قبل كثير من علماء العالم في جميع التخصصات العلمية؛ بغرض معرفة مدى تأثيره على المؤسسات والأفراد والسلوك الإنساني، وكذلك على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات الإنسانية.
وأكد بأن التحضر هو العملية التي تتم من خلال الزيادة المطردة لعدد السكان في المدن، والهجرة الكبيرة والمتزايدة للسكان من الريف والبادية إلى المدن، بالإضافة إلى النمو الاقتصادي السريع والتقدم العلمي والتكنولوجي.
وأضاف بأنه قد أسهم التحضر في إحداث العديد من التحولات والتغيرات التي طرأت على كل المجالات في المجتمع السعودي، لا سيما المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والعمرانية والصحية والتعليمية والاجتماعية.
كما أن الأسرة في المجتمع السعودي، التي تعد نواة له، ليست استثناء؛ فقد تأثرت ــ أيضاً ــ بالتحضر تأثراً كبيراً، وذلك منذ بداية عام 1390هـ، والذي يمثل البداية والانطلاقة الحقيقية للخطط الخمسية الطموحة للتنمية في السعودية.
[CENTER][url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-405fce2458.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-405fce2458.jpg[/img][/url][/CENTER]