ينفذ معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى حالياً، دراسة عن مفقودات ومعثورات حجاج بيت الله الحرام ضمن دراساته وأبحاثه لموسم حج هذا العام 1433هـ.
وعدَّ الباحث الدكتور ناصر بن مناحي البقمي، المفقودات والمعثورات، إحدى أهم المشكلات المتكرّرة التي تواجه الحجيج والمعتمرين في رحلتهم، التي تلقي بعبءٍ كبيرٍ على كاهل السلطات المختصّة، خاصةً في حال ضياع الأطفال أو كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصّة والمرضى.
وأشار إلى أنه تم تطويع استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحقيق هدفيْن في آنٍ واحدٍ, الأول هو التيسير على الحجاج في حل مشكلة المفقودات والمعثورات، مع تحرّي المحافظة والالتزام بشرع الله تعالى في ذلك, والآخر هو تخفيف العبء عن السلطات والأجهزة المختلفة بجعل الحجيج جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة.
وبيّن أن الحل المقترح يتلخص في تطوير نظام متكامل من ثلاثة أجزاء، تتمثل في التطبيق على الهواتف المحمولة والموقع إلكتروني وشبكة الأجهزة المتصلة ببعضها بعضا على طول خط الحج والعمرة, تعمل تلك الأجزاء الثلاثة من النظام المقترح بطريقةٍ تكامليةٍ حيث يقدم كل منها الخدمة نفسها التي يقدمها مكتب المفقودات المتواجد حالياً بالحرم. ولفت إلى أن الحل المقترح يتميز بأنه يمكن توفيره بلغات مختلفة وبواجهات برامج تتناسب مع الجنسيات والخلفيات التعليمية والاحتياجات الخاصّة المختلفة بين الحجيج, كما أن البيانات عن المفقودات والمعثورات يمكن تبادلها من جميع أجزاء النظام إلى الأجزاء الأخرى؛ ما يوفر طرقاً أسرع في نشر المعلومات عن المفقودات والمعثورات ومساعدة الحجيج على إيجاد مفقوداتهم، أو حتى مساعدة الجهات المختصّة في ذلك, لافتاً النظر إلى أن المعلومات المسجلة على النظام يمكن بسهولة اختزانها ثم إعادة معالجتها لأغراض البحث العلمي وتعدين البيانات واتخاذ القرار.
وأفاد الدكتور البقمي، بأن المشروع يبدأ بدراسة إحصائية حول مدى ألفة وإلمام الحجاج بالتعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة، خاصةً أجهزة الهواتف المحمولة الذكية، إلى جانب عمل مسح للدراسات والأبحاث العلمية فيما يتعلق بأساليب تعدين البيانات ووسائل الاتصال بين شبكات الكمبيوتر, إضافة إلى تفاعلية المستخدمين مع واجهات البرامج، وخاصة أجهزة الهواتف المحمولة الذكية، مشيراً إلى أنه يتوقع أن تؤدي إلى الحصول على ملكية فكرية للمعهد لهذا النظام، إضافة إلى نشر ورقة بحثية في أحد المؤتمرات العلمية الدولية المتخصّصة.