تبقى ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ذكرى عزيزة على قلبِ كلِّ مواطنٍ , وكلِّ مسلمٍ , فخادم الحرمين الشريفين له مكانةٌ عظيمةٌ , وحبٌ كبيرٌ , اكتسبه من خلال مواقفه الإنسانية , ومبادراته الرائعة , ومبادئه الرفيعة , فَسِجِلُّه – حفظه الله – حافلٌ بالمواقف الشجاعة , والقرارات المهمة المشرفة , والتوجيهات السديدة , والأحاديث المؤثرة , كما أَّن ما يقدمه لشعبه من عطاءٍ وحب , والسهر على مصالحه , والسعي للرفع من مستوى معيشته , وتعزيز شأنه في جميع جوانب حياته هو محلُّ التقدير والاعتزاز , ومنها ما أصدره خلال السنوات الماضية من الأوامر والتوجيهات الكريمة , والتي تدلُّ على أن المواطن في مقدمة اهتماماته ، فهو يتلمَّسُ دائماً احتياجات المواطنين , ودراسة أحوالهم عن كثب , ومنها اهتمامه بالرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة , ومتابعته لتوفير السكن المناسب للمواطنين , وزيادة مخصصات الإعانات التي تُقدَّمُ للجمعيات الخيرية من الدولة , واهتمامه بالتوظيف والسعودة , مع الكثير من التوجيهات والأوامر التي تَصُبُّ في مصلحة المواطن , كما أنَّ إنجازاته – حفظه الله – لايمكن حصرها , وأعماله لايمكن عدُّها في جميع المجالات , فقيادتُه للنقلةِ الحضاريةِ العظيمةِ التي تشهدها المملكة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية – والتي اختصرت الزمن – خيرُ شاهدٍ , ومنها إقرار أكبر مشروع لتوسعة الحرمين الشريفين ، والذي شمل توسعة صحن الطواف والمسعى ، وزيادة السعة الإجمالية للمصلين في الحرمين الشريفي ,. وإنشاء عددٍ من المدن الاقتصادية ، واهتمامه الكبير بالتعليم الذي يعكس فكره المتقدم , وقراءته للمستقبل من خلال قراراته بإنشاء عددٍ من الجامعات حتى تضاعفت أعدادها من ثمان جامعات إلى ما يقارب خمس وعشرين جامعة , ومتابعته لمتطلباتها , ورعايته الكريمة لها ولطلابها وطالباتها , ودعمه الدائم لها , وتوجيهاته بتوفير ما يضمن تطورها , ويحقق تقدمها ورقيها , مع فتح آفاق أرحب لخريجي الجامعات لِيُسْهِموا في بناء الوطن من خلال الالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي , والذي يعد أكبر برنامجٍ حكوميٍّ للابتعاث الخارجي في العالم , وهو الاستثمار الحقيقي للطاقات , وسوف تكون نتائجهُ عظيمة بعد سنوات عندما يعود هؤلاء الشباب إلى الوطن , وقد اكتملت البنيةُ التحتيةُ لعددٍ من الجامعات الناشئة لتكتمل صورةُ البيئة التعليمية المثالية بالكوادر الوطنية المؤهلةِ , وتوفر المنشآت المتطورة , كما أنه حفظه الله أرسى سياسةَ العدالةِ والشموليةِ والتكاملِ , ونهج الشفافية والوضوح , مع تأكيده على قيام الدولة بمسؤوليتها في حماية المال العام ، والقضاء على الفساد ومحاربة أسبابه ، حيث صدر أمره الكريم بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد , كما أنَّ إنجازاته وأعماله الخيرية – حفظه الله – تجاوزت حدودَ الوطنِ لتشملِ العالمَ الإسلامي , وتعمّ الإن
سانية جمعاء من خلال عددٍ من المواقف التاريخية , بالإضافة إلى ما يملكه من تأثيرٍ على القرار الدولي , والذي يصبُّ في مصلحة شعوب العالم دون استثناء ، جميع هذه الأمور تدعو للفخر بهذا القائد العظيم ، وتعكس ما يملكه – حفظه الله – من رأي سديد , وبُعد نظر وحكمة في اتخاذ القرارات , كما ارتبط اسمه – حفظه الله – بالتسامح والسلام والإنسانية , مع مساهمته في رقي وتقدم جميع الحضارات من خلال اهتماماته المختلفة , وتفاعله مع جميع الأحداث , ودعمه لجميع المنظمات والهيئات الدولية التي تهتم بالإنسان , وما أدل على ذلك إلا فوزه -حفظه الله – مؤخراً بجائزة شخصية العام الثقافية للعام 2014م , والتي أعلنت عنها جائزة الشيخ زايد للكتاب ، وكذلك حصوله على المرتبة الأولى في ثقة الشعوب الإسلامية , وتصدُّره للمرة الثانية في استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة “بيو” الأمريكية الشهيرة العام الماضي عن الاتجاهات العالمية في 25 دولة من جميع أنحاء العالم , وتصنيفه من قبل مجلة فوربس الأمريكية من ضمن الشخصيات الأولى الأكثر نفوذاً في العالم , والتي أرجعت اختيارها لخادم الحرمين الشريفين ضمن أوائل القائمة العالمية إلى انتهاجه – حفظه الله – طريقاً إصلاحياً معتدلاً، شَمِلَ مناحي الحياة في المملكة العربية السعودية , وكذلك حصوله على وسام الأبوة العربية الذي يأتي تقديراً من أطفال العالم العربي لدوره في دعم قضايا الطفولة العربية في مجالات إنسانية عدة , وتبنِّيه مبادراتٍ مميزة تختص بحياة الأطفال , وتوفير المعيشة المناسبة لهم , واهتمامه برعاية فصل التوائم , وأحداث المجاعة , ودعمه لجمعيات الأيتام , والمنظمات الخاصة بصحة الأطفال , ليس في الوطن العربي فقط , وإنما في العالم كافة .
كما تأتي هذه الأوسمة والألقاب والجوائز العالمية والاختيارات التي يحصل عليها والمرتبة العالية التي يُصنَّفُ فيها , والمكانة الرفيعة التي وصل إليها على مستوى زعماء دول العالم في جميع المجالات تعبيراً عن واقعٍ ملموسٍ , ويستند على حقائق ثابتة , واعترافٍ بإنجازاتٍ ماثلةٍ , يحققها هذا الرمز كل يوم , وتذكيرٍ بمكانته في كل القلوب , حفظه الله ورعاه , وأدام على وطننا الأمن والأمان والعزة والتمكين .