قالت قناة “سي إن إن “الأمريكية، إن مسلحين يشتبه في أنهم من تنظيم داعش، سيطروا على أربع بلدات إستراتيجية قد تقرّبهم من محاصرة بغداد من الغرب، وذلك بدعمٍ من العشائر هناك, مبينةً – بحسب مسؤول عراقي كبير – أن هذه البلدات تعد إستراتيجية وذات مساحات واسعة وتقع على طول الطريق السريع بين بغداد وسوريا وهي: مدينة القائم وبلدة الروة وانا وبلدة الحسيبة.
ووفقاً للمسؤول العراقي، فإن “داعش” يلقى دعماً وإسناداً من العشائر السنية في تلك المناطق, فيما علّق المحلل الأمريكي نك روبوتسون، على هذه التطورات السريعة، قائلاً: الآن يستطيع المقاتل أن يعبر من سوريا إلى بغداد في غضون أربع ساعات فقط، حيث أقرب بلدة تبعد عن بغداد وتحت سيطرة المسلحين الذين يشتبه في أنهم من تنظيم داعش، هي الحسيبة، حيث تبعد فقط 60 ميلاً أي ما يقل عن 100 كيلو متر.
تأتي هذه التطورات المتلاحقة وسط جدل أمريكي محموم حول جدوى التدخل العسكري الأمريكي، حيث رجّحت وسائل الإعلام الأمريكية، أن العراق لن يعود إلى ما كان عليه قبل سقوط الموصل، وهناك شكوك حول قدرة الجيش العراقي على حماية بغداد, ورأت أن العراق الآن لديه خياران من المرجّح حدوثهما إما التقسيم أو حرب طائفية أهلية في حال تعذر الحل السياسي لدى العراقيين أنفسهم.
واتفق عديد من المسؤولين الأمريكيين في تصريحات لقنوات “فوكس نيوز”، و”سي إن إن” الأمريكية، وبعض البرامج الحوارية، بأن على المالكي الرحيل، وعلى العراقيين أن يتوحدوا لتشكيل حكومة عراقية تجمع كل مكونات الشعب العراقي من أجل نزع فتيل الانقسام والتدهور بسبب سياسة المالكي.
من جهة أخرى، قام جيش المهدي المتطرف باستعراضٍ عسكري ضمّ الآلاف من المنتسبين إليه وسط أجواء محمومة طائفية يمر بها العراق، فهذا الاستعراض العسكري لجيش المهدي في العراق حصد على سخرية العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب الصواريخ التي استعرضتها الميليشيات الشيعية حيث كشف عديد من الصور أن الصواريخ التي عُرضت بين الحشود العسكرية هي عبارة عن أنابيب مياه مطلية بالدهان ومموّهة بشكل جيد.
وفي تصريحات نادرة، أكّد القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المتطرف أبو بكر الجنابي، أن العملية التي قامت بها الدولة ضد القوات الحكومية للسيطرة على الموصل، بدأت من الداخل، وتمت كما كان مخططاً لها بمشاركة الدولة وأطراف أخرى مشيراً إلى أن نائب الرئيس العراقي السابق عزة إبراهيم الدوري يتعاون معهم على الهدف نفسه، ولم يصدر عنه لغاية اليوم أي تصرفٍ يثير الشك، إلا أن اليد الطولى هي للدولة.
وقال الجنابي في لقاءٍ مع صحيفة “الرأي” الكويتية: من الفرقاء الذين شاركوا مع الدولة في الهجوم رجال النقشبندية، وجيش المجاهدين، والجيش الإسلامي، مشيراً إلى انصهارٍ أكبر حاصل اليوم مع هؤلاء الفرقاء الذين تعاونّا معهم من قبل، مشيراً إلى أن رجال النقشبندية والبعث العراقي يختلفون عن البعث السوري الذي لا يعرف الإسلام، فهم يؤمنون بالعروبة والفتوحات الإسلامية، وهم يلتزمون بالدين الإسلامي ويصلون ويصومون على عكس السوريين.
وقال إن الأطراف الأخرى التي تحارب الدولة العراقية بدأت تنضم إلينا مثل أنصار الإسلام، مشيراً إلى أن أكثر القادة في الدولة الإسلامية هم من القادة العسكريين القدامى ولديهم علاقات مع قادة حاليين وسابقين؛ ما يسهل الأمور أكثر, واعتبر أن قرار أوباما بمساعدة القوات الحكومية العراقية جيد، إذ سيبدو وكأنها حرب لأميركا والمالكي ضدّ السُّنَّة في العراق.
وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان: إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، يقترب من تحقيق أهدافه بالعراق.
وقال لودريان خلال زيارته أمس، إلى منطقة تيست دو بوش بجنوبي غرب فرنسا: قد نكون إزاء تمركز مجموعةٍ إرهابيةٍ كبيرة وثرية وتضم نحو خمسة آلاف شخص.
وأكّد أن “داعش” ستستفيد في الوقت نفسه مما عثروا عليه في الموصل، التي تعد ثاني أكبر مدن العراق من الناحية المالية، ومن ثم من القدرات النفطية.
ووصف لودريان الوضع الحالي في العراق، بأنه مقلق للغاية، فهذا التنظيم حقق اختراقاً عسكرياً سريعاً للغاية، واحتل جزءاً من العراق دون صعوبة، وهو في صدد تأسيس دولة إسلامية تضم قسماً من العراق وكذلك قسماً من سوريا.
وقال وزير الدفاع الفرنسي: إن الرئيس فرانسوا أولاند مدركٌ تماما ومتيقظٌ تماماً وهناك تبادل وجهات نظر بين الحلفاء، وأن موقف فرنسا من الوضع الحالي بالعراق يقوم على ضرورة التمسك بتأمين الحدود وضمان وحدة الأراضي العراقية، إضافة إلى أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية بالعراق.