شدد معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء على أهمية احترام فتاوى المجامع الفقهية على اعتبار أنها آراء فقهية جماعية هي أقرب إلى الصواب من الرأي الفقهي الأحادي .
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها فضيلته ضمن الموسم الثقافي لرابطة العالم الإسلامي وخاطب فيها حشد من مدراء المراكز والمؤسسات الإسلامية في الخارج وقال : الجماعة خير من الفرقة ولكل بلد مطلعهم وجمع كلمة المسلمين أفضل وهو خير ما يجلب الناس إليه .
وزاد معاليه ” مما يؤسفنا أن نجد من أبناءنا الطلاب أن يذهب إلى بلاده فيناصب أحدهم شيوخه العداء فيبني أو يؤسس مركزاً إسلامياً يخالف من خلاله المراكز الأخرى مما يشغلهم في زرع المكائد في الوقت الذي ينبغي أن ينشغلوا فيه بالدعوة وهداية الناس وجمعهم على كلمة سواء ”
وأكد الشيخ المطلق أن المذاهب الفقهية في العالم الإسلامي ، هي مدرسة فقهية واحدة ، وأنه لا يجوز أن التفرق من أجل التعصب المذهبي ويجب أن نحترم كل المذاهب الفقهية ونحترم تلامذتها ”
وأضاف ” إن مما نحذر منه في بلادنا أن يذهب شخص إلى بلاد أخرى ويدرسهم بمذهب فقهي غير الذي عرفوه وتلقوه فنحن في الفقه كمدرسة واحدة وما أجمل أن تخدم المذاهب الفقهية المذاهب الأخرى وأن يشعر المسلمون أنهم يشعرون أننا معهم على الصواب والناس إذا قبلوا الفقيه استمعوا له .
وأستشهد الشيخ المطلق بموقف شخصي حدث له في ولاية أمريكية عندما حذره عدد من أصدقائه من الذهاب لمسجد آخر خالفوه في المذهب الفقهي لكنه أصر على الذهاب إلى المسجد وقيامه بالصلاة خلف الإمام والاستماع لدرسه والدعاء معه مما دفع ذلك الإمام لتقديم الشيخ المطلق للإمامة في المسجد وإبلاغ المصلين بأنه من بلاد الحرمين .
ومن خلال تجربته يرى الشيخ المطلق أن بالاحترام وإظهار النصح والمحبة وإظهار الشفقة يمكن الدخول إلى قلوب الناس وهو نهج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يعيش هموم الناس ويخدمهم ويقضي حاجاتهم ويواسيهم في مصابهم ويشاركهم أفراحهم .
ونبه الشيخ المطلق إلى أن من القواعد الفقهية قاعدة تغير الزمان وتغير المكان وهي قاعدة فقهية لها فوائد كبيرة ولا بد من ضبطها حتى لا تستغل من قبل المتحايلين ولا أدل على الأخذ بهذه القاعدة من أن الإمام الشافعي رحمه الله عندما انتقل من العراق إلى مصر راعى تغير البيئة في المسائل الفقهية .
وقال الشيخ المطلق ” أن هذه القاعدة الفقهية ليست على سبيل الديمومة وأن معرفة الأدلة الفقهية من الكتاب والسنة النبوية هو زاد الفقيه .
ووصف الشيخ الفقيه دور مهمة الفقيه في مجال التدريس والوعظ والفتوى بمثل مهمة المسوق للبضائع فكلما حرص الفقيه على هداية الناس وتحملهم والشفقة عليهم في الوقت نجد أن ثمة دعاة وفقهاء لا يراعون مقاصد الشريعة ولا يهمهم تفرق المسلمين .
وأوصى الشيخ المطلق مدراء المراكز الإسلامية والفقهاء والدعاة من ضيوف رابطة العالم الإسلامي بخمسة وصايا الأولى احترام الأئمة ورؤساء المراكز ومعرفة قدرهم لو عليهم نقائص مع الحذر من فرقة المسلمين والعمل على جمع شملهم لأن الفرقة شتات وفشل مبيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخدم وجهاء الناس وينزلهم منازلهم .
وشدد الشيخ المطلق على تعليم الأبناء في بلاد الأقليات وقال ” وجدنا نصرانيا جده الرابع مسلما ” مشدداً على أهمية استثمار فرص المنح الجامعية التي توفرها الجامعات الإسلامية الكبرى مثل الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة والأزهر الشريف .
وطالب الشيخ المطلق في رابع وصاياه باحترام المجامع الفقهية وأعتبر ما يصدر منها من فتاوى هي أراء فقهية جماعية أقرب إلى الصواب من الرأي الأحادي في الفتوى معتبراً أن احترام الرأي الفقهي الجماعي دليل على قوة المركز الإسلامي في الخارج وحسن نظره معبراً عن أسفه لوجود مراكز إسلامية تجرح وتقدح في بعض الفقهاء .