Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
Author picture

هناك قضايا خطيرة منتشرة ، ومسائل كبيرة مستهجنة ، تؤدي إلى انتقاص للشخصية، وتلويث للسيرة، وإعاقة للمسيرة، وهي لا تختص بالشخصية الأمية الجاهلة ؛ بل تجدها كذلك لدى الشخصيات المتعلمة والمثقفة، والتي لها في المجتمع قيمة وأهمية، ولدى بعضها قيادة ومسؤولية.

حيث تلمس لدى أحدهم مغالاة في تعظيم ذاته وقدراته، وتضخيم كلامه وأحواله، ظاناً أن الله تعالى اصطفاه من بين خلقه ، وأعطاه ميزة عرقية، وامتيازات فريدة، لا تضاهيها نفوس، ولا تنافسها عقول، ومعتقداً كذلك نزاهته من العيوب ، وخلوه من القصور، فلا مجال لنقده أو توقيفه لمحاسبته، كما يرى غيره صاحب منقصة ودونية، ولا يساوي معه أي قيمة عددية.

ويضاف إلى ذلك ؛ ما يقع من نعرات جاهلية، وممارسات عنصرية ، كأن يحقد أحدهم على الفريق المنافس، أو يفتك بالشخص المعارض ؛ لا الفكرة المخالفة، أو يتغنى بفضائل جماعة معينة، ويحط من قدر جماعات أخرى، أو تراه ينتقص الأعمال الحرفية، ويحتقر الوظائف البسيطة وأصحابها.

وأما الحكومات الفاشية الفاجرة؛ فهي لاتزال قائمة موجودة، تسير بالفكر الشوفيني ، والمنهج التسلطي الجبروتي؛ وما دولة إيران إلا إحداها، والتي تسعى إلى الزعامة على الدول الإسلامية؛ وبصبغة فارسية بغيضة.

إن الشوفينية حالة مرضية ، ونزعة إبليسية؛ تبرز للعيان كلما سنحت لها الظروف، وكلما توفرت لها الأجواء المناسبة، والبيئات الملائمة، وهي تبرز لنشر المهابة، وإحكام السيطرة، ولفت الانتباه، وجذب الأنظار، والتي لن يجد المصاب بها سوى الغل والتصغير، والذم والتحقير، والمرارة والآلام، ومعها تضيع العدالة، وتنبت بسببها الكراهية والعداوة.

اعلان

لقد كانت الشوفينية ظاهرة ثقافية وسياسية؛ عرفتها أوروبا في بدايات القرن الميلادي الماضي، وقامت على الولاء المتعصب، والتبعية المطلقة ، وكراهية الأمم الأخرى، ومع مرور الزمن أضحت صفة لصيقة؛ لكل فرد يغالي في حب أرضه، ويتعصب لقوميته ، ويتعامل مع الآخر بصورة استعلائية، وبطريقة فجة مقيتة.

فإلى من ابتلي بأفعال الجاهلية، والصفات الشيطانية؛ عليه أن يستغفر ربه، ويتوب إليه، وأن يتذكر أصله وضعفه، ومآله ومنتهاه، فالجنة لا يدخلها أحد في قلبه مثقال ذرة من كبر.

كذلك في منهجنا الرشيد؛ لا فضل لجنسية على جنسية، ولا لقبيلة على أخرى، ولا لرئيس على مرؤوس قال عليه الصلاة والسلام: ( كلكم لآدم وآدم من تراب ).
وأما المعيار الوحيد للتفاضل والتميز بين الناس؛ فهو قول الله تعالى: [ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ]، وقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: (لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى).
[COLOR=#ff0003] د.عبدالله سافر الغامدي ـ جدة[/COLOR]

شاركها

تعليق واحد

  1. أحسنت يا دكتور عبدالله. بعض النفوس مريضة فقد أصابها الغرور ونفخ فيها المطبلون فأضحت لا ترى غيرها في الوجود وهي سرعان ما تسقط عند أول امتحان

  2. فعلا فيه ناس كتير للاسف اصحاب نفوس ضعيفه تمارس التفريقه العنصريه بشده وكانها هي من اتت العالم الاول
    والباقي ليس لهمءاي قيمه وللاسف السلطات العاليا تساعده في ذلك

  3. رائع جدا ومتميز يادكتور طرح راقي يصف كثير ممن يحيطون بنا ولا افهمها إلا أنها حاله مرضيه تصيب القلوب المليئة باللهو والضياع. دمت بخير يادكتور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • صورة سمّاح الرشيدي
    سمّاح الرشيدي

    كلنا أمل في مقام وزارة النقل أن تعطي هذا الطريق حقه من التطو...

  • صورة عايد الرشيدي
    عايد الرشيدي

    بارك الله في جهودكم اخوي بشير نعم وبشدة ياليت ينظرون لوضع ال...

  • صورة Mmm
    Mmm

    ونعممم فيهم وعرفنا الملازم ماضي بحكم العمل ونعم القايد والاخ...

  • صورة

    نعم كلام الاعلامي عايض الشعلاني صحيح ونعاني دايم من انقطاع ا...

  • صورة

    نعم كلام صحيح نعاني من ضعف في شبكة الاتصالات...

زر الذهاب إلى الأعلى