سريعا وكلمح البصر رحلت من ( روزنامة ) عمري أيام شهر مبارك ، انصرمت ليالي الروحانية الجميلة ، بعذوبة ذكرياتها ، وروعة لحظاتها .. وأخذت معها من كوكبنا روح أميرنا الإنسان العظيم ( سعود الفيصل ) رحمه الله ..
لم يكن رحيله عاديا .. ولم يكن فراقه طبيعيا .. وإنما رسم على الوجوه مسحة حزن أليمة ،، وكأني به مسافر قطع تذكرة المغادرة ولوّح لنا وداعا ، ونحن في صالة الانتظار ، كلٌّ منا يترقب اللحظة الموعودة التي يحمل فيها تذكرة الصعود ، ليغادر أحبته …( عِش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه …)
الفراق لحظة دامية مرّة أليمة ، ولكنها حتمية ، فالخلود حين ينادي منادٍ : ( يا أهل الجنة خلود بلا موت …..
جعلنا الله وإياكم من أهلها … لكنّا سريعا مانمسح دموع الحزن ، وننسى لأننا شقٌ من النسيان ، ونلملم جراحنا لنبتسم للحياة من جديد ، وهذه من نعم الله على الإنسان أن يكون ألمٌ وأمل ..
وتأتي لحظة إعلان يوم العيد لنغرّد ونبتسم، ونمسح كل مافي قلوبنا من أكدار الحياة ، وشوائب البشر ، لنصافح ونتهادى ونتواصل ، ونرسم صورة إيمانية عظيمة تزينها ألوان الفرح في وجوه أطفالنا وأهلينا .. ونعلم أن العيد الذي سمي عيدا لأنه ( يعود ) كما قالت العرب ، هو عود أحمد بالخير والطهر وصفاء النفوس وبدء موسم جديد لطاعات أجمل ..
عيدي دائما يعود بلوحة ملونة مزركشة أرسمها لمستقبل أيامي القادمة ، لا مكان فيها للزوايا المظلمة مهما كانت الأحوال والظروف .. أخططها بما يجب أن يكون عليه القادم بمشيئة الله .. أفلا يستحق عمرنا الذي وهبنا الله إياه أن يرسم بدقة ، ويلوّن بعناية، قبل أن نغفو تلك الغفوة الأبدية ؟؟!!
فبأي حال عاد عيدكم ؟!
[COLOR=#ff00bf]
خلود النازل [/COLOR]
مشرفة اللغة العربية
كاتبة صحفية .. تبوك
تعليق واحد
بارك الله فيك وفي قلمك …مبدعه أستاذة خلود ومقال جميل ❤