في منطقة حائل .. تستطيع أن تعيد عقارب الزمن إلى مراحله البدائية وكأننا في بلد نامي يصارع مراحل النمو مقابل بنيه تحتية هشة أسست وأهملت , بعد أن ضخت الدولة ميزانيات هائلة لأجل البناء ومواكبة ركب التطور المتسارع ضمن ماتوليه القيادة أيدها الله من اهتمام متواصل بتوفير الخدمات ورقي جودتها وتذليل كل الصعاب أن وجدت.
يدرك كل مواطن أهمية الكهرباء باعتباره من أولويات التنمية وتقدم الشعوب ومن الضروريات الأساسية في حياة الفرد والجماعات وقد أولت القيادة قطاع الكهرباء كل اهتمام لتعزيز خدماته وتذليل عقباته وضخت قبل أربعة أعوام أكثر من 20 مليار ريال لبناء محطات توليد عالية في كل منطقة ومحافظة للحد من الانقطاع المتكرر وانتشال عجز الشركة عن مواجهة الطلب على زيادة الخدمة لمواكبة النمو الاقتصادي والعمراني والانفجار السكاني , وكان نصيب منطقة حائل كبقية المناطق إلا إن خططها العشوائية المبنية على أهواء فردية حول تلك المشاريع لمراكز إدارية تقل بكثير عن تعداد سكان محافظات لها من الأهمية ما يؤهلها لجزء بسيط من تلك المشاريع العملاقة التي أسست في قرى دون معايير وأسس علمية على حساب محافظات هامة في المنطقة كـ”الحائط” والسليمي .
في قرى الحائط منذ عام 1410هـ بدأت المؤسسة العامة للكهرباء بالتعاقد مع شركة الفنار وتم إنشاء شبكة عملاقة ترتبط بمحطة كهرباء حائل المركزي مروراً بالمحافظات والقرى وكانت الشبكة منذ إطلاقها لم تشهد أي انقطاع ما عدا الانقطاع القسري المفاجئ المسبوق بالتحذيرات المبكرة وبعد مضي عشرة سنوات بدأت المعاناة يشوبها الأسى والحسرة والاستفزاز وعدم المبالاة والتعامل السيئ من قبل فرق الطوارئ بعد أن شرعت الشركة على حد قولها بتعزيز الشبكة واستبدال مولدات الضغط العالي بمولدات حديثة فزادت الطين بله كل يوم تصافحنا شركتنا العزيزة بانقطاع كامل للخدمة وآخر جزئي أرهق الشيخوخة والمرضى والأصحاء والطلاب والمرافق العامة والخاصة ولأغرابه في الأمر .. كهربنا وناسة !!!
نفدت الشموع وبدأنا نستنجد بجداتنا في مراكز الأحياء الشعبية بحثاً عن سراج تنبعث منه سموم أدخنة القاز السامة لكي نستأنس بـ ضوءه الهادئ المميت وكأننا في منطقة معزولة عن اهتمام المسؤولين المناط بهم خدمة المواطن وتوفير احتياجاته ومراقبة شركات الصيانة وإيقاع العقوبات والحسومات اللازمة وفق النظم التشريعية والقانونية كل مأمن شأنه تقديم خدمات راقية تليق برفاهية المواطن وإسعاده.
محافظة الحائط بحجم تعداد سكانها الهائل وقراها المتناثرة قدر لها أن تحرم من مشاريع تعزيز الخدمة الكهربائية سنوات عدة والشاهد أن هذه المحافظة لايوجد بها مكتب لخدمات المشتركين ولافرق طوارئ ومحطتها الرئيسية تفتقر للتعزيز الاحتياطي ماعدا شبكات هوائية تصارع تقلبات الطقس المفاجئة وخطوط ضغط هشة تآكلت مع الزمن دون استبدال أو تعزيز وبالتالي تضاعفت الطلبات مع تزايد النمو السكاني وأصبح أحد خطوط الضغط العالي الرابط للقرى الشمالية الشرقية من المحافظة (ضليع الرفدي وأبو سهيلات وأبو سويسات والباحة والشق والعدوة وبدائع أثقب واللخين ) أهم الخطوط الرئيسية المغذية للقرى المشار إليه يواجه يومياً انقطاع كلي وجزئي وبالرغم من أهمية هذا الخط الحيوي الذي سوف يغذي مبنى فرع جامعة حائل بالحائط وكذلك مبنى المعهد الثانوي الصناعي بحكم وقوع تلك المرافق الحيوية الهامة على مسار الخط ..لازال في طي النسيان دون دراسة عاجلة تضمن إيجاد حلول مبكرة لمواجهة مشاريع التنمية من حيث بناء محطة ثانية تساند المحطة الرئيسية لتخفيف الضغط الكبير وتسهيل تعزيز الخدمة لقرى مركز المناخ والمجصة والمجيصة والأشقر والشويمس والغريسة والمحنا والنجيل والخفج والقرى المحيطة بمحافظة الحائط ناهيك عن قرى الحليفة والرقب و انبوان وضرغط وضريغط وعمائر المرير وصفيط والدابية والخفيج روض بن هادي وفيضة أثقب والعرادية وثويليل ومرحب وبدائع مرحب والمبرز والمعرش والحماد ومراغان والثمامية والعجاجة والنحيتية وأفيعية والشعيلا والصخنة والبحرة .
ساكنو تلك القرى تكبدوا خسائر فادحة من أجهزة التكييف والثلاجات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية وكذلك تسببت في إتلاف المواد الغذائية ومحاصيلهم الزراعية , أرهقت المرضى وشلت حركة السير بسبب توقف محاطات الوقود عن العمل وكذلك الورش والبناشر فالكهرباء مرتبطة بالحياة اليومية وبالتالي كهربنا وناسة.
[COLOR=#ff0d00]
بشير الرشيدي[/COLOR]
b-s-basheer@hotmail.com
تعليق واحد
اضيف صوتي لصوته كذاك الی الامام
أصبت الحقيقي أخي الحبيب بشير الرشيدي … نحن في قرى حائل نعاني من الاهمال والمحسوبيات والعنصرة والاستفزاز .
كل قرى حائل مهملة والكهرباء فاشلة والخدمة سيئة .
اشكرك من قلبي على نقل صوت المواطن وأظهاره للمسئولين
إجرام إجرام بل أرهبتنا الشركة وأكلت أمولنا بالصيانة وتلف أجهزتنا
من 10 سنوات ونحن نصرخ ونطالب ونستغيث ولا مجيب .
أخي الكاتب بشير جزاك الله كل خير على هذا الحس الوطني والاقتراحات الجوهرية التي تصب في مصلحة الجميع
مادري ماكان في دعم منذو تولي خادم الحرمين الشرفين المللك ..سلمان تقاليد الحكم كان اوول دعم لقرررات منها الي الكهرباء
مقال مميز وينقل الواقع الذي نعيشه لله درك يابوعبدالله
مقال مميز والله يعينكم ياهالي حائل
سلمت اناملك وان شاء الله يلقى المقال آذان صاغية وخصوصاً انا مقبلين على شهر رمضان .
كلام رائع ويحاكي واقع هذه المحافظه المهضوم حقها من ناحيه المشاريع والخدمات الاساسية سلمت ي ابو عبدالله
لله درك مقال يستحق الاشادة لو صورت السراج يمكن مدير الكهرب مايعرفه يحسبه من لنبات كهىبه
الله يحفظك يابو عبدالله أنا أشهد انك كتبت وأوفيت
بيض الله وجهك كاتبنا بو عبدالله سلمت اناملك انترشمعة. تضيئ بمقالك ما اعمى قلوب وابصار كهربا حائل حسبي الله ونعم الوكيل ..سوف يأتي لهم يوم يكشف حقيقتهم وخططهم العشوائية
تصوير باذخ كاتبنا المتميز بشير الرشيدي
كتبت فأصبت وجزيت خيرا على نقل معاناة الاهالي
تسلم ايه الشهم المتميز
هكذا عرفناك بارع وناقد وكاتب كبير
لازالت محافظة الحائط خارج الاهتمام والدعم
أين المسؤولين عن هذا الاهمال
حسبنا الله ونعم الوكيل
ماكتبته يا أستاذ بشير سليم ومشاهد وبالادلة
اتمنى من كهرباء حائل الرد
أو السكوت وهذا دليل علمهم بذلك