ألقى رئيس مؤسسة مركز الحضارة الإسلامية في جمهورية مقدونيا الشيخ بنيامين إدريس كلمة أعرب فيها عن شكره لسلطنة عُمان ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على إقامة معرض “رسالة الإسلام من عُمان” بالتعاون مع مركز الحضارة الإسلامية في مقدونيا، مؤكدًا دور هذه المناشط في تذكير البشرية بأهمية قيم التعايش والتفاهم والتسامح.
وقال أحد الصحفيين بعد تغطيته للمعرض :
عندما طلب مني مدير التحرير أن أتوجه إلى “المتحف الوطني المقدوني” لتغطية أحداث “معرض رسالة الإسلام من عُمان” والذي تم افتتاحه صباح الثلاثاء10مارس2015م، بالعاصمة المقدونية، كنت أجهل الكثير عن هذه الدولة التي تسمى عاصمتها “مسقط”، كما أنني كنت أجهل الكثير عن الإسلام، الذي تصورته مرعبًا ومتوحشاً، وأنا هنا لا يمكن لومي على هذه الفكرة التي أخذتها عن الإسلام، حيث أنني أسمع وأرى ما يتم تداوله حول العالم من قطع بعض المسلمين لرؤوس البشر، كما أنني تلقيت خبر إطلاق النار على زملائي الصحفيين بجريدة “شارلي إيبدو” الفرنسية ببالغ الحزن والأسى، وقد تولد عندي الكره والعداء لبعض المسلمين الذين يتبنون العنف والتطرف.
. ولقد تغيرت عندي اليوم الكثير من القناعات والأفكار حول الإسلام، بعد زيارتي وتغطيتي لــ “معرض رسالة الإسلام من عُمان”، والذي تنظمه حكومة الدولة العُمانية التي يترأسها السلطان قابوس (74 عام)، والذي يسعى إلى نشر السلام والإسلام بطريقة مختلفة وجديدة تجد الكثير من الإقبال في دول العالم، حيث يسعى (قابوس) إلى نشر الإسلام بالكلمة الطيبة، والأسلوب الحسن، والطريقة المهذبة واللبقة، وهذا بحسب ما قاله لي بعض الزملاء هو نتيجة تراكم تاريخي وثقافي في دولة عُمان، التي كانت تسعى لهذا الغرض منذ مئات السنين، واستطاع العمانيون نشر الإسلام في أفريقيا، والصين، وكثير من دول العالم، تحت مظلة قيم التفاهم والتعايش والحوار بين شعوب العالم والتركيز على المشترك الإنساني ونبذ كل صور وأشكال التطرف والعنف والكراهية والدعوة إلى احترام المقدسات والأنبياء.
وهذا ما أكدهُ الشيخ “بنيامين إدريس” رئيس مؤسسة مركز الحضارة الإسلامية في جمهورية مقدونيا، حيث قال في كلمته بهذه المناسبة: (إن السلطنة تتجسد في التسامح والتفاهم والتعايش وهي ثمرة تاريخ عريق ينعكس أثره في العالم).
لم أصدق وأنا أتجول في المعرض وألتقي هؤلاء المسلمين العُمانيين، بلباسهم وعمائمهم البيضاء، فقد شدتني ملابسهم، وأخلاقهم، ورقي تعاملهم، وشعرت بأن الإسلام الحقيقي ليس ذلك الذي تنشر عنه بعض سائل الإعلام من قتل وتفجير وانتحار، بل هو هذا، الإسلام الذي يدعو إلى التعايش والسلام والوئام بين كل شعوب العالم مهما اختلفت دياناتهم، ولغاتهم، وثقافاتهم. اليوم أنا متشوقُ جدا إلى زيارة هذه الدولة التي تسمى عُمان، فقد قرأت عنها بعض المعلومات في “شبكة الإنترنت”، وعلمت بأنها تضم الكثير من المقومات التاريخية، والمواقع الأثرية، إلى جانب الفنون على اختلاف أنواعها، وما أبهرني أن بها مبنى خاص “بالأوبرا”، وقد شاهدت صورا للمبنى ويبدو أنه مبنى بالغ التنظيم وذو جودة عالية في البناء والتشييد، كما سرني أن أطلع في المعرض على 20 صورة فوتوغرافية لمصورين عُمانيين عن الحياة العامة في عُمان، ولوحات من الفن التشكيلي العُماني، والخط العربي بالإضافة إلى عرض بعض التحف العُمانية وملامح الحياة العامة في هذه الدولة التي تبدو بأنها عريقة عراقة التاريخ نفسه.
أنني اليوم ألوم نفسي على تلك الأفكار والمعتقدات السيئة التي أخذتها عن المسلمين بشكل عام، والعرب بشكل عام، ولكنني سأحاول تصحيح هذه الخطيئة من خلال قرائتي الكثيرة عن الإسلام ، وقد عاهدت نفسي أن أزور عُمان في أقرب فرصة ممكنة.