اوضح الدكتور عبدالله الجودي استشاري طب الأسرة والمجتمع، ورئيس لجنة الأخلاقيات بالمستشفى الجامعي بالخبر بجامعة الدمام أن أكثر النصائح الطبية التي تطرح من خلال برامج الثقافة الصحية التلفزيونية تفتقر للأدلة والبراهين العلمية ، مطالباً بضرورة مراجعة المنهجية المستعملة في إعداد وتقديم تلك البرامج التي تضع مسئولية كبيرة على عاتق القائمين على إعداد وتقديم هذه البرامج ومحذرا من قبول كل ما يقال فيها .
جاء ذلك خلال حديثه عن مشاركته مع فريق تحرير المجلة الطبية البريطانية موفدا من جامعة الدمام في تحكيم دراسة علمية تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم حول تلك البرامج – تم نشرها مؤخرا في المجلة – وبيّن الدكتور الجودي أن الدارسة التي تحتاج إلى تكرارها في أماكن مختلفة وبباحثين مختلفين لاعتماد نتائجها، أثارت أسئلة جوهرية حول مدى جودة المادة المقدمة في برامج التوعية الصحية المباشرة على وسائل الإعلام ومدى اعتمادها على أفضل الأدلة والبراهين العلمية مما يجعل الباحث والمشاهد على حد سواء في حذر شديد وتحفظ بالغ مما يعرض في تلك البرامج من حيث توافقه مع الأدلة العلمية من عدمه.
وذكر الجودي بأن باحثين من جامعة البرتا بكندا قاموا بتسجيل حلقات برنامجين من أهم برامج الثقافة الصحية التلفزيونية وهما برنامج “دكتور أوز” Dr. Oz وبرنامج “الأطباء” The Doctors وذلك من بداية شهر يناير إلى نهاية شهر مايو 2013 بواقع 78 حلقة لبرنامج “دكتور أوز” و79 حلقة لبرنامج “الأطباء”، وجدوا بأنه في 57.4%-58.7% من المرات كانت النصائح في البرنامجين عامة ومجملة وغير محددة، كما أن الباحثين اختاروا 160 نصيحة من أقوى نصائح كل برنامج عشوائيًا و أخضعوها لاختبارات “الطب المبني على البراهين” الصارمة لمعرفة مدى اعتمادها على الدليل والبرهان العلميين، فوجدوا أن : 54% فقط من النصائح لها ما يؤيدها من الأدلة العلمية المنشورة في المجلات العلمية المحكمة (33% في برنامج “دكتور أوز” و 53% في برنامج “الأطباء”). وأن الدليل كان ضد ما ذكر في البرنامج في 11% من نصائح برنامج “دكتور أوز” و 13% من نصائح برنامج “الأطباء” .
رابط الدراسة : [url]http://www.bmj.com/content/349/bmj.g7346[/url]