الأوقات بين الاستثمار والفوات

حظي الوقت بنصيب وافر من العناية والاهتمام في الشريعة والحياة، ويعد نعمة عظيمة، ومسؤولية كبرى، ووعاء للعبادة. وحيث إن الإجازة السنوية تبدأ كل عام وما تلبث حتى تنتهي، ومثلها في الانتهاء كل المناسبات، وقيمتها في الاستثمار الأمثل والاغتنام.
بيد إن كثير من الشباب يعاني وفرة الأوقات والفراغ، والحاجة قائمة لإرشادهم لكيفية استثمار الوقت فيما هو نافع لدينهم ودنياهم. وقد يكون الفراغ سبباً لكثير من المخالفات التي يرتكبها البعض، ولكن السؤال المطروح : ألم يكن الفراغ كذلك سبباً في نجاح الكثيرين!؟ ومن ذلك ينبثق سؤال آخر:كيف تعالج حل مشكلة الفراغ لديك بل لدى جميع الأفراد الصغار والكبار؟ من الجميل شغل ذلك الفراغ فيما ينفع النفس والأهل والمجتمع والوطن، وقبل كل ذلك برضى الله وعبادته وجوبا واحتسابا؛ ليكون قضاء الأوقات طريقاً سليماً وخالياً من المخالفات التي قد يقع بها، ولنا مع أوقات الإجازة وقفات:
الوقفة الأولى:ضع لك خطة خاصة، وضمنها نشاطات محببة لك ومرضية لربك ومحققا بها أهدافك النبيلة.
الوقفة الثانية:الإجازة في هذا العام -بفضل الله- وافقت رمضان ومن عرف رمضان عرف الميزة، ولا فراغ يضيع مع رمضان.
الوقفة الثالثة: قراءة كتب العلم النافعة لكى تزداد حصيلتك العلمية والثقافية، وكذلك قراءة الكتب الدينية ولاشك إن تلاوة كتاب الله تعالى وحفظه من أفضل الأعمال، وينبغى أن يكون لك ورد يومي لقراءة القرآن الكريم فهو خير معين على استثمار أوقات الفراغ.
الوقفة الرابعة: المشاركة في أعمال الخدمة العامة والتطوع في أعمال الخير والبر والاحسان والاشتراك في المشاريع والمبادرات المجتمعية.
ختاما: ورد في حديث ابن عباس قال رسول الله عليه الصلاة والسلام لرجل يعظه:”اغتنم خمسا قبل خمس: وذكر منها وفراغك قبل شغلك”. وحديث” لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه…الحديث”.
وفق الله الجميع لاغتنام الأوقات في إصلاح الدنيا والدين.
[COLOR=#ff0003]بقلم د. فايز بن سالم الحربي[/COLOR] للتواصل t400t@hotmail.com