أختتمت أمس الاول فعاليات ملتقى التوعية الصحية بالمنطقة الشرقية (وعي٢٠١٤ ) والتي أقيمت في مدينة الدمام خلال الفترة ما بين 6 8 ابريل 2014م، برعاية
كريمة من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، ومبادرة من مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وقد شارك في هذا الملتقى نخبة من المتحدثين و المختصين على الصعيد المحلي و الدولي من مختلف التخصصات العلمية، في فعاليات الملتقى التي تنوعت بين الجلسات العلمية ، وورش العمل، بالإضافة إلى معرض مصاحب للجهات المعنية وقد شهد الملتقى اقبالا كبيرا من الجنسين .
وقد خلص الملتقى إلى جملة من التوصيات، استخلصت من خلال المتحدثين والمختصين ومقترحات الحضور، وهي ” تشخيص الحالات الاجتماعية السلبية كالأنماط الغذائية والسلوكية، لتحديد وسائل علاجها ونوعية حملات التوعية للحد من تفاقم تلك الظواهر وتقليص انتشارها ، التشخيص المبكر للحالات المرضية في السنوات الاولى لعمر الطفل للحد من تفاقم اعراضها ومضاعفاتها في المنزل، و تم طرح حالة الفرط الحركي كقضية ، بالإضافة إلى التركيز على توعية ذوي الاحتياجات الخاصة من أفراد المجتمع، وتكثيف الدراسات والبرامج الهادفة لتقليل المعاناة في حال إصابة الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة بالأمراض ، مطالبة رجال الأعمال بالمشاركة الفاعلة في افتتاح مزيد من البرامج والمدارس والمراكز لذوي الاحتياجات الخاصة ، تنفيذ الدراسات الواقعية الصحية بكل أبعادها ومظاهرها، مع رسم رؤى وأهداف مستقبلية للانتقال الى بيئة مجتمعية صحية أفضل ، وضع الخطط العملية من قبل إدارات التثقيف الصحي بالمنشآت الطبية لمكافحة السمنة وارتفاع الوزن لدى النشء ، وتطبيق سياسات وبرامج التوجيه الصحي في مجالات الغذاء والتغذية، وإدراج العادات الصحية والشخصية في المناهج الدراسية الرسمية والأنشطة غير الرسمية لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات ،ورفع مستويات الوعي الصحي عبر وضع آليات للتواصل والتنسيق بين الصحة المدرسية والمنشآت الصحية وإدارات المدارس ، ضرورة تطبيق برامج خاصة بالتثقيف الغذائي والصحي على طلاب المدارس ، تفعيل دور وسائل الاعلام الجديد في نشر الوعي الغذائي ، التوعية بالمفاهيم الغذائية مع تعزيزالنشاط البدني كاسلوب حياة علاجي وقائي ، التركيز على إنشاء قنوات توعوية متنوعة للمراهقين والشبان البالغين ، تطوير قدرات الآباء والمعلمين والمعلمات بتدشين برامج تدربية في طرق ووسائل التوعية المجتمعي بما يكفل تعزيز الصحة الجسدية والنفسية للطلاب ويضمن تعاملهم الصحيح مع كافة المخاطر والتحديات ، تحفيز دور القراءة والمكتبات في عملية التوعية الصحية لدى الطفل والبالغ ، والتركيز على تشجيع الإبداع والابتكار ليكون لغة للحوار وأسلوباً للعمل والإنتاج التوعوي ،تذليل عوائق الاستيعاب لدى النشء عن طريق ايصال المعلومة التوعوية من خلال استخدام المؤثرات البصرية والسمعية ،ومراعاة الجودة في الارشاد التوعوي لتحفيز الجمهور على إعتناق برامج التثقيف وتطبيقها على كافة شرائح المجتمع ، توظيف طاقات الشباب وتوجيهها نحو المشاركة في التأسيس لقواعد مجتمع صحي خال من الأمراض والمشاكل الصحية ،وإلزام المقاصف المدرسية بضرورة توفير الوجبات الغذائية الصحية ، إيجاد عيادة صحية في كل مدرسة تعنى بتقديم الدعم والإسعافات اللازمة لمرضى السكري والصرع وغيرهم من الأمراض المزمنة ، كما اوصت اللجنة المنظمة لملتقى التوعية الصحية بالمنطقة الشرقية ” وعي 2014″، من واقع ما تمخضت عنه جلسات ومشاورات الملتقى على إعداد منهج لنشاط غير صفي تحت مسمى”صحة” يُدرّس بواقع حصة أسبوعية في كافة المراحل الدراسية ،وضع آلية لمتابعة تنفيذ مشروع نشاط الصحة المدرسية ،وتفعيل دور المثقف الصحي في المنشآت الصحية مع مراكز الرعاية الأولية ومدارس الأحياء.
و شهد الملتقى يوم امس ثلاث جلسات توعوية، حملت الجلسة الأولى عنوان “التوعية الصحية” وأدارها الإعلامي والمذيع بقناة ام بي سي علي الغفيلي ، واحتوت ورقتي عمل بدأت بتقديمها مديرة برنامج تعليم وتطوير التمريض في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتورة أماني بابقي ، تحدثت فيها عن دور مهنة التمريض بالنسبة للمراهق، ودور التمريض في رعاية النشئ .
ونوهت الدكتوره أماني باقي إلى أهمية دور الاسرة و المدرسة في التوعية الصحية، خاصة في التغيرات التي تحصل في هذه المرحلة، مشيرة إلى أهمية دور التمريض من ناحية الأمور التوعوية التي يمكن للممرض او الممرضة أن يساهم فيها للتوعية لهذه المرحلة العمرية ، وعن الاخطار التي تهدد النشئ اليوم قالت ” وصلنا إلى مرحلة حيث أصبح فيها العالم قرية صغيرة ، وزادت فيها المشاكل فلم نعد نتكلم عن المخدرات او الأدوية ، بل وصلنا إلى مرحلة أن الخطر وصل إلى البيت ونحن لا ندرك ذلك، فمن الممكن أن ننقل معلومة خطأ او ننقل سلوك خاطئ إن لم يكن هناك توعية صحية من الاهل أو المدرسة عن صحة المعلومة، أو أمراض صحية لهذا النشئ إن لم يكن هناك اعتبار لهم”. وأشارت إلى أن التوعية لم تعد تشمل أخطار المخدرات، بل هناك خوف و قلق ورهاب موجودين نتيجة التقنيات الموجودة، خصوصا أن النشئ اصبح اليوم منعزل، بسبب الاجهزة الحديثة مثل الايباد والهواتف الذكية أو حتى ألعاب البلايستيشن، فأصبح لدينا جيل مراهق ليس له علاقة بالمجتمع .والسبب نحن بلا شك، سواء كانت العائلة من حيث طريقة التربية في حال وجود النموذج ، أو
المدرسة والمعلمين، ويجب أن يكون لنا يد في حل هذه المشكلة ، وحول الاحتياجات للأبناء قبل وصول مرحلة المراهقة , قالت “أبسط شيء هو الحوار
في البيت والمدرسة، وكذلك التأهيل في البيت أو المدرسة ” وفي ورقة العمل الثانية تحدث مدير عام مركز تعزيز الصحة بالرياض الدكتور صالح الأنصاري عن فرص وخصوصيات التوعية الصحية المدرسية . منوها إلى أن لها خصوصية مختلفة عن أشكال التوعية في الإعلام والميادين الأخرى، موضحا أن الطرق التقليدية في المدارس هي سبب رئيسي في عزوف الطلاب عن هذه التوعية وسبب في عدم تفعيل دورها بالشكل المناسب، مشيرا إلى أن الطرق والرسائل والأساليب التقليدية التي لا تشد الطلاب الصغار هي من أهم الاسباب في عدم اهتمامهم بالتوعية الصحية، واختتم الأنصاري حديثه موضحا أن الصرف والدفع بذكاء وبأساليب فكرية وجاذبة على إعلانات غير صحية، تقابلها أساليب روتينية أو بدائية للتوعية.
وأكد المدير العام التنفيذي بمستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام ، والمشرف العام على ملتقى التوعية الصحية (وعي 2014) الدكتور خالد بن محمد الشيباني ،على نجاح الملتقى من خلال الاصداء الايجابية الواسعة والاشادات التي تصلهم من قبل الحضور ، خاصة ممن كان لهم دور كبير في اثراء الجدول العلمي نظراَ لتفاعلهم الملحوظ مع المشاركين بالملتقى في الجلسات العلمية والحوارات وورش العمل ، والذين تم اختيارهم للمشاركة في الملتقى وفق أسس علمية وقدرة فائقة على ايصال المعلومة لدى المتلقين بمختلف فئاتهم السنية وشكر الدكتور الشيباني جميع المشاركين في الملتقى ، بما فيهم الحضور ، اضافة الى الاعضاء العاملين بمختلف اللجان القائمة على (وعي ) ، وكذلك المتطوعين والبالغ عددهم نحو 200 ، تمثلت طبيعة مشاركتهم في التنظيم ، والتسجيل ومساندة اللجان الادارية .
الجدير ذكره أن (وعي 2014م) يعد إحدى المبادرات التي تهدف إلى تفعيل نطاقات التوعية الصحية والوقائية للفرد والمجتمع، مع التركيز على النشء في مراحله
الدراسية، من خلال عرض وتقديم الدراسات البحثية وتبادل الآراء ومناقشة القضايا الهامة التي تعمل على إنماء مجالات التوعية الصحية.