رأس صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة اليوم ” الثلاثاء ” بمكتب سموه بجدة الاجتماع الثاني للعام المالي 1435- 1436هـ لمحافظي محافظات المنطقة الذي ناقش العديد من الجوانب التنموية والاجتماعية والاجراءات الادارية.
واستهل سمو أمير منطقة مكة المكرمة الاجتماع بكلمة رحب فيها بالجميع وعبر عن شكره لهم على جهودهم في انجاح موسم العمرة خلال شهر رمضان المبارك معتبراً ذلك النجاح بداية عمل نوعي وتكاملي لإنجاح موسم الحج وبذل أقصى الجهد لتذليل كافة المصاعب وتحقيق النجاح المأمول في مثل هذا الموسم العظيم، مشيرا الى الاهتمام الكبير الذي تحظى به منطقة مكة المكرمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهما الله مما أثمر انجازاً في المشروعات وتميزاً في الخدمات وتسهيلا على الحجاج والمعتمرين معتبراً أن المراحل المتقدمة التي وصلت لها توسعة الحرم المكي الشريف ومراحل قطار الحرمين ومطار جدة ترجمة فعلية لهذا الاهتمام والدعم اللامحدود كما أن قرار مجلس الوزراء باستثناء مشروع النقل العام بمكة المكرمة من نظام المنافسات الحكومية يؤكد ما تحظى به المنطقة من رعاية وعناية واهتمام من قيادتنا وطننا الغالي.
وأشاد أمير منطقة مكة المكرمة بمتابعة ودعم سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وحرصه الكبير لتهيئة كل السبل المعينة على تحقيق أقصى درجات النجاح.
وأعتبر سمو الامير مشعل بن عبدالله في كلمته للمحافظين أن خدمة الوطن الحقيقية هي التسهيل والتيسير على المواطنين والمقيمين والحرص على تقديم أفضل الخدمات بأسهل الطرق مشيرا الى أن أمارة المنطقة تسعى لتحقيق خطوات نوعية في هذا الاتجاه من خلال تفعيل الخدمات الالكترونية والتوسع في التعاملات المحوسبة وهو هدف أساسي تتطلع الأمارة لتطبيقه عمليا بجهود محافظات المنطقة معتبراً أن هذا التوجه يمثل جزءاً تنموياً هاماً يواكب العصر ووسائله الحديثة.
وأشار الأمير مشعل الى ضرورة المتابعة الميدانية من كافة المحافظين للمشاريع القائم تنفيذها ومراحل التنفيذ ووضع حلول عاجلة وبديلة للمشاريع المتعثرة أو المتأخرة مع المتابعة الميدانية الدائمة قائلا : ” لن يتوقف مشروع واحد في منطقتنا “. مؤكداً سموه على أنها المهمة الأولى للمسئولين في محافظات المنطقة ومشددا على أنه يتابع شخصياً تفاصيل كل مشروع والتقارير المقدمة عن مراحل تنفيذه بالتنسيق مع مجلس المنطقة واللجنة التي تم تشكيلها خصيصا لمتابعة هذه المشاريع.
عقب ذلك اذن سمو أمير منطقة مكة المكرمة بالبدء في محاور النقاش والذي قدم من خلاله وكيل الامارة المكلف الاستاذ سعد بن مقبل الميموني ورقة بعنوان (التعديات والعشوائيات .. الاسباب والحلول) استعرض فيها اساليب التعديات وبناء العشوائيات ومواقع انتشارها على حواف الكتل العمرانية والطرق الفرعية والأخرى المتفرعة من الطرق الرئيسية وحدد في ورقته أسباب تزايد التعديات ومسببات توسعها.
فيما قدم محافظ محافظة بحرة ورقة عمل مماثلة بعنوان (ظاهرة التعديات .. الواقع والمأمول) تحدث فيها عن الأوامر الصادرة لمنع التعديات على الأراضي الحكومية وأساليب المحافظة عليها والعوائق المرتبطة بلجان التعديات ومراقبة الاراضي كذلك السلبيات التي تواجه لجان المراقبة للأراضي الحكومية مستعرضاً عدداً من العوامل المساعدة على انتشار ظاهرة التعديات.
عقب ذلك ناقش المجتمعون ورقة العمل المقدمة من الامانة العامة لمجلس المنطقة حول تفعيل دور المجالس المحلية لتطوير المحافظات وآليات العمل المناسبة لهذه المجالس للقيام بدورها كرافد رئيسي لمجلس المنطقة ومنطلق لمتابعة التنمية ومشاريعها على مستوى المحافظات الى جانب الرقابة الدائمة وتفعيل المتابعة الميدانية لتنفيذ المشاريع وضمان عدم تعثرها.
كما استعرضت الورقة سلبيات ضعف الدور الرقابي على تنفيذ المشاريع التنمويةوالاسباب المؤدية لذلكوذهبت الورقة في خطوة عملية الى تحديد اسباب بعينها ساهمت في تأخر التنمية ببعض المدن والمحافظات عن غيرها في المنطقة جاء في مقدمتها عدم توفر فروع للجهات الحكومية ببعض المحافظات وفق مانصت عليه الأوامر السامية والتي تؤكد على ذلك، بالإضافة لضعف دور بعض المجالس المحلية وغياب التنسيق بين الامانات وبعض المحافظات عند الاسترشاد بالمخططات الاقليمية ومخرجات استراتيجية التنمية العمرانية، الى جانب عشوائية التخطيط الذي يسهم في اعاقة سير التنمية الشاملة والمتوازنة.
عقب ذلك تدارس الاجتماع العديد من المواضيع ذات الصلة بتطوير آلية العمل في المحافظات والوسائل الأنسب لتفعيل جوانب التطوير الى جانب تبادل الخبرات العملية المتميزة بين محافظات المنطقة.
وفي ختام الاجتماع شكر سمو أمير المنطقة الجميع على حضورهم وتفاعلهم في النقاش والحوار لخدمة هذا الوطن الغالي داعيا الله العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل قيادتنا الرشيدة .