للتعايش أكثر من معنى وله مدلولات متعددة ولعل مفهومي الخاص للتعايش لا يخرج عن كونه تفاهم وانسجام وتعاطي وتبادل لفعل الخيرات بين أفراد الأسرة والمجتمع والمدينة والدولة .
وجدير ذكره أن التعايش المجتمعي الراقي لا يدخل الأديان والطوائف والمذاهب ضمن ابجدياته مطلقا .
ولا أحد يجهل أبدا أن ثقافة التعايش المتميز دل عليها نبينا الأمي محمد بن عبدالله الهادي الأمين قبل خمسة عشر قرنا من الزمان ، وما وثيقة المدينة مع يهودها إلا نوع من أنواع التعايش الراقي بل والمنظم للعدالة والمساواة وحفظ الحريات والحقوق .
إن التعايش المثالي والراقي والمتميز يمثله تحديد علاقات الأشخاص بعضهم ببعض وفق منهج العدل المطلق والمساواةالتامة ومعرفة الحقوق والواجبات المتبادلة بين الأفراد والجماعات واحترام الحريات المؤطرة والمحمودة وتأصيلها
تأصيلا حقيقيا يشع نوره سموا وفضيلة
إن ما يحدث من اختلافات وتنافر وتشاحن وتباغض وعداءات قد تصل إلى حد إزهاق الأرواح ليس مردها وسببها الطائفية الدينية ولا المذهبية العقدية لأن أصحاب المذاهب والطوائف والملل الذين هم عباد الله الموحدين لا يوجد في معتقداتهم ما يوحي إلى القتل والتفجير وازهاق أرواح الأبرياء ، إلا أن الجهلة والمبتدعين غلوا فخرجوا فعاثوا في الأرض فسادا .
ولا احد ينكر ان البيئة لها دور في إسقاط الابعاد الطائفية وفق بعد ديني متطرف فتجد أفرادا هم لأنفسهم كارهون لا عقل يغير سلوكهم ، ولايقظة ضمير يحملون ، ولا نفوس طيبة تحارب نواياهم فيندفعون ويتبنون أفكارا هدامة ومبادئ بعيدة كل البعد عن مفهوم الإنسانية الحقة نحو التكفير أو التقرب إلى الله بسفك الدماء وهم يحملون في رؤسهم ما أملته عليهم قناعاتهم من ظن سببه الجهل المفرط أنهم سوف يكونون بأفعالهم مع البررة في عليين .
والحديث عن التعايش يطول فالحديث عن التعايش لا يقتصر على التعايش المكاني فقط بل مطلوب منا التعايش في الأماكن وكذا في مواقع ووسائل التواصل الإجتماعي الحديثة التي هي أيضا جديرة بالخضوع لثقافة التعايش الراقي .
وإن من أوثق عرى التعايش الراقي إحترام الذوات الإنسانية وعدم احتقار الآخرين أو تصغيرهم وحب الخير للآخر كحبه لذواتنا، وعدم التهكم باقوالهم أو الاستهزاء بافعالهم وترك الخلق للخالق فالبشر خاضعون لقانون إلهي يعتمد ضمن سننه الخطأ والصواب في الأقوال والأفعال وبما اننا بشر قد يحالفنا الصواب بفضل من الله وقد ينتابنا الخطأ فليس لنا من الحق شيئا في انتقاد الآخرين أو الاعتراض على سلوكهم أفعالا أو اقوالا، وعلينا أن نتخذ من ثقافة التعايش الحضاري المتميز والراقي ثقافة تميزنا عن غيرنا وتسمو بنا عاليا.
[COLOR=#ff0600]
عبدالعزيز الناصري[/COLOR]


- 28/06/2015
- 2262
شاركها
-
زاهر الشهري
أحسنت أخي الكريم اللهم آمنا في دورنا وأصلح أءمتنا وولاة أمور...
-
سمّاح الرشيدي
كلنا أمل في مقام وزارة النقل أن تعطي هذا الطريق حقه من التطو...
-
عايد الرشيدي
بارك الله في جهودكم اخوي بشير نعم وبشدة ياليت ينظرون لوضع ال...
-
Mmm
ونعممم فيهم وعرفنا الملازم ماضي بحكم العمل ونعم القايد والاخ...
أخبار المجتمع
تعليق واحد
تسلم اناملك ياابو طراد
كلام جميل الله يوفقك
جزاك الله خيراً أبا طـراد ..
ونسأل الله الهداية لكل ضال ..
والثبات للمهتدين ..
جزاك الله خيراً أبا طـراد ..
ونسأل الله الهداية لكل ضال ..
والثبات للمهتدين ..
المقال كله وجهة نظر ليس فيه معلومات موثقة بمراجع حتى كلمة تعايش عرفها الكاتب على حد فهمه ، لماذا لا يعاد للمراجع اللغوية ومراجع المصطلحات الحديثة ؟ وفي الاستشهاد بقصة الرسول مع اليهود مالذي حدث وهل الكاتب يعلم القصة ؟ ولماذا لم يوضح القصة فنحن لا نعلمها وماهو سبب الاستشهاد هنا ؟؟
أعتقد أن الكاتب أخطأ في مفاهيم التعايش حينما ربطه بمواقع التواصل الاجتماعي إذا أن التعايش يكون ماديا محسوسا و تعامل مباشرا نشكره على طرحه و نتطلع للجديد
مقال جميل للتعايش مع الغير ،،