قبل أسبوعين في جدة كان عدد الأخبار المتناقلة عن فيروس كورونا صفر، وكان مجرد الحديث عن المرض إذا حدث فعلاً هو حديث عن إصابات فردية وحالات وفاة لمواطنين ومقيمين في مدن سعودية أخرى ظهر فيها المرض بهذا المسمى للمرة الأولى في عام 2012 في مدينة الأحساء.
كان ظهور المرض في تلك الفترة الأولى مصحوباً بحالة من الفزع والخوف خفت حدتها قبل موسم حج ذلك العام، حينها قال وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة في مقابلة مع قناة “العربية” إن كورونا لا يمثل خطراً على سلامة الحجاج والمعتمرين وتمت السيطرة عليه مع اتخاذ الوزارة للتدابير الوقائية والاحترازية والتي ساهمت في السيطرة على الفيروس واختفاء أي حالات مصابة بالمرض.
ظهر المرض بعدها على هيئة حالات فردية وفي عدة مدن سعودية، قبل أن يظهر للمرة الأولى قبل نحو عشرة أيام في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة، حين أصاب الممرض بندر الكثيري الذي توفي لاحقاً، لتعلن وزارة الصحة أنها أجرت فحوصات لمخالطين للممرض، وأن النتائج التي خرجت بها الوزارة جراء هذه التحاليل كانت سلبية، هذا الإعلان كان متزامناً مع إصابة فتاة في مكة بأنفلونزا الخنازير أدى إلى وفاتها، لاحقاً دون أن يتم الإعلان عن إصابات أخرى بالمرض الذي كان غائباً إعلامياً على الأقل منذ فترة طويلة.
أسبوع مضى بعد ذلك حتى قامت وزارة الصحة بإغلاق طوارئ مستشفى الملك فهد في جدة بعد إصابة عدد من العاملين في المستشفى بفيروس كورونا وخشية تفشي المرض بين المراجعين الذين تم توزيعهم لاحقاً بين مستشفيي الملك عبدالعزيز والثغر في جدة ليأتي الإعلان الجديد من وزارة الصحة بمثابة إشارة فزع لسكان المدينة الساحلية الذين بدأوا يتناقلون أخباراً غير مؤكدة – تم نفيها لاحقاً – عن إصابات جديدة في مستشفيات أخرى داخل المحافظة.
لكن الإحصاء الرسمي الوحيد هو ما ذكرته وزارة الصحة يوم أمس في بيان صحافي وزع في المساء وقالت فيه إن عدد الحالات المصابة في جدة هي 11 حالة توفيت منها حالتان وتماثل 6 آخرون للشفاء فيما تخضع 3 حالات للرعاية الطبية وسط إجراءات احترازية ووقائية تبذلها الوزارة مع تكليف سيدتين أحدهما سعودية وأخرى أميركية للأشراف على هذه الإجراءات.
ومع إعلان وزارة الصحة يوم أمس عن عدد الحالات المصابة في جدة ارتفع عدد المصابين بهذا المرض الذي عرفته السعودية قبل عامين إلى 175 حالة توفي منهم 66 جراء الفايروس الذي لا يتوفر له لقاح مضاد حتى الآن أو علاج متعلق به، بل يتم التعامل معه دوائياً مثل بقية أمراض الانفلونزا الأخرى، إضافة إلى مجموعة إرشادات وقائية لتفادي الإصابة تشمل غسل اليدين وعدم لمس العينين والأنف والفم باليدين قبل غسلها بالماء والصابون وتجنب التواجد في الأماكن المزدحمة.
وعلى الرغم من إعلان وزارة الصحة لمعلومات جديدة حول المرض يوم أمس، فإن باب الإشاعات فتح على مصراعيه داخل وسائل التواصل الاجتماعي عن إصابات جديدة في جدة وجنوب السعودية، وتخوف من الذهاب إلى الأماكن العامة وتوصيات يتم تناقلها عبر هذه الوسائل تنصح الأسر بعدم ذهاب أبنائها إلى المدارس، حتى اختفاء الحديث عن المرض الذي لا يعرف بعد مسببه الأول وحتى الأسباب التي أدت إلى ارتفاع عدد الحالات المصابة به داخل السعودية مقارنة مع الدول الأخرى التي تم فيها تسجيل إصابات بالمرض.