عندما أعلنت غوغل في العام 2012 عن نظارتها الذكية Google Glass، فاجأت العالم باختراع بدا حينها نوعًا من جلب الخيال العلمي إلى الواقع، وتطور غير مسبوق في مجال التقنيات القابلة للارتداء. لكن يبدو بأن غوغل تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك، ويبدو بأن ابتكاراتها لن تتوقف عند النظارة، حيث كشفت اليوم عن مشروع تعمل عليه لإنتاج عدسة لاصقة ذكية.
لكن على خلاف نظارتها، تقدم العدسة اللاصقة الذكية استخدامًا طبيًا محددًا وموجّهًا لمرضى السكري. تقول غوغل بأن واحدًا من كل 19 شخصًا حول العالم يعاني من ارتفاع نسبة السكر في الدم، وبأن هؤلاء يحتاجون باستمرار إلى مراقبة نسبة السكر عبر وسائل مثل الوخز بالإبر لإخراج الدم وفحصه، أو قد يلجأ البعض إلى زرع حساس لقياس نسبة الجلوكوز في الدم تحت الجلد.
المشكلة أن مراقبة نسبة السكر في الدم هي عملية مستمرة، والفشل في تتبعها بالشكل الصحيح أو في الوقت المناسب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. لهذا فكرت غوغل بتقنية جديدة، قامت بتطويرها ضمن ما يُعرف بمختبرات Google X المخصصة للمشاريع التقنية بالغة التطور، بتطوير عدسة لاصقة قادرة على مراقبة نسبة السكر في الدم بشكل مستمر من خلال تحليل الدمع.
يُذكر أن العلماء توصلوا بأن الدمع يشكل وسيلة فعالة لقياس نسبة السكر في جسم الإنسان، لكن المشكلة هي في صعوبة جمع العينات منه ثم تحليلها. عدسة غوغل الذكية تتألف من طبقتين داخلية وخارجية، مثل أي عدسة لاصقة عادية، لكن ما بينهما تقع دارة بالغة في الصغر ومُستشعر يستطيع تحليل الدمع وقياس نسبة السكر، كما تمتلك العدسة شريحة لاسلكية مع هوائي بقياس أصغر من شعرة الإنسان، لإرسال المعلومات التي تتم قراءتها إلى أجهزة خارجية.
تقوم غوغل حاليًا على تطوير نموذج يقوم بقراءة نسبة السكر بشكل مستمر (قادرة على إنتاج قراءة في كل ثانية)، كما تستطيع العدسة إصدار إنذار مبكر للمريض، كما تدرس غوغل فكرة دمج أضواء صغيرة LEDs في العدسة نفسها يمكن أن تُضيء في حال صعود أو هبوط نسبة السكر دون درجات معينة.
حاليًا ما زال المشروع في مراحله الاختبارية، وتناقش غوغل مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA إمكانية تحويل هذا الابتكار إلى مُنتج يستخدمه المرضى حول العالم، كما تخطط الشركة للبحث عن شركاء للعمل معها في إنتاج هذا النوع من العدسات اللاصقة، كما تعمل على تطوير تطبيقات للأجهزة الذكية تساعد كلًا من المريض والطبيب على متابعة قراءات نسبة السكري في الدم.
لا يوجد حاليًا موعد محدد لطرح التقنية تجاريًا، لكن لا شك أن مثل هذه التقنية ستشكل نقلة نوعية في عالم دخول التكنولوجيا إلى المجال الطبي. وأعتقد أن دخول غوغل بخبرتها العالية وديناميكيتها المميزة في الابتكار إلى المجال الطبي سيساهم دون شك في تحسين وتطوير الكثير من التقنيات الطبية المستخدمة حاليًا.