ورحل مؤسس السياسة الخارجية

للتأريخ بصمات إنصاف ووقفات عدل مع الرجال العظماء الاوفياء، و عندما يتحدث التأريخ عن السياسة والحكمة والدهاء والذكاء والفطنة فسوف تتغير مفاهيمه ومعادلاته فيما لو تجاوزت أحرفه وأسطره وصفحاته ذكرمآثر وحياة فقيد العالم والأمة العربية والإسلامية صاحب الرحمة والغفران بإذن الله تعالى ، صاحب تلك الحياة الحافلة بالعطاءات البناءة والمثمرة والمجهودات الجبارة والرائدة سعود بن فيصل بن عبدالعزيز الرجل الدولة؛ والرجل الإنسان؛ و المعجزة؛ والرجل العملاق فى سياسته وفي أفكاره وفي إنجازاته ، الفذ في توجهاته وتوجيهاته وتصرفاته وكمال أخلاقه المغفور له باذن الله سعود الفيصل الذي تخلى عن التسميات والنعوت والمناصب الدنيوية ليترك في نفس محبيه حزنا وأسى كالجبال وليوارى جثمانه الثرى ويلاقي خالقه بنفحات من الوضاءة وحسن الختام في الشهر المبارك شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران ، ولسان من يعرفه ومن لا يعرفه لا يفتر عن ذكره بالخيرية والدعاء له بالاستقرار في أعالي الجنان وحالهم أمنيات أن الخبر لا يتجاوز كونه إشاعة.
كان الفيصل سياسا متأثر ومؤثر تأثر بأحداث الأمة العربية والأمة الإسلامية فلم يكن يغفو له جفن ولا يهدأ له بال وهناك مشكلة عالقة وذات مساس بمصلحة الأمتين العربية والاسلامية بل والمشكلات العالمية حتى يوجد الحلول الملائمة والمناسبة لتلك المشكلات ، وهنا دور التأثير فلقد كان الفيصل يرحمه الله صاحب حجة وإقناع ووعي وإدراك وأخلاق سامية منقطعة النظير .
له مع أسرته أسلوب تربوي مثالي فريد وله مع المجتمع إنسانيةفذة دونت اسمه في ذاكرة الجميع بدأ حياته شابانزيها ورعا وعاد الى ربه عابدا زاهدا أحسن الله ختامه بإذن الله حيث كانت آخر ألفاظه الشهادتين .
رحمك الله أيها الأميرالإنسان وأسكنك فسيح جناته وجمعك بجدك عبدالعزيز وأبيك الفيصل وأعمامك سعود وخالد و الفهد وعبدالله في عليين وأجرنا يالله في مصيبتنا والهمنا وأهله وأسرته والوطن الصبر والسلوان وأنا لله وإنا إليه راجعون..

عبدالعزيز الناصري